10 أبريل، 2024 3:48 م
Search
Close this search box.

الفرقة السمفونية العراقية بلا رواتب منذ 8 أشهر

Facebook
Twitter
LinkedIn

بغداد – كتابات

في صالة يغطيها الغبار تستخدم صباحا لتدريبات رقصالباليه في بغداد، يسعى المايسترو محمد أمين عزّت إلى بثروح الحماس في عازفي الفرقة السيمفونية الوطنية العراقيةالذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ ثمانية أشهر.

أمام مكيف واحد للهواء يصارع درجات الحرارة المرتفعة خلالفصل الصيف، يقود عزّت البالغ من العمر 57 عاما فرقة منأربعين عازفا في مقطوعة للمؤلف الروسي موديستموسورسكي، استعدادا لحفل في الثامن عشر من آب/أغسطس في المسرح الوطني في بغداد.

ويلفت تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية (آ ف ب) إلى تلك الأوضاع لم تثن أعضاء الفرقة عن “العزف بكلّ جوارحهم، ولايثنيهم عن شغفهم ما يعيشه بلدهم من اضطرابات“.

لكن بعض المقاعد الخالية تشي بأن رفاقا لهم تركوا الفرقة،بعدما توقّفت رواتبهم، ضمن إجراءات واسعة ترمي لمكافحةالفساد.

يبلغ راتب الموسيقي 600 ألف دينار شهريا (500 دولار) وراتبقائد الفرقة 1250 دولارا، وتبلغ التكاليف الإجمالية للفرقة 85 ألف دولار شهريا، وهو مبلغ بسيط لا يقارن بالمبالغ الكبيرةالتي اختلسها مسؤولون كبار قبل أن يُقالوا أو يُسجنوا أويلوذوا بالفرار.

وبموجب الإجراءات الأخيرة، لم يعد ممكنا أن يتقاضى أجراعن العزف في الفرقة سوى من ليس لديهم وظيفة أخرى فيالقطاعات الحكومية.

وبذلك، فقدت الفرقة ثلثها، أما الباقون فهم من المتقاعدين منوظائف أخرى أو من العاملين في القطاع الخاص أو ممنيقتصر دخلهم على العزف مع الأوركسترا. لكن هؤلاء أيضا لميتقاضوا أجورهم منذ ثمانية أشهر، بسبب البطء فيالإجراءات الرسمية.

ويقول عزّتالفرقة السيمفونية في خَطر، أنظر لا يوجد إلا ثلثالفريقالموسيقي.

ويؤكد أن بعض عازفيه لا يملكون المال ليحضروا التمارين،وكثيرون منهم مصابون بالإحباط.

ويضيفنحن على حافة الهاوية لكننا سنقاوم (…) من خلالما نقدّمه من موسيقى“.

حروب وحصار

تأسست الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية عام 1948 ضمن “جمعية بغداد الفلهارموني” التي كانت مشروعا ثقافيا خاصا،ثم أسست تحت اسمها الحالي عام 1959 حين أصبحت مؤسسة ثقافية حكومية، لكنها تعرضت للإلغاء علم 1965 بذريعة كونها “تحمل اتجاها غربيا يتعارض مع العروبة والإسلام” كما بررت حكومة الرئيس عبد السلام عارف سبب ذلك، ثم اعيد تأسيسها عام 1971 بتدخل من وزير الثقافة والإعلام حينها شفيق الكمالي.

وقد نجت من الاضطرابات التي مرت بالبلاد على مدى أربعينعاما خلت، وعاشت حربين وحصارا دوليا قاسيا استمر 12 عاماً ثم غزوا واضطرابات، وأخيرا اجتياحا من تنظيم الدولةالإسلامية الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد ولم ينهزم إلا معنهاية العام الماضي. لكنها اليوم أمام خطر حقيقي علىوجودها، كما يشعر العازفون فيها.

غير أن رئيس الشؤون الإدارية في وزارة الثقافة العراقية رعدعلاوي أكّد لوكالة فرانس برس أنهليس هناك سبب للخوفوأن الرواتبستدفع قريبا“.

وأوضحطلبت وزارة المالية عقودا رسمية مصدقة من قبلوزارتنا، وإجراءات التحقق جارية، وهذا ما يفسر التأخير فيدفع الرواتب، مؤكدا أنالفرقة واجهة فنية للبلدوالوزارةتحترم فنانيها وإبداعهم“.

لكن العازفين في الفرقة يتخوّفون من أن تكون هذه الوعودمجرّد كلام.

ضربة الموت للثقافة العراقية

ويعتبر سعد الدجيلي البالغ 57 عاما، وهو أستاذ في الطبوعازف فلوت، أن قرار وقف الرواتبعبثي“. ويقولأنا طبيبتوليد وعازف عود منذ الصغر، أُكمل عملي العلمي من خلالمهنتي الفنية وأتمنى الاستمرار طالما أني قادر على ذلك“.

وهو قد لا يتقاضى راتبا عن عزفه في الفرقة لكونه يعمل فيجامعة النهرين الحكومية في بغداد.

وبينما يتواصل العزف تنقطع الكهرباء، كما هو الحال فيعموم العراق، لكن هؤلاء العازفين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 عاما و75، يواصلون العزف مستخدمين ضوء هواتفهم المحمولةعلى صفحات الألحان أمامهم، لأن الفرقة السيمفونية لا تملكالمال الكافي لشراء وقود لمولد الكهرباء.

وتقول دعاء ماجد العزاوي وهي عازفة آلة الأوبو في الخامسةوالعشرين من عمرهامرّت أزمات في الماضي، لكن هذه هيالأسوأ، نحن أمام خطر حقيقي“.

وتضيفأنا وأبي موسيقيان، ولا ندري ما قد يحدث. وإنتوقّفت الأوركسترا، ستكون ضربة الموت للثقافة العراقية“.

مع عودة الضوء لقاعة العزف، يتصاعد الحماس مجددا لدىالعازفين، ويبلغ الأداء ذروته.

وتقول نور، وهي ابنة قائد الفرقة وعازفة على الطبلستعيشالموسيقى طالما نحن على قيد الحياة، إنها ثقافتنا“.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب