16 أبريل، 2024 6:34 ص
Search
Close this search box.

“الغارديان” : صداقة “كوشنير” وولي العهد السعودي محور علاقات واشنطن والرياض !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

اعتبرت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن دور، “غاريد كوشنير”، كأحد كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، هو دور مثير للقلق بشكل خاص؛ لأنه بصفته صهر الرئيس وكبير المستشارين، قام بتنمية العلاقة بين “ترامب” وولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، بشكل غير اعتيادي.

وأكدت الصحيفة البريطانية على أن صداقة، “كوشنير”، والأمير، “محمد”، هي محور العلاقات “الأميركية-السعودية” اليوم، وأحد أكبر الأسباب التي جعلت “ترامب” يحاول حماية ولي العهد من تحميله مسؤولية مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

تورط “كوشنير” في صفقة النووي السعودية !

بدأ مشروع بيع محطات الطاقة النووية مع “المملكة العربية السعودية”، في أواخر عام 2016، خلال الفترة الانتقالية الرئاسية، عندما اجتمعت آراء مجموعة من جنرالات “الولايات المتحدة” ومسؤولي الأمن القومي المتقاعدين حول دعم “السعودية” ببرنامج أسلحة نووي، على الرغم من اعتراضات من جانب محامين في الإدارة الأميركية الذين كانوا قلقين من أن هذا الاقتراح قد ينتهك القوانين الفيدرالية التي تهدف إلى وقف الانتشار النووي، ولكن ذلك لم يثني “ترامب” عن الفكرة، حيث التقى، خلال الشهر الماضي، مع الرؤساء التنفيذيين للعديد من شركات الطاقة النووية الخاصة التي قدمت عروضًا لمساعدته في بناء محطات الطاقة في الشرق الأوسط.

أكدت (الغارديان) أن “كوشنير” متورط في العديد من النزاعات حول “المشروع النووي السعودي”، وفقًا لتقرير مكون من 24 صفحة صادر عن “لجنة الرقابة والإصلاح” في “الكونغرس”.

والجدير بالذكر؛ أن أحد المستفيدين المحتملين من الصفقة النووية السعودية هي شركة “وستنغهاوس إلكتريك”، التي تملكها شركة تابعة لشركة “بروكفيلد” لإدارة الأصول، وهي شركة عقارية قامت مؤخرًا بتأمين صفقة شراء تابعة لـ”كوشنير” وعائلته قيمتها 1.8 مليار دولار لبرج مكاتب في حي 666 بـ”مانهاتن”.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه بعد وقت قصير من انتخاب “ترامب”، استهدف ولي العهد السعودي ومستشاروه، “كوشنير”، كبوابة لدائرة “ترامب” الداخلية، حيث أدركوا أن “كوشنير” كان لديه نقاط ضعف بسبب تعاملاته التجارية، وقلة معرفته بشؤون الشرق الأوسط وتطلعاته الجارفة إلى التفاوض على اتفاق سلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين.

وكانت قد عرضت جريدة (الأخبار) اللبنانية موضوعًا يطرح؛ أن “الدائرة الداخلية لترامب تفتقر لصناع قرار ملمين بالعادات السياسية والمؤسسات العميقة، ولكنهم يدعمون، غاريد كوشنير، إلى حد كبير”، وذلك كان بناءًا على استنتاجات وفد من المسؤولين السعوديين الذين أرسلهم الأمير، “محمد”، إلى “الولايات المتحدة”، في تشرين ثان/نوفمبر 2016.

وبالفعل؛ بحلول آذار/مارس 2017؛ قام الأمير “محمد” بترتيب مأدبة غداء رسمية لـ”ترامب”، أدت بعد ذلك إلى عمل “ترامب” على إقناع “كوشنير” بجعل “المملكة السعودية” المحطة الأولى في أولى رحلات الرئيس الخارجية، في آيار/مايو 2017. وبحلول ذلك الوقت، أدرك السعوديون أن “ترامب” من الأشخاص الذين يشتهون الإطراء والاحترام، ومنحوه بالفعل ترحيبًا باهرًا بالعديد من المآدب وعروض الولاء. ويفسر ذلك تفاخر الأمير “محمد”، في إحدى تصريحاته، أن “كوشنير” كان “في جيبه”، في دلالة على التقارب، وأنه قدم له معلومات حول منافسيه في العائلة المالكة السعودية.

سر البرود الأميركي حيال قضية “خاشقجي” !

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن “غاريد كوشنير”، كان يقدم المشورة للرئيس الأميركي، “ترامب”، للتحرك “ببطء وحذر” في المسألة السعودية، و”عدم إتخاذ قرار سريع تحت الضغط” من الخطابات الساخنة للمشرعين الأميركيين، حول قضية الإعلامي السعودي، “جمال خاشقجي”.

وأفادت مصادر بأن “كوشنير” أبلغ حماه، “ترامب”، بأن “الانسحاب المفاجيء من دعم الرياض قد يكون له تداعيات واسعة، بما في ذلك مع إيران”. كما ذكر “كوشنير”، ترامب، بأن “الولايات المتحدة تتشارك مع أنظمة أقل قبولًا حول العالم، وليس فقط السعودية”. ويتبنى “كوشنير” منهج إقناع “ترامب” بأن إتخاذ نهج محسوب مع “السعودية” هو حل لمشكلات الشرق.

وكان قد نشر الصحافي الأميركي، “بوب وودوورد”، كتابه (الخوف)، الذي تحدث فيه عن دور “غاريد كوشنير”، صهر الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وكبير مستشاريه في عملية تنصيب “محمد بن سلمان” وليًا للعهد.

وأكد الصحافي الأميركي، في كتابه، على أن الغاية المركزية التي سعى إليها “كوشنير” هي توثيق التحالف بين “إسرائيل” و”السعودية”، مستغلًا عداء هاتين الدولتين لـ”إيران”. ووفقًا لـ”وودوورد”، فإن “كوشنير” بدأ يعمل على خطته في هذا السياق، في الأشهر الأولى من ولاية “ترامب”. ورغم أن “ترامب” عين صهره كي يقود طاقمًا يعمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين، إلا أن “وودوورد” شدد على أن “كوشنير” فضل العمل على توثيق العلاقات “الإسرائيلية-السعودية”، واقترح أن تكون زيارة “ترامب” الأولى، خارج حدود “الولايات المتحدة”، إلى “السعودية”، وأن يتوجه منها إلى “إسرائيل”.

وتابع “وودوورد”، في كتابه، أن “كوشنير” نظم زيارة “ترامب” إلى “السعودية” و”إسرائيل”، منذ النصف الأول من عام 2017، وذلك على الرغم من أن مستشاري ترامب، “ماتيس” و”ماكماستير” و”تيلرسون”، أجمعوا على أن هذه “فكرة سيئة”، وأن مثل هذه الزيارة لن تحقق إنجازات لـ”الولايات المتحدة”. لكن “كوشنير” إدعى أن زيارة مبكرة لـ”ترامب”، إلى “السعودية”، “تتلاءم تمامًا” مع ما تحاول “الولايات المتحدة” تحقيقه، لأن زيارة كهذه ستعود بالفائدة على “إسرائيل”، بسبب الخط المشترك لرئيس الحكومة الإسرائيلية، “بنيامين نتانياهو”، والقيادة السعودية ضد “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب