6 أبريل، 2024 10:24 م
Search
Close this search box.

الـ”فيمنست” داخل إيران الملالي (2) .. منظمات تنشط في المسافة بين الإسلامي والإصلاحي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

يواصل الباحثين الإيرانيين، “علي أصغر نصيري” و”عبدالله شمسي”، في الجزء الثاني من دراستهما حول قضية الـ”فيمنست”، أو القضية النسوية، داخل إيران في ظل حكم الملالي الذي جاءت به الثورة الإسلامية عام 1979، محاولين كشف، عبر عدة تقارير نشرتها الدورية الأسبوعية (الصبح الصادق) الإيرانية؛ كل جوانب تلك القضية من خلال رصد مسارها التاريخي ما بعد الثورة الإسلامية الإيرانية وعلاقتها بالقوى السياسية والاجتماعية ودوافعها داخل البيئة الإيرانية اليوم، مستعرضين في هذا الجزء الجماعات التابعة لتيار الـ”فيمنست”؛ دورها ونشاطها وعناصرها..

الجماعات التابعة لتيار الـ”فيمنست” في عهد الثورة..

بشكل عام؛ يمكن تقسيم الجماعات المحسوبة على تيار الـ”فيمنست” في عهد الثورة الإسلامية إلى قسمين رئيسيين.. مجموعة تُسمى الـ”فيمنست” بشكل صريح، والأخرى تتماشى مع تيار الـ”فيمنست”؛ وكونها متماشية مع الـ”فيمنست” إنما يعني أن هذا القسم لا يعتبر “المساواة الجنسية” محوراً أساسيًا، وإنما يسعى لتحقيق أهداف خيرية أو شعبية عامة.

مع هذا هناك من يدعمون جماعات الـ”فيمنست” داخل هذا القسم، والبعض الآخر يتعاون، لاسيما في الحركات الائتلافية مع جماعات الـ”فيمنست”.

وسنعرض فيما يلي بعض الحالات لهذه الجماعات:

1 – جمعية نساء للنشر: هي إحدى جمعيات الـ”فيمنست” بعد الثورة، وقد قامت “شهلا لاهيجي” على تأسيسها والدعوة إليها. ورغم أن “جمعية النساء للنشر” هي في الظاهر جمعية “اتحادية-ثقافية”، لكنها تتخذ من هذه الأنشطة ستاراً لممارسة الأنشطة المدنية.

ومن أنشطة الجمعية؛ إقامة معارض الكتاب في طهران والمحافظات، ومنها على سبيل المثال إقامة معرض الكتاب في مركز الفكر الثقافي بالعاصمة آذار/مارس 1998، وعقد المناقشات حول قضايا المرأة على هامش المعرض، فضلاً عن تجميع النساء الناشرات والصحافيات والمنظمات النسائية غير الحكومية.

2 – المركز النساء الثقافي: هو من جملة جميعات الـ”فيمنست” التي تأسست بعد الثورة، عام 2001، في “طهران”، وهو حركة “اعتراضية-توعوية” تماماً.

وهو منظمة غير حكومية تقدم فاعليات ثقافية واجتماعية وتعليمية ودعائية تتعلق بقضايا المرأة. وقد حصل هذا المركز على ترخيص “وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي” إبان العهد الإصلاحي، وتحديداً في آب/أغسطس 2001.

وتعتبر “نوشین أحمدي خراساني”، من نشطاء تيار الـ”فيمنست” العلمانية، من أهم الشخصيات التي أثرت في تأسيس هذا المركز. ونظراً لسيادة النهج الحركي داخل “المركز الثقافي للنساء” على نهج التمكين، يهتم المركز بتقديم أنشطة تعليمية وتوعوية إلى جانب الفاعليات الاعتراضية القائمة على الأنشطة المدنية والقانونية بهدف تحقيق تغييرات على صعيد حقوق النساء.

شهلا شرکت

3 – جمعية سمینار النساء: جمعية متماشية مع تيار الـ”فيمنست”؛ وتتكون من أطياف فكرية شديدة التنوع والاختلاف، (فيمنست وغير فيمنست)، وقد تشكلت في العام 2003 بجهود من الطيف العلماني. وتعقد هذه الجمعية اجتماعاتها بشكل دوري مع استضافة جميع المنظمات المشاركة.

وكانت العضوية في هذه الجمعية بشكل جماعي، ولكن أصبحت الجمعية تعترف بالعضوية الفردية منذ العام 2005. ومن حيث البناء الهيكلي فقد تحولت الجمعية منذ العام 2005 إلى منظمة. ومن أنشطة الجمعية في الفترة 2004 – 2005: تدشين حملة اعتراصية حيال البرامج والمسلسلات المناهضة للمرأة (!) في الإذاعة والتليفزيون مطلع العام 2004، وإقامة وقفات اعتراضية في نقابة الصحافيين الإيرانيين. وتوجيه رسالة اعتراضية إلى (الفيفا) بشأن منع دخول النساء إلى الاستاد لمشاهدة المباريات. وإقامة وقفة احتجاجية أمام “جامعة طهران” اعتراضاً على إنتهاك حقوق النساء بالدستور. وتدشين حملة لإخراج “رؤيا طلوعي” من السجن. تدشين حملة للاعتراض على حجب أسماء النساء، (من نشطاء تيار الفيمنست)، على شبكة الإنترنت.

