28 مارس، 2024 9:27 م
Search
Close this search box.

“الغارديان” : العلماء يطورون اختبار سرطان عالمي لمدة 10 دقائق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

طوّر العلماء اختبارًا عالميًا لـ”السرطان” يستطيع اكتشاف آثار المرض في مجرى دم المريض. ويوضح الإجراء، غير المكلف، ما إذا كان المريض لديه خلايا سرطانية في الجسم، لكنه لا يكشف عن مكان وجوده أو مدى خطورته، حسبما أفادت صحيفة (الغارديان) البريطانية.

ويستخدم الاختبار، الرخيص والبسيط، سائلًا يتغير لونه ليكشف عن وجود الخلايا الخبيثة في أي مكان في الجسم، ويعرض النتائج في أقل من 10 دقائق.

يتمير بحساسية 90% وبساطة الإجراء..

الاختبار لا يزال قيد التطوير، فإنه يعتمد على نهج جديد جذري للكشف عن “السرطان” يمكن أن يجعل الفحص الروتيني للمرض إجراءً بسيطًا للأطباء.

وقالت “لورا كاراسكوزا”، الباحثة ب،”جامعة كوينزلاند”: “من المزايا الرئيسة لهذه التقنية؛ أنها رخيصة للغاية وبسيطة للغاية، لذا يمكن تبنيها في العيادة بسهولة تامة”.

وتابعت: “يمتلك الاختبار حساسية تبلغ حوالي 90%، وهذا يعني أنها ستكتشف حوالي 90 حالة في 100 حالة سرطان. سيكون بمثابة فحص أولي للسرطان، مع الأطباء متابعة نتائج إيجابية مع مزيد من التحقيقات المركزة”.

وقالت “كاراسكوزا”: “يمكن أن يكون أسلوبنا أداة تحري لإبلاغ الأطباء بأن المريض قد يكون مصابًا بالسرطان، لكنهم يحتاجون إلى اختبارات لاحقة باستخدام تقنيات أخرى لتحديد نوع السرطان ومرحلته”.

تم إجراء الاختبار من خلال اكتشاف فريق “كوينزلاند”؛ أن الحمض النووي للسرطان و(DNA) الطبيعي يلتصق بالأسطح المعدنية بطرق مختلفة بشكل ملحوظ. سمح لهم ذلك بتطوير اختبار يميز بين الخلايا السليمة والخلايا السرطانية، حتى من آثار “الدنا” الدقيقة التي تجد طريقها إلى مجرى الدم.

مجموعات الميثيل..

تضمن الخلايا السليمة أنها تعمل بشكل صحيح عن طريق زخرفها للحمض النووي مع جزيئات تسمى “مجموعات الميثيل”. هذه الأعمال مثل ضوابط الحجم، إسكات الجينات التي لا حاجة إليها وتحويل الآخرين التي هي في الخلايا السرطانية، يتم اختطاف هذا النمط بحيث يتم تشغيل الجينات التي تساعد على نمو السرطان. في حين أن الحمض النووي داخل الخلايا الطبيعية يحتوي على “مجموعات الميثيل” المنتشرة في جميع أنحاءه، فإن الحمض النووي داخل الخلايا السرطانية يكون إلى حد كبير، مع وجود “مجموعات الميثيل” فقط في مجموعات صغيرة، في مواقع محددة.

كتب فريق “كوينزلاند”، في دورية (نيتشر كوميونيكيشنز-Nature Communications)، سلسلة من الاختبارات التي أكدت النمط المعهود لـ”مجموعات الميثيل” في سرطان الثدي والبروستاتا وسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى سرطان الغدد الليمفاوية. ثم أظهروا أن الأنماط كان لها تأثير كبير على كيمياء “الدنا”، مما يجعل الحمض النووي الطبيعي والسرطان يتصرفان بشكل مختلف في الماء. وقال “كاراسكوزا”: “هذا اكتشاف ضخم؛ لم يستوعبه أحد من قبل”.

بعد سلسلة من التجارب، ضرب العلماء الاختبار الجديد للسرطان. يضاف الحمض النووي المشتبه به إلى مياه تحتوي على جسيمات صغيرة من “الذهب”. على الرغم من أن هذه الجسيمات مصنوعة من “الذهب”، فإنها تحوّل اللون الوردي المائي. إذا تمت إضافة الحمض النووي من الخلايا السرطانية، فإنه يلتصق بالجزئيات النانوية بطريقة يحافظ فيها الماء على لونه الأصلي. ولكن إذا أضيف الحمض النووي من الخلايا السليمة، فإن الحمض النووي يرتبط بالجزيئات بشكل مختلف، ويحول الماء إلى اللون الأزرق.

وقال “كاراسكوزا”: “الاختبار حساس بدرجة تكفي للكشف عن مستويات منخفضة للغاية من الحمض النووي للسرطان في العينة”.

تجارب سريرية..

يجري الباحث، “مات تراو”، وهