“الغارديان” تكشف .. الغزو العراقي للكويت كان فرصة ذهبية لبيع الأسلحة البريطانية !

“الغارديان” تكشف .. الغزو العراقي للكويت كان فرصة ذهبية لبيع الأسلحة البريطانية !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

اعتبرت الحكومة البريطانية بقيادة “مارغريت تاتشر”, آنذاك, أن الغزو العراقي للكويت, الذي تم في عام 1990, فرصة “لامثيل لها”, على حد وصفها, لبيع الأسلحة لدول الخليج، على الرغم من موقفها المعارض علناً لهذا الغزو وحثّهاً ليلاً ونهاراً لإنهائه بالقوة.

وكشفت المذكرات السرية, التي اصدرتها “مؤسسة الأرشيف الوطني”, وهي مؤسسة تتولى حفظ أرشيفات الهياكل والمؤسسات المركزية للدولة في عدد كبير من بلدان العالم, عن كيفية تكثيف وزراء وموظفي الحكومة جهودهم فى حرب الخليج عام 1990 لضمان أن يستفيد مصنعو الاسلحة البريطانيون من الارتفاع المتوقع في الأوامر العسكرية.

وتشمل الوثائق إحاطات سرية عن قيام وزير المشتريات الدفاعية “آلان كلارك” برحلة عاجلة إلى بلدان الخليج بعد الغزو، وأكد في الوثائق على أن الحرب ساعدت على تعزيز علاقة قوية تستمر حتى يومنا, هذا حسبما أوردت صحيفة “الغارديان” البريطانية.

فرصة لا مثيل لها..

يظهر آخر تقرير سنوي من “منظمة الدفاع والأمن الحكومية”, أن المملكة المتحدة فازت بـ6 مليارات جنيه إسترليني من صفقات الأسلحة في عام 2016، تمثل 9٪ من السوق العالمية، وكان نصف القيمة الإجمالية للشرق الأوسط.

ولفتت “الغارديان” إلى أن بريطانيا تعتبر ثاني أكبر تاجر أسلحة في العالم وراء الولايات المتحدة.

وفي رسالة “سرية” كتبت في 19 آب/أغسطس 1990، بعد أيام من غزو قوات “صدام حسين” لأراضي الكويت، كتب “كلارك” مذكرة خاصة إلى “تاتشر” وصف فيها الرد المتوقع من الولايات المتحدة وحلفائها بأنه “فرصة لا مثيل لها” لمكتب تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية  في وزارة الدفاع الوطني المعروفة الآن باسم “دسو”.

وتابع “كلارك” في الرسالة: “مهما كانت سياسات النشر التي نعتمدها، يجب أن أؤكد على أن هذه فرصة لا مثيل لها لمصلحة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية”.

وأظهرت مذكرات أخرى أن “كلارك”, أبان الغزو العراقي للكويت, عقد اجتماعات مع أمير قطر ومع وزير الدفاع البحريني من أجل تصدير الأسلحة.

الدول المستفيدة من الغزو..

في جلسات إحاطة أخرى، تعد دول “الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن”, هم من المشترين المحتملين للأسلحة البريطانية. وقال “جو لو”، وهو باحث في حملة مكافحة تجارة الأسلحة، إن هذه البلدان نفسها تستهدف الآن من قبل المملكة المتحدة لصادرات الدفاع.

وقال “جو لو”: “إن الزمن قد يكون قد تغير، ولكن العقلية لا تزال هي نفسها”. واضاف: أن “الحكومة البريطانية رأت إن حرب الخليج الأولى ليست كارثة إنسانية وشيكة, وانما فرصة لشركات الاسلحة للاستفادة من الموت والدمار”.

ومن بين الطلبات المحتملة, التي كانوا يحاولون جلبها, 36 مروحية من طراز “ويستلاند بلاك هوك” من أبوظبي، في صفقة بقيمة 325 مليون جنيه إسترليني.

وقد أدرجت “سلطنة عمان” على أنها مهتمة بشراء مركبات عسكرية بقيمة 55 مليون جنيه إسترليني.

وقامت دولة “البحرين” بشراء طائرات “هوك” من طراز “بريتيش إيروزباس”، في حين أدرجت “المملكة العربية السعودية” على أنها مهتمة بصفقة بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني لسبعة حوامات.

واعرب “كلارك” عن سعادته بوجود تبادل في المعلومات الاستخباراتية مع دول الخليج, في فترة ما قبل الحرب، معتبراً أن هذا يمكن أن يكون أداة تسويقية مفيدة لصناعة الاسلحة.

وقال “كلارك” أنه قدم خطة لكبير ضباط المخابرات للقيام بزيارات اسبوعية لدول الخليج للمشاركة فى جلسات إحاطة “شديدة التعقيم” لنقل تقارير سرية إليها. وأكد على أن مثل هذه الزيارات ستجعل ممثلي مكتب تصدير الأسلحة “DESO”، يستغلون الفرص التي تسنح، عندما تحين اللحظة المناسبة لهم.

وتظهر الوثائق كيف زار “كلارك” الملوك الخليجيين في الأيام السابقة للحرب, لتأكيد دعم المملكة المتحدة لهم، وشدد على سرعة الاستجابة العسكرية البريطانية.

وطالب “تشارلز باول”, السكرتير الخاص لـ”تاتشر”, “كلارك” في المذكرة بزيارة دول الخليج الصغيرة التي شعرت بأن المملكة المتحدة لم تكن كافية بما فيه الكفاية لاحتياجاتهم الأمنية، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة كانت اسرع وأفضل في الرد على مساعدة حلفائها الخليجيين من فرنسا.

أسباب غزو العراق للكويت..

في 2 آب/أغسطس 1990، شن الجيش العراقي الحرب على الكويت، واستغرقت العملية العسكرية يومين وانتهت باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في 4 آب/أغسطس، وتم تشكيل حكومة صورية برئاسة العقيد “علاء حسين” تحت مسمى “جمهورية الكويت”, ثم أعلنت الحكومة العراقية يوم 9 آب/أغسطس 1990، ضم الكويت للعراق وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت، إلى جانب إعلان الكويت المحافظة “رقم 19” للعراق وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت, ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية.

وكانت هناك آراء تؤمن بأن الغزو العراقي للكويت بمثابة مؤامرة أميركية إسرائيلية نفذها “صدام حسين” رئيس العراق آنذاك.

ورأى أخرين أن أسباب الغزو العراقي للكويت جاء بغية أطماع عراقية بالكويت، خاصة بعد ما تم اكتشاف احتياطي نفطي ضخم في الأرض الكويتية, الذي تسبب في زيادة أطماع دول الجوار بها خاصة العراق, التي تسبب انخفاض سعر النفط الخاص بها, مقارنة بدولة الكويت, في تكبدها خسائر فادحة نتيجة الفروق في الأسعار.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة