4 مارس، 2024 2:44 م
Search
Close this search box.

“الغلوتين” في المحكمة .. متهم أم مجني عليه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

من المؤكد أنك سمعت مؤخرًا عن مادة “الغلوتين”، ذلك “البروتين” الذي اتفق عليه الناس رغم اختلافهم على نسب منافعه، فبينما ينصح فريق من الأطباء بالتخلي عنه تمامًا في الأنظمة الغذائية، يدافع فريق آخر عنه مبرزًا فوائده ومزاياه.

و”الغلوتين” هو مُركب بروتيني يتكون من مادتي، “غلوتينين” و”غليادين”، ويوجد بشكل طبيعي في “القمح والشعير والشوفان” ومعظم أنواع الحبوب التي تستخدم في إعداد “الخبز”؛ إذ يساعد على تخمر العجين أثناء الخبز؛ كمان يحافظ على مرونته، ومع ذلك لا يشترط أن تحتوي كل أنواع الحبوب على “الغلوتين”؛ يكفي معرفة أن “الذرة والأرز” لا يحتويان عليه.

ويدخل “الغلوتين” أيضًا في إنتاج الكثير من الصناعات الغذائية؛ من بينها “الآيس كريم” وحتى المعجنات وأصناف الحلويات الجاهزة، بالإضافة إلى بعض أنواع النقانق والصلصات والمرقة والمأكولات البحرية المصنعة.

سيء أم جيد ؟

لا يمكن إصدار حكمًا عامًا على “الغلوتين”، لكن يكفي القول أن كونه سيئًا أو جيدًا يرجع إلى عدة عوامل تتعلق بالصحة والجهاز المناعي، ويمكن اعتباره جيدًا لأنه من “الأحماض الأمينية” الأساسية، لذا فإنه يعد مصدرًا غذائيًا جيدًا، لكن المعضلة في “الغلوتين” هي أنه يعد نوعًا من البروتينات صعبة الهضم، كما أنه قد يتسبب في مشكلات كبيرة لدى بعض الناس؛ أبرزها حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي أو الإصابة بالحساسية منه.

الداء البطني (سيلياك)..

يُعد مرض “السيلياك”، أو ما يعرف بـ”الإعتلال الغلوتيني”، من أشهر الأمراض الناجمة عن “الغلوتين”، ويشعر المصاب به باضطرابات هضمية حادة، إذ قد يسبب الجزيء الواحد من “الغلوتين” في التهاب الأمعاء، وقد يتسبب في تدمير جدار بطانة الأمعاء الدقيقة.

والعلاج الوحيد المضمون هو التجنب، لذا ينصح الأشخاص المصابين به بالحرص على عدم تناول أي منتج يحتوي على هذه المادة لتفادي المعاناة، لأن أعراض هذا المرض توصف بأنها كيفية وليست كمية.

وتوجد بدائل من الحبوب لا تحتوي على “الغلوتين”؛ مثل “الحنطة السوداء والدخن والكينوا”.

حساسية “الغلوتين”..

على خلاف “السيلياك” تعتبر الحساسية من “الغلوتين” مرضًا كميًا وليس كيفيًا؛ وينتج المرض نتيجة خطأ الجهاز المناعي في التعرف عليه أو على أي مكون آخر في القمح.

ويشعر المصاب به بأعراض مشابهة للداء البطني، لكن دون الإصابة بإلتهابات في الأمعاء، ببساطة تسوء حالته بمجرد تناوله وجبة تحتوي على “الغلوتين”، لكن عندما يمتنع عن الأطعمة التي تحتوي عليه يلاحظ تحسنًا في حالته الصحية.

نظام غذائي بدون “غلوتين”..

انتشرت في الآونة الأخيرة نصيحة جديدة في عالم التغذية تشير إلى ضرورة تجنب المواد التي تحتوي على “الغلوتين”، وأن هذا الأمر يساعد على فقدان الوزن بشكل أسرع، لكن حتى الآن لم يتفق العلماء على صحة ما يقال، لأن أغلب الدراسات التي أجريت تمت على أشخاص مصابين بأمراض مرتبطة بـ”الغلوتين”.

وعلى العكس؛ تشير دراسات إلى أن الأنظمة الغذائية الخالية من “الغلوتين” تحرم الجسم من معادن وفيتامينات مهمة مثل؛ “الكالسيوم والحديد وحمض الفوليك وفيتامين (ب) والألياف” وغيرها، بالإضافة إلى أن كثير من الأطعمة الخالية من “الغلوتين” عادة ما تحتوي على نسب أكبر من الدهون والسكريات.

“خالي من الغلوتين”..

عندما ندخل أي من المحال الكبيرة نجد الكثير من المنتجات المعروضة مكتوب على أغلفتها بخط واضح جملة، “خالي من الغلوتين”، رغم أن بعضها يحتوي على نسب متفاوتة منه، ويسمح القانون الأوروبي بكتابة تلك العبارة في حالة ما كان المنتج يحتوي على أقل من ٢٠ جزء من المليون من “الغلوتين” فقط، وهي نسبة ضئيلة للغاية وغير مؤثرة على الإطلاق.

في بعض الأحيان تتلوث الأطعمة بأحد المكونات المحتوية على “الغلوتين” أثناء الإنتاج، ومن المفترض أن الشركات تشير إلى هذه النقطة ضمن المعلومات المكتوبة على الغلاف، لأن تناول أي من هذه المنتجات قد يتسبب في معاناة للأشخاص الذين لا تتسامح أجهزة المناعة لديهم مع “الغلوتين” وتهاجمه باستمرار.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب