اغتال مسلحون مجهولون الخميس صحافيا عراقيا كرديا في محافظة السليمانية في اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، حسبما افادت مصادر امنية ومحلية الجمعة حيث شارك مئات الصحفيين والكتاب في محافظة السليمانية بمراسم تشييع جثمانه وسط تحذيرات بأن هذه العمليات تهديد للسلم الأهلي في إقليم كردستان..
وقال رحمن غريب احد المسؤولين في مركز “مترو” للدفاع عن حقوق الصحافيين في تصريح صحفي ان “مسلحين مجهولين اغتالوا مساء امس الصحافي كاوة احمد جيرمياني (32 عاما) داخل منزله في ناحية كلار” الواقعة الى الجنوب من مدينة السليمانية (270 كلم شمال بغداد). واكد ضابط في شرطة السليمانية برتبة نقيب مقتل الصحافي وهو رئيس تحرير مجلة “رايال” الكردية المحلية، من دون الاشارة لمزيد من التفاصيل.
وذكر غريب ان الصحافي “قتل بالرصاص في الرأس والصدر وامام والدته”، مشيرا الى انه “تعرض لكثير من التهديدات ووجهت له الكثير من الاتهامات القضائية من قبل مسؤولين سياسيين واخرين في حكومة الاقليم، لنشره مواضيع تتعلق بالفساد”.
بدوره، قال سردار محمد رئيس تحرير صحيفة “اوينا” المحلية التي تنشر كذلك مقالات للصحافي الضحية، ان “جيرمياني كان صحافيا نشيطا خصوصا في البحث في ملفات الفساد وقد رفعت ضده العديد من الدعاوى القضائية من قبل مسؤولين”.
ويتعرض الصحافيون في السليمانية الى تهديدات متواصلة، فيما يتعرض الصحافيين في عموم العراق الى اعمال عنف. ويعود مقتل اخر صحافي الى 24 تشرين الثاني/نوفمبر حيث قتل الصحافي علاء ادور (38 عاما) في هجوم مسلح قرب منزله في مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد).
واعلن بيان لمنظمة “مراسلون بلاد حدود” عن مقتل كاوة جيرمياني وطالب حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية باجراء تحقيق في الهجمات التي تستهدف الصحافيين.
وتقول المنظمة ذاتها ان “العديد من الصحافيين العراقيين يتعرضون يوميا للتهديدات، ومحاولات القتل، والاعتداءات، والمعاناة من اجل الحصول على تراخيص، والمنع من الدخول، ومصادرة ادوات عملهم”.
وقد شارك مئات الصحفيين والكتاب في محافظة السليمانية، الجمعة، بمراسم تشييع جثمان الصحفي كاوه كرمياني الذي قتل بهجوم مسلح جنوبي المدينة، وسط تحذيرات بأن هذه العمليات تهديد للسلم الأهلي في إقليم كردستان.
وجرت في مدينة كلار جنوبي السليمانية مراسم دفن الصحفي كاوة كرمياني بمشاركة المئات من المواطنين والصحفيين والكتاب وسط رفع يافطات تندد بمقتل الصحفي كرمياني وتطالب بحماية الحريات.
من جهته قال مدير شركة آوينة الإعلامية آسوس هردي، إن “هذه الأعمال هي محاولة لإستمرار تخويف المواطنين للتنازل عن حقوقهم والإستسلام للسلطة التي تعمل لسرقة ثروة كردستان”، لافتا إلى أن “أعمالكم هذه ليست خطر على العملية السياسية فحسب وإنما هي تهديد للسلم الأهلي الكردستاني”.
وأكد هردي على أن “هذه الجرائم تفرض علينا أن نواصل المسير على طريق الحرية والديمقراطية في إقليم كردستان”.
وكان صحفيو محافظة السليمانية نظموا الثلاثاء الماضي وقفة إحتجاجية أمام مكتب البرلمان العراقي في السليمانية، تنديداً بالهجمات التي تتعرض لها الصحفيين العراقيين، مؤكدين أنه الصحفيين العراقيين لايواجهون تهديدات الإرهاب فقط وإنما يواجهون خطورة عصابات تابعة للأحزاب السياسية.
وبحسب المصادر المطلعة فإنه خلال السنوات العشرة الماضية قتل 262 صحفي عراقي وأجنبي في العراق دون الكشف عن منفذي تلك العمليات والأسباب التي تقف ورائها.