24 أبريل، 2024 7:33 ص
Search
Close this search box.

“الغارديان” بعد تنحي “ماي” : تركت إرث بائس سام ودولة غير قابلة للحكم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

لم تبد صحيفة (الغارديان) البريطانية العريقة؛ أي تعاطف مع رئيسة وزراء “المملكة المتحدة” المستقيلة، “تيريزا ماي”، بعد عدم قدرتها على مواجهة الأزمة الطاحنة في “لندن” بسبب عدم التوصل لاتفاق لخروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”.

وأستهلت الصحيفة البريطانية مقالها الافتتاحي المنشور، يوم الجمعة 24 أيار/مايو 2019، بقول: “كان مصير، ماي، الفشل في مواجهة الخيارات الحقيقية لـ (البريكست) بصدق، والفشل أيضًا في جعل حزبها يقود معركة المواجهة”.

الفشل في حفظ ماء الوجه !

حاولت رئيسة الوزراء البريطانية إظهار أدنى نوع من الإنجازات حفظًا لماء وجهها الذي أريق عبر الفشل في إخراج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”.

ن إشرافها على تخفيض استخدام “البلاستيك”، القابل لإعادة التدوير، أمر يستحق الثناء، ولكن ذلك ليس الحدث الذي سيتذكر به التاريخ مدتها في السلطة. ولكن للأسف لم تجعل السيدة “ماي”؛ خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، هدفًا وحيدًا لها في، “داونينغ ستريت”، ويُعتبر هذا العجز في إدراك حجم الأزمة منذ البداية؛ وكيف سيكون تأثير المشروع البالغ الصعوبة في تنفيذه، ذو عامل كبير في سقوطها.

حاول نصحها، بشكل جيد، من قِبل الإيديولوجيين الذين أعتقدوا أنه يمكن تحقيق خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” بأقل تكلفة، لكن هذا ليس عذرًا. تعمدت “ماي” أن تختار النصيحة السيئة عندما تتناغم مع تحيزاتها، وفي المقابل رفضت الإستشارات الأكثر حكمة.

دخلت المفاوضات في “بروكسل” بشكل غير جيد، وكانت متمرسة جيدة في مجاراة الواقع الوحشي للاقتصاد والدبلوماسية. كان ذلك مهينًا بدرجة كافية، لكن فشلها في نقل هذه الدروس إلى الجمهور كان أمرًا لا يغتفر.

اعتبرت الصحيفة البريطانية أن “ماي” إذا كانت حقًا قد فهمت الحسابات القاسية لخروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، فإنها لم تواجه حزبها بالحقيقة. كما أنها لم تستخدم قوة لمنبرها لتشكيل فهم الجمهور للقضايا.

كانت تفضل الفراغ وخيانة الأمانة والتمسك بشعار (Brexit Mean Brexit)، أو “البريكست يعني البريكست”، أو شعار “الخروج بلا صفقة أفضل من عمل صفقة سيئة”. وفي النهاية، يمكن اعتبار إنها أهملت الحقيقة، خشية أن تستخدم كسلاح ضدها.

تواجه البلاد الآن صراع بين قيادة “حزب المحافظين” في ساحة خالية من أي حقائق. ويتعين على المرشحين الجدد للمنصب أن يكونوا محل إعجاب لزملائهم البرلمانيين ولأعضاء الحزب الذين يزيد عددهم عن 120 ألف قليلاً.

ولكن الجدير بالذكر؛ إن الناخبين ليسوا بأي حال من الأحوال ممثلين للبلاد، لأنهم أكبر سنًا وبياضًا وأكثر ثراءً من المواطن العادي. ويسعد أيضًا غالبية “المحافظين” بخروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” بدون صفقة، ربما لأنهم معزولون ماليًا عن عواقب الأمر المروعة أو لأنهم لا يعتقدون أن المخاطر حقيقية من الأساس، وفقًا لـ (الغارديان).

إرث سام وبائس..

تتوقع الصحيفة البريطانية أن سعي “المحافظين” نحو المنصب؛ سوف يعرقل أي انتصارات نحو حل أزمة الخروج، فعلى بسيل المثال إن وعود إعادة التفاوض على اتفاقية الانسحاب قد لا تحدث كما لن يتراجع “الاتحاد الأوروبي” عن موقعه الحالي من مفاوضات (البريكست)؛ بناءً على أن الزعيم البريطاني الذي يأتي إلى السلطة هو غالبًا متشائم بشأن “أوروبا”، متحمسًا للعداء الإيديولوجي للمشروع الأوروبي.

ما لم يحصل اتفاق “ماي” على موافقة في البرلمان، خلال الأسابيع المقبلة، سيواجه خليفتها بسرعة قائمة مألوفة من الخيارات: خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” عبر الصفقة القائمة، أو خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” بدون صفقة، أو التخلي عن خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” بالكامل.

وسيواجه رئيس الوزراء الجديد نفس المعضلة البرلمانية التي أعاقت جهود السيدة، “ماي”، للتوصل إلى توافق في الآراء. لن يكون للقائد الجديد أي تفويض من البلاد ولا أغلبية في “مجلس العموم”. لذا، زاد احتمال إجراء انتخابات عامة مبكرة أو حتى استفتاء آخر.

في خطابها الوداعي، الجمعة، تحدثت السيدة “ماي” عن التسوية كمسعى نبيل، وكانت على حق. الاستقطاب والتطرف يجعلان “بريطانيا” غير قابلة لتطبيق السلطة أو الحكم عليها. لكن توحيد البلد حول صفقة ما أصبح غير ممكن نظريًا. إن ترك “الاتحاد الأوروبي” ليس بالأمر المستحيل، ولكن الأمر برمته سيتعلق بخيارات قانونية دقيقة. ما حدث مع “ماي” إنها راهنت على خياراتها وبالتالي رفضها البرلمان.

المحزن، أن خليفتها سيواجه خيارات مماثلة في مناخ بات يتغلب عليه الإستعداء، حيث إنعدمت النوايا الطيبة من دول القارة تجاه أزمة (البريكست) ونفذ الصبر العام المحلي. لقد كان في وسعها إعادة صياغة النقاش حول الأهداف التي كانت أكثر قابلية للتحقيق، لكنها رفضت هذا التحدي. لذلك فهي ورثت مشكلة غير قابلة للحل إلى خليفة لا يمكنه الفوز بالمهمة إلا من خلال الوعد بالقيام بالمستحيل، إنه إرث بائس وسام.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب