الغزو التركي لشمال سوريا .. يثير الخلافات بين أعضاء حلف “الناتو” !

الغزو التركي لشمال سوريا .. يثير الخلافات بين أعضاء حلف “الناتو” !

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

سيجتمع أعضاء حلف (الناتو)، الأسبوع المقبل، في “لندن”؛ وسط خلافات عديدة بين دول الحلف. لكن التدخل العسكري التركي في شمال “سوريا”، من دون التنسيق مع باقي الدول الأعضاء، سيشعل المناقشات إلى حد كبير، وربما سيهدد العلاقات بين “أنقرة” و”باريس”.

“ماكرون” : التدخل التركي في سوريا يثير المخاوف !

أعرب الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، عن أمله في أن يناقش زعماء (الناتو)، خلال قمتهم بـ”لندن”، في 3 – 4 كانون أول/ديسمبر 2019، التدخل التركي في “سوريا”، الذي وصفه بالمهدد لعمليات “التحالف الدولي” ضد تنظيم (داعش).

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لـ (الناتو)، “ينس ستولتنبيرغ”، عُقد في “باريس”، أمس الخميس، تطرق “ماكرون” إلى موضوع التضامن بين الدول الأعضاء في الحلف، قائلًا: “أن يعلن طرف تمسكه بالدفاع الجماعي ليس كافيًا، فالمطلوب هو أفعال وقرارات وليس أقوال”.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس الفرنسي، في كلمة نشرها موقع قصر “الإليزيه”، أن: “التدخل العسكري الذي قامت به تركيا في شمال شرق سوريا، قبل أسابيع، طرح أسئلة جدية تتطلب الإجابة”.

وأوضح “ماكرون” أن الحديث يدور عن قضية حقوق وواجبات الدول الأعضاء تجاه بعضها البعض، قائلًا: “كل تحالف يقتضي تضامنًا بين حلفاء، ومن شروط ذلك الإمتناع عن إتخاذ قرارات تنعكس على أمن الآخرين، دون التنسيق معهم.. أنا أحترم المصالح الأمنية لحليفتنا تركيا، التي شهدت هجمات إرهابية كثيرة جدًا على أراضيها. لكن لا يجوز أن تقول: نحن حلفاء، وتطلب تضامنًا معك من جهة، ثم تضع حلفاءك أمام الأمر الواقع، وهو التدخل العسكري الذي يعرض للخطر العمل المشترك للتحالف الدولي المناهض لـ (داعش)، وأود التذكير بأن (الناتو) جزء من هذا التحالف”.

وأضاف “ماكرون” أنه يتمنى أن يناقش زعماء دول الحلف هذه القضية، بالإضافة إلى مشكلة أخرى تتمثل في مدى التطابق بين أنظمة (إس-400) الروسية المضادة للجو، التي أقتنتها “أنقرة” مؤخرًا، والأسلحة التي يستخدمها الحلف.

تركيا ترد..

هاجم وزير الخارجية التركي، “مولود تشاووش أوغلو”، تصريحات الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، حول عملية “نبع السلام” التركية في شمال شرقي “سوريا”، متهمًا إياه بدعم مشروع “إرهابي” هناك.

وقال الوزير التركي، للصحافيين في البرلمان: “ماكرون” كان يريد إقامة دولة إرهابية شمالي “سوريا”، لكنه عاش خيبة أمل عقب عملية “نبع السلام”، وبات لا يعلم ما يقول.

وأضاف “أوغلو”: لقد أصبح “ماكرون” بالفعل راعيًا للتنظيم الإرهابي الذي يستقبل رموزه دائمًا في قصر “الإليزيه”. وإذا كان يقول بنفسه إن التنظيم الإرهابي حليفه، فما الذي يمكن قوله بعد ذلك ؟.

جدير بالذكر أنه، في التاسع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، بدأ الجيش التركي، متعاونًا مع قوات موالية له من المعارضة السورية، هجومًا عسكريًا شرقي “نهر الفرات” في “سوريا”، بهدف طرد مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكُردية – نواة “قوات سوريا الديمقراطية”، المدعومة من “الولايات المتحدة” – من شريط عمقه 30 كلم على حدود “تركيا”.

وجاءت العملية التي أطلقت “تركيا” عليها اسم، “نبع السلام”، ضمن جهود “أنقرة” لإقامة “منطقة آمنة” على حدودها الجنوبية، قابلة لاستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين العائدين من “تركيا” إلى أرض وطنهم. وزعمت “تركيا” أن تدخلها العسكري في شمال “سوريا” يأتي ضمن جهودها حول صعيد مكافحة الإرهاب، وهي تعتبر المسلحين الأكراد في سوريا “إرهابيين” مرتبطين بـ”حزب العمال الكُردستاني” المحظور.

“ميركل” : الحفاظ على حلف “الناتو” بالغ الأهمية !

قالت المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، أول أمس الأربعاء، إن الحفاظ على “حلف شمال الأطلسي” بالغ الأهمية لبلادها. وأضافت: “الحفاظ على حلف شمال الأطلسي، اليوم، يخدم مصالحنا أكثر مما كان خلال حقبة الحرب الباردة، أو هو على الأقل بنفس درجة الأهمية التي كان عليها في الحرب الباردة، ذلك لأن أوروبا، لا يمكنها حاليًا الدفاع عن نفسها بمفردها”.

وكانت المستشارة الألمانية، “ميركل”، قد أبلغت الرئيس الفرنسي مؤخرًا، “ماكرون”، أنها مستاءة للغاية من تصريحاته التي اعتبر فيها أن “حلف الأطلسي” في حالة “موت سريري”.

وقالت لـ”ماكرون”: “أفهم رغبتكم في إنتهاج سياسة قطيعة، لكنني سئمت من تجميع القطع. يتعين عليَ مرة أخرى، أن أقوم بلصق قطع الكوب الذي كسرته كي نتمكن بعدها من الجلوس وإحتساء الشاي مع بعض”.

وردّ عليها “ماكرون”، وفق تصريحات إعلامية، بالقول: “لا أستطيع التصرف وكأن شيئًا لم يكن” في “حلف الأطلسي”، بعد هجوم “تركيا” على شمال “سوريا”؛ من دون التشاور مع الحلفاء الآخرين.

إدارة “ترامب” تسعى لخفض مساهمتها المالية في “الناتو”..

جدير بالذكر أن حلف (الناتو) يواجه العديد من المشاكل منذ تولي، “دونالد ترامب”، رئاسة “الولايات المتحدة”.

ويوم أمس الخميس؛ قالت شبكة (سي. إن. إن) الأميركية، إن إدارة الرئيس، “ترامب”، تتحرك لخفض مساهمتها في الميزانية الجماعية لـ”حلف شمال الأطلسي”، (الناتو)، بشكل كبير.

وأضافت الشبكة، نقلًا عن مسؤولين بـ”وزارة الدفاع الأميركية”، (البنتاغون)، أن إدارة “ترامب” تسعى إلى خفض مساهمتها إلى نحو 16 بالمئة، ما جعلها متقاربة مع “ألمانيا”، التي توفر 14.8 بالمئة رغم إمتلاك “الولايات المتحدة” اقتصادًا أكبر.

فيما رجح مسؤولون أميركيون وآخرون في (الناتو)، أنه من المتوقع أن يعوّض أعضاء الحلف الآخرين ذلك النقص الحادث عبر خفض المساهمة الأميركية، بحسب الشبكة الإخبارية. وقال مسؤول في (الناتو): “وافق جميع الحلفاء على صيغة جديدة لتقاسم التكاليف، وبموجبها سترتفع حصص التكلفة المنسوبة إلى معظم الحلفاء الأوروبيين وكندا، بينما ستنخفض حصة الولايات المتحدة”.

واعتبرت الشبكة الأميركية أن خفض مساهمة “واشنطن”، في الميزانية، خطوة رمزية تأتي في الوقت الذي يواصل الكثيرون التشكيك في إلتزام “ترامب” بالتحالف، بينما يستعد لحضور قمة للاحتفال بذكراه السبعين في “لندن”، الأسبوع المقبل.

وفي السابق، كانت توفر “الولايات المتحدة” نحو 22 بالمئة، من التمويل المباشر لـ (الناتو)، الذي يغطي تكلفة الحفاظ على مقره والاستثمارات الأمنية المشتركة وبعض العمليات العسكرية المشتركة.

وطالما انتقد “ترامب” حلفاء (الناتو)؛ لا سيما “ألمانيا”؛ لعدم وفائها بهدف 2 بالمئة من الإنفاق الدفاعي لـ (الناتو)، الذي يلبيه ثمانية فقط من 29 عضوًا حاليًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة