خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تستفيد “الولايات المتحدة” من مجموعة أدوات كبيرة: كـ”الإعلام والتكنولوجيا والتعليم العالي”، في ترسيخ نفوذها بالدول المختلفة. وتستخدم هذه الأدوات على نحو مركب أو مفصل وفق الضروريات. بحسب “صادق إمامي”، في صحيفة (اعتماد) الإيرانية.
سلاح الدبلوماسية الأكاديمية..
والتعليم العالي، أو “الدبلوماسية الأكاديمية”؛ هو أحد أبلغ هذه الأدوات تأثيرًا في تشكيل المجتمعات المستهدفة.. وعقب الاحتلال الأميركي، لـ”أفغانستان” و”العراق”، عمدت “واشنطن” للاستفادة من “الدبلوماسية الأكاديمية”، في تكوين قيادات مستقبلية إلى جانب التأثير على الرأي العام العربي؛ عبر إطلاق فضائية (الحرة).
ووفق هذا الأساس؛ أفتتحت “الولايات المتحدة”، في العام 2006م، جامعة غير انتفاعية، في “كابل” و”العراق”.
وقد تعرضت هذه الجامعة للهجوم، مرارًا، من جانب عناصر (طالبان)، إلا أن الوضع في “العراق” كان أفضل، بحيث إزدادت أعداد الجامعات الأميركية.
وحتى اللحظة؛ أطلقت “الولايات المتحدة” عدد ثلاثة مراكز جامعية للتعليم العالي، في “العراق”، بغرض تدريس العلوم الليبرالية واللغة الإنكليزية؛ وفق معايير النظام التعليمي الأكاديمي.
صنع النخبة العراقية !
وقد تأسست أولى هذه الجامعات، في العام 2006م، بمدينة “السليمانية”، على غرار نموذج الجامعات الأميركية الخاصة، في “بيروت” و”القاهرة”، وهي تعتبر أول أنجح نموذج في تربية الصفوة العراقية من ذوات الخلفية الاقتصادية والقومية والدينية، ونشر العلوم الليبرالية وفق الأسلوب الأميركي، تحت مسمى منظمة خاصة غير انتفاعية للعامة.
والهدف من هذه الجامعة؛ إعداد الطلبة والنخبة العراقية وتسكينهم في الوظائف الحكومية، (القيادية)، بغرض توثيق العلاقات، بين “واشنطن” و”بغداد”، والتوجيه الإستراتيجي للمنطقة.
بدوره؛ أكد الرئيس العراقي، “برهم صالح”، أن الهدف من تأسيس هذه الجامعة هو تسريع عملية التغيير في النظام التعليمي العراقي. وقد حصلت هذه الجامعة على دعم عدد من الشخصيات؛ أمثال: “كانان ماكيا” و”فؤاد عجمي” و”جون أغريستو”، وقد كان معظمهم من أنصار الهجوم الأميركي على “العراق”، عام 2003م.
وقد ترأس “جون أغريستو”، هذه الجامعة، فترة وجيزة، وذلك بعد عمله كمستشار للبحث العلمي بـ”وزاة التعليم العالي” العراقية.
أهداف التأسيس لمنظومة تعليم أميركي موجه..
وفي العام 2014م، تأسست ثاني الجامعات الأميركية، في منطقة “دهوك” بـ”إقليم كُردستان”، برعاية “مسعود البارزاني”، كمؤسسة تعليمية غير انتفاعية ذات وضع خاص.
وقد تأسست هذه الجامعة بغرض تدريس العلوم الإنسانية، والتعليم الإحترافي على الطريقة الأميركية وتخريج كوادر ذات تطلعات عالمية تشارك بشكل كامل في تطوير المنطقة.
وفي كانون ثان/يناير من العام 2021م، (أي قبل نحو شهرين)، تأسست أول جامعة أميركية، في مدينة “بغداد”، تحت مسمى مركز تعليم عالي غير انتفاعي.
وقد حضر مراسم الافتتاح، “مصطفى الكاظمي”، رئيس الوزراء العراقي. وقد تأسست الجامعات الأميركية، في “العراق”، كعضو في “الاتحاد الأميركي للجامعات والكليات الدولية”، وتسهم في تطوبر المراكز البحثية الجامعية الأميركية.
ويمكن توضيح الهدف من تأسيسها على النحو التالي:
1 – تهيئة المجالات التعليمية للطلبة، من ذوات الخبرات الثقافية، والدينية، والقومية، والاقتصادية والعلوم الإنسانية، القائمة على النموذج التعليمي الأميركي (American-Style).
2 – تحديد الشباب الموهوب وتنشأتهم للاستفادة منهم في الوظائف الحكومية، وتهيئة مجالات نفوذهم في أسواق المنافسة العالمية، وكذلك الدراسات الإقليمية.
3 – تلقين الفكر النقدي، والإبداعي، وتقاليد المجتمع البشري على الطراز الأميركي.
4 – استهداف الطلبة بدورات مختلفة من الأنشطة التطوعية وبرامج الاتصال مع المجتمعات.
5 – إجراء دراسات إقليمية ودولية وإتاحة التواصل مع الصحافيين والباحثين الأجانب.
6 – دعم مشاركة الأساتذة في البحوث التطبيقية، وتقديم حلول للتحديات المجتمعية في عموم المنطقة.
مؤسسة الداسات الإقليمية والدولية العراقية..
“مؤسسة الداسات الإقليمية والدولية”، هي مركز بحثي مستقل داخل الجامعة الأميركية، بمدينة “السليمانية”. ويتيح موقع المؤسسة للجامعيين، والصحافيين، والمؤسسات الأخرى؛ إمكانية الوصول للمجالات التي يريدون مع توفير بيئة آمنة في منطقة مضطربة.
وتركز تلكم المؤسسة على مجالات: “الطاقة والاقتصاد، برامج التطوير التعليمي” على المستوى الدولي، والقضايا المتعلقة باللاجئين والأقليات، وفترة ما بعد (داعش) في “العراق”، والقضايا المتعلقة بالنوع، (ذكور وإناث).
وتبحث هذه المؤسسة؛ في قضايا “كُردستان العراق” و”غرب آسيا”، من خلال المشاركات الإستراتيجية والأحداث القائمة على الحوار الحر بين الخبراء والقيادات العامة.
وتبحث هذه المؤسسة عن المشاركة مع المؤسسات، والغرف الفكرية والجامعات في خمس مجالات هي:
1 – تقديم مساعدات دراسية.
2 – القيام بفاعليات ميدانية.
3 – البحوث والنشر.
4 – دراسة الموضوعات الفورية.
5 – الشراكات المؤسسية.