ومع بدء الحكومة التاسعة عملها كان معظم أفراد الأعضاء ينأى عن ذكر اسم الجمعية. وفي النهاية تم حل الجمعية عام 2006، وخرج من رحمها خمس منظمات أخرى.

4 – شبكة اتصالات المنظمات النسائية غير الحكومية بالجمهورية الإيرانية: وهي من المنظمات النسائية الأخرى المحسوبة على تيار الـ”فيمنست” في إيران، والتي تشكلت عام 1995 تحت إشراف “مكتب الشؤون النسائية برئاسة الجمهورية”، بهدف حشد وتعبئة المنظمات النسائية للمشاركة في المؤتمرات الدولية. وتتبنى المنظمات النسائية منهجاً تمكينياً وخدمياً وخيرياً.

5 – نادي المرأة الإيرانية المستنيرة: هو أيضاً من جملة جمعيات تيار الـ”فيمنست” في إيران بعد الثورة، والتي تأسست بجهود مجموعة من النساء ذات الإيديولوجيات “الوطنية-المذهبية”. وقد عُهد إلى “پروين بختيار نجاد” برئاسة هذ النادي.

6 – جمعية نساء الإصلاحيات: تأسست عام 2007. وقد ذكرت عضو الجمعية، “الهه کولایي”، أن الدافع لتأسيسها هو ضرورة مشاركة المرأة الإصلاحية في منافسات الانتخابات البرلمانية في دورتها الثامنة، لاسيما بعد هزيمة التيار الإصلاحي في انتخابات رئاسة الجمهورية عام 2005.

وقد تكونت الجمعية برئاسة، “زهرا شجاعي”، وعضوية “الهه کولایي” و”فاطمة راکعي” و”فخر السادات محتشم یپور”. ومن جملة الشواغل الرئيسة للجمعية انتقاد الرؤية الذكورية على الأصعدة السياسية والاقتصادية، والسعي لمضاعفة المشاركة النسائية في المجالات الاجتماعية المختلفة، لاسيما السياسة والاقتصاد.

ويعتبر لقاء أعضاء الجمعية مع السيد، “محمد خاتمي”، أحد قيادات فتنة 2009، والتحاور معه بشأن القضايا اليومية، وبخاصة موضوع المرأة، وكذلك التيار الإصلاحي من جملة الأنشطة المثيرة للجمعية عام 2014.

7 – جمعية النساء (المسلمات) المستنيرات (دينياً): هي من المنظمات التابعة لتيار الـ”فيمنست” في إيران. وتشغل “فاطمة راكعي”، من النشطاء في مجال حقوق المرأة، منصب أمين عام الجمعية.

وتتبنى الجمعية، كسائر جمعيات تيار الـ”فيمنست”، رؤية انتقادية للأوضاع القائمة، وتتركز معظم أنشطتها في مجال المرأة على رفع التمييز ضد المرأة وحصولها على حقوقها.

ومن جملة رؤي الجمعية والمذكور في اللائحة الرسمية للجمعية، الاعتقاد في الإلتزام بالشريعة الإسلامية والأحكام الشرعية، والإيمان في القدارات الكبيرة للدستور للإرتقاء بمكانة المرأة وتلبية الاحتياجات اليومية للنساء، والتشديد على مراجعة وإصلاح مواد المرأة والأسرة في القوانين المدنية وسائر القوانين الخالية من روح الدستور، وإنعدام فرص عمل النساء بالبلاد، وخلو مكان المرأة في إتخاذ القرارات ووضع الخطط والبرامج الرئيسة للدولة، وعدم جدية مشاركة المرأة في المحافل والمجامع العالمية.

كما اشتملت اللائحة على بعض سياسات الجمعية، ومنها الإرتقاء العلمي “الثقافي-السياسي” للمجتمع، وبخاصة النساء، والسعي للإرتقاء بمكانة المرأة على صعيد الأحزاب والفصائل السياسية، والتعاون الفعال مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية للإرتقاء بمكانة المرأة والقضاء على التمييز والعنف ضد النساء، وخلق قنوات اتصال دائم منظم مع المؤسسات والمنظمات المعروفة والمعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وصناديق الدعم الدولية، وإقامة تجمعات وندوات وورش تعليمية ونشر المجلات والكتيبات المطلوبة في تحقيق الأهداف محط الاهتمام، والسعي الممتد والشامل لخلق قناة اتصال مع جميع النساء في إيران على اختلاف التوجهات والمستوى التعليمي وإجتذابهم إلى الجمعية، والتخطيط لإقامة التجمعات والمسيرات عند الحاجة.

ولأعضاء هذه الجمعية قدم راسخة في اجتماعات تيار الـ”فيمنست” بصحبة شخصيات مثل؛ “شيرين عبادي” و”شهلا لاهيجي” وغيرهن، ومع ذلك تصف “فاطمة راكعي” هذه الجمعية بالـ”فيمنست” الإسلامية. ومن جملة برامج الجمعية يمكن الإشارة إلى عقد اجتماعت تخصصية وقانونية، والسعي للمشاركة في اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة.

وعضوية هذه الجمعية في “حزب جبهة المشاركة” المنحل، والذي لعب دوراً بارزاً في فتنة 2009، ولقاء أعضاء الجمعية مع “زهرا رهنورد”، أحد قيادات الفتنة في نيروز 2010، من علامات ومؤشرات تماشي تيار الـ”فيمنست”، لاسيما جمعية النساء (المسلمات) المستنيرات (دينياً) مع تيار الفتنة.

زهرا رهنورد

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب