7 أبريل، 2024 2:42 م
Search
Close this search box.

“الفاكهة المحظورة” .. تجارة مشبوهة في إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

شهد العامين الماضيين حذف الفاكهة من سلة الدعم المعيشي في “إيران”، بالتوازي مع تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.

وبعد ارتفاع سعر العُملات الأجنبية وكذلك التضخم، لجأت الفئات المجتمعية محدود الدخل إلى التغاضي عن شراء الفاكهة وغيرها من الاحتياجات الثانوية. وركزت الأسر بشكل أساس على توفير لقمة الخبز.

حتى الأسر التي كانت تملأ سابقًا الثلاجة بأنواع الفاكهة المختلفة، باتت تقتصر، في ظل الغلاء، على شراء الفاكهة بالقطعة. بحسب صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

للأثرياء فقط !

في المقابل؛ ظهرت فئات أخرى تتصارع على شراء أنواع الفاكهة الفاخرة مثل: “الجاك فروت، وباشن فروت، والنجمة، ومانغوستين، وكومكوت، ودريان” وغيرها، وكلها جزء من قائمة طويلة من الفاكهة الفاخرة، والتي يتم تهريبها إلى البلاد للترطيب على قلوب الأثرياء الذين هم على استعداد لإنفاق الملايين على شراء هذه الفاكهة؛ فقط لاستعراض أملاكهم وأموالهم، وجذب المزيد من الأفراد في الحفلات وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.

وقد تحولت الأسواق الإلكترونية مؤخرًا؛ المنافس الرئيس لقنوات وصفحات الـ (تليغرام) والـ (إنستغرام)، المعنية ببيع هذه الفاكهة المهربة. بينما يركز المسؤولون في استيراد الفاكهة الفاخرة على المسافرين الأجانب، في حين يبلغ حجم بعض هذه الفاكهة ما لا يمكن حمله في حقائب المسافرين. من ثم يبدو تورط بعض الشخصيات على نحو كبير في مجال تهريب الفاكهة المحظورة على نطاق واسع.

ورغم دورالعقوبات، وارتفاع سعر العُملات في قطع أرزاق الكثير من تجار السوق، لكن ظهرت فئة من تجار العقوبات والغلاء ممن يغمسون خبرهم في السمن للمحافظة على إمتلاء بطونهم مدة سنوات.

شبكات البيع الإلكترونية..

والواقع يمثل مهربو الفاكهة إحدى الجماعات التي تتربع على رأس مائدة ارتفاع سعر العُملة، ويحققون بالاستيراد غير القانوني، للفاكهة المحظورة، أرباح تُقدر بالمليارات. حتى أنهم قبل فترة كانوا يبيعون فواكههم الغريبة والعجيبة على شبكات التواصل الاجتماعي فقط، بينما يكفينا حاليًا مراجعة بعض الأسواق الإلكترونية لشراء بعض قطع الفاكهة بآلاف الطومانات والإنضمام إلى نادي المترفين. ولقد تحولت هذه الأسواق بالحقيقة منافس رئيس لقنوات الـ (تليغرام) وصفحات الـ (إنستغرام)؛ وبات كلاهما على قدم المساواة مع فارق أن بعض المواطنين لا يثق بالصفحات الإلكترونية ويقبل على الشراء من الأسواق الإلكترونية الرسمية.

والمشاهدات الميدانية تُنم على وفور الفاكهة المحظورة في سوق الفاكهة المركزي بـ”طهران”. حيث يُقدم بعض الباعة أنفسهم كمستوردين لتلكم الأصناف ويعزون قلة المعروض من هذه الفاكهة إلى أسعارها المرتفعة. في حين يغفلون عن مسألة إدراج استيراد الفاكهة الآستوائية، عدا “الموز والأناناس وجوز الهند والمانحو”، تحت بند التهريب وحظر بيعها تمامًا على الفضاء الإلكتروني، لا فرق في ذلك بين جلب هذه الفاكهة عن طريق المطارات داخل حقائب المسافرين أم بشكل آخر. لكنهم يقومون بهذا الأمر في ظل عدم رقابة الأجهزة المعنية.

من يقوم بتهريب الفاكهة ؟

مع الأخذ في الاعتبار لوفرة الفاكهة الفاخرة في الأسواق الإلكترونية؛ بل ومحلات بيع التجزئة، فالسؤال الأهم: كيف يتم بيع هذه الفاكهة بشكل عمدي رغم حظر استيرادها ؟

يُعزو المسؤولون المعنيون الخطأ إلى المواطن، وبذلك يكون المسافر القادم إلى “إيران”، المتهم الرئيس، من وجهة نظرهم.

في حين أن وفرة هذه المنتجات في أسوق الفاكهة والخضار؛ إنما يُنم عن أسباب أخرى، إذ من المستبعد أن يقوم المسافرون بإدخال هذه الأصناف في حقائبهم، وحتى لو حصل فلابد من مساءلة بعض الجهات كالجمارك.

مع هذا يتوقع من الأجهزة الرقابية، (في عام إزدهار الإنتاج)، التعامل بشكل حاسم مع هذه الظاهرة وتطبيق القانون على كل من المخالفين الذين شحذوا معاولهم لإقتلاع جذور الإنتاج.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب