27 أبريل، 2024 2:57 ص
Search
Close this search box.

“الغارديان” : وكالات إغاثة سوريا تواجه أزمة غير مسبوقة في “إدلب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

لم يُعد للسوريين مكانًا للفرار من نيران الحرب في “إدلب”؛ بعدما أغلقت “تركيا” حدودها، وأصبحوا أسرى ينتظرون مصيرهم المحتوم داخل جدران الأسوار الحدودية بتعداد يصل لأكثر من مليون سوري.

في الجوار، يتقدم نحوهم مجموعات الميليشيات المدعومة من “إيران” وما تبقى من “الجيش الوطني السوري”، حيث تقوم الطائرات الروسية بالتحليق فوق أراضي مكتظة بالركام ومدن مدمرة، هي كل ما تبقى من “سوريا” التي تُسيطر عليها المعارضة.

من جانب آخر؛ تُمر قوافل الجيش التركي، تحاول تقديم الحماية للمشردين الذين وصلوا إلى المحافظة على مدار السنوات الثماني الماضية، في صفوف منتظمة على طول طرق تُعج بالسيارات المصفوفة المليئة بالعائلات وبقايا ممتلكاتهم. تُمر تلك القوافل وسط نداءات استجداء واستعطاف من النساء والأطفال يطلبون منهم التوقف، لكنهم يواصلون السير للوصول لمناطق القتال؛ حيث الذعر والإرتباك غير عابئين بمساعدة العائزين والمشردين، بل فقط بتشكيل الأشهر الأخيرة من الحرب لصالح “أنقرة”.

وسط ذلك وذاك، يحاول عمال الإغاثة يائسين تلبية ما يمكن تلبيته من احتياجات الأهالي، حيث يقولون أن الأمور لم تكن أسوأ في “سوريا”؛ كما هو الحال الآن، وأكدوا في حديثهم لصحيفة (الغارديان) البريطانية؛ أنهم يفعلون ما في وسعهم من بين مشاهد يصفونها بأنها ساحقة ومستحيلة.

أصعب ظروف لعمل وكالات الإغاثة..

على مدى ثماني سنوات من الذبح والتهجير، حاول الأتراك حماية الكثير من الناس في “إدلب”، الجزء الأخير من البلاد التي مزقتها الحرب، والتي بقيت خارج سلطة الحكومة المركزية.

ومع تكثيف الجهود داخل غرف الحرب الروسية، التي تشهد اجتماعات لدبلوماسيين أوروبيين، تقول (الغارديان) أن الحرب الأشد طحنًا في العصر الحديث على مقربة من الانتهاء، ولكن الأزمة أن سكان “إدلب” في حاجة ماسة إلى المساعدة، حيث تقول وكالات الإغاثة إن تقديمها أصبح أصعب من أي وقت مضى.

قال مدير سلسلة “ميرسي كوربس” للإغاثة في سوريا، “كيرن بارنز”: “لا يقتصر الأمر على العدد المذهل من الناس الذين يحتاجون إلى المساعدة الحرجة، بل أن جزءًا من الأزمة يتمثل في انتقالهم المستمر من مكان إلى آخر باستمرار ومن المستحيل عمل تحديد مسبق على كمية الإمدادات اللازمة. وإذا لم يتوقف القتال قريبًا، فيتعين علينا مواجهة الواقع المريع المتمثل في أن فرقنا قد لا تستطيع الوصول إلى أكثر الفئات تعرضًا للخطر”.

كما قال أحد العاملين في “ميرسي كوربس”؛ داخل “إدلب”: “هناك حالة من الذعر والإرتباك والشعور بالخسارة. يشعر الكثيرون أن هذا هو نهاية الطريق. إنني لم أرى أبدًا شيئًا مثل هذا الوضع”.

وقال “أحمد ندور”، الذي يعيش الآن في خيمة مؤقتة بالقرب من الحدود مع ستة من أفراد الأسرة بعد أربع سنوات من التنقل شملت الإقامة في “دمشق” وغرب “حلب” وأقصى شمال “إدلب”: “كل مكان كان بإمكاننا اللجوء إليه خسفه الروس. لم يتبق لدينا شيء”.

في كل مكان..

ليسوا النازحين من “إدلب” فقط، بل من جميع أنحاء “سوريا”، “حمص”، حيث بدأت الانتفاضة في عام 2011؛ “الغوطة”، حيث تم سحقها بالغاز السام في عام 2013؛ و”حلب”، التي سقطت في عام 2016، والتي كان سقوطها بمثابة تغيير في دعم “أنقرة” الواسع للمعارضة المناهضة لـ”الأسد” ونقطة تحول في مسار الحرب.

خلال كل ذلك، بقيت “إدلب” معقلًا أخيرًا، حيث يمكن لجميع القادمين اللجوء من القوات الموالية للنظام، ولكن بثمن المعيشة بين الجماعات المتطرفة التي كانت موجودة من قبل وتولت أدوارًا كبيرة في معظم جوانب الحياة المدنية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب