“الغارديان” : نهر “دجلة” يكشف عمليات إنتقامية ضد سنة العراق !

“الغارديان” : نهر “دجلة” يكشف عمليات إنتقامية ضد سنة العراق !

خاص : كتبت – لميس السيد :

إنتشرت الجثث في مشهد قاتم على سفح “نهر دجلة” الممتد في الموصل العراقية، كذكرى للمعركة التي انتهت منذ ايام قليلة في شوارع المدينة من مطاردة أفراد تنظيم “داعش”.. جثث متحللة مغلولة بالقيود ومعصوبة الأعين وبعضها مشوه وصعب التعرف إلى هويته.

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية, ان جثامين القتلى كانت قد بدأت تطفو على سطح “دجلة” منذ الربيع الماضي, إلا أن عددها زاد بشكل ملحوظ  مع إشتداد وطيس المعركة ضد “داعش”.

جثث طافية بصفة يومية..

قال “أحمد محمد”، يعمل سائق, للصحيفة البريطانية: “أرى جثث في المياه يومياً”. واضاف ان “العدد ارتفع منذ مطلع نيسان/ابريل الماضي.. حتى أن عدد الجثث الطافية كان أحياناً يصل لخمسة في اليوم الواحد”.

أما “منصور معروف منصور”، المسؤول عن تلقي الجثث في أحد مستشفيات الموصل, فيقول إن معظم القتلى الذين عثر عليهم في النهر كانوا من الشباب في أواخر العشرينات من العمر، ولم يكن هناك أي أدلة اخرى عن هويتهم بسبب “إنهم كانوا متحللون جداً ولا يوجد أي شئ يساعد في تحديد الهوية”، وأضاف أن عدد الجثث لم يكن كبيراً نظراً لأعداد المفقودين.

ويروي السائق “محمد” عن مدى تدهور أوضاع الجثث, مؤكداً على أنه في ذات مرة رأى جسد طفل يطفو على سطح المياه, لكنه شعر بذنب شديد عندما فشل في محاولة إلتقاط جسده الهزيل وإنجرافه مع تيار النهر.

قلق منظمات حقوق الإنسان وإتهامات للقوات الحكومية..

وقد رفعت منظمات حقوق الإنسان جرس الإنذار بشأن عدد حالات القتل غير المبررة في مدينة الموصل وحولها، ولا سيما ما يخص الجثث العائمة على طول “نهر دجلة”، حيث صرحت  منظمة “هيومن رايتس ووتش” العالمية إن الأدلة تشير إلى تورط القوات الحكومية العراقية وراء مقتل أعضاء أو متعاونين مع “داعش” دون محاكمة أو إجراءات قانونية.

وقالت “لاما فقيه”، نائب مدير الشرق الأوسط  لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”: “إن جثث الرجال تثير مخاوف جدية بشأن عمليات القتل خارج نطاق محاكمات القضاء من قبل القوات الحكومية”.

ومن جانبها أشارت “لين معلوف”، مدير الأبحاث لمنظمة “العفو الدولية” في الشرق الأوسط, إلى: “إن الفظائع التي شهدها شعب الموصل وتجاهل جميع أطراف هذا الصراع للحياة الإنسانية يجب ألا تمر دون عقاب”.

تشير الصحيفة البريطانية إلى أن سكان منطقة “القيارة” في الموصل, والتي يقع فيها مشهد جثث القتلى بالنهر، غير مهتمين تماماً بأزمة هذه الجثث، حيث قال تاجر سمك في أحد الأسواق التي أعيد فتحها في القيارة: “أنا لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع”.

“العفو الدولية” تتهم “الحشد الشعبي” بالإنتقام من السنة..

من المعروف إستغلال “داعش” للتوترات الطائفية العراقية بهدف تسهيل الوصول إلى السلطة, وقد رحب العديد من السنة الذين شعروا بالعزلة في ظل حكومة الشيعة وشعروا بألفة مع تنظيم “داعش” منذ وصوله العراق في 2014, ومع تصاعد التطرف والعنف الداعشي فإن العديد من السنة انقلبوا ضد التنظيم، ولكن لا تزال هناك شكوك في إستمرار التعاون مع “داعش” في بعض مناطق السنة.

والآن بعد انسحاب “داعش” إلى مدينة “الرقة” والصحراء السورية في غرب العراق، تؤكد “الغارديان” على أن الميلشيات الشيعية التي كانت تتولى مهمة القضاء عليهم، مثل وحدات “الحشد الشعبي”، تنتقم حالياً بدون قانون من جماعات السنة، وقالت “منظمة العفو الدولية” في تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام: “نفذت ميليشيات الحشد الشعبي نمطاً منتظماً من الانتهاكات، بما في ذلك عمليات الاختفاء القسري وتنفيذ عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء وعمليات القتل غير المشروعة وتعذيب الرجال والفتيان من العرب السنة، في إطار يبدو وكأنه انتقاماً ضد هجمات داعش”.

على جانب أخر، أكدت الصحيفة البريطانية على أن مداخل المدينة كانت تحت سيطرة الأمن العراقي من جميع المداخل لمدة الشهور الماضية, وخاصة حول النهر لمنع وصول الإمدادات إلى التنظيم، وقد عرض أحد الجنود الذين يحرسون الكوبري العائم المؤدي لقرية “المنيرة”، التي تقع على بعد 20 كيلومتر جنوب مدينة الموصل، مقطع مصور لصحيفة “الغارديان”, يكشف تنفيذ عمليات القتل دون أي محاكمات قضائية، قائلاً: “هذه جثة احد أفراد “داعش” سحبناها بطول النهر بعد أن كان متخفياً داخل إحدى المزارع القريبة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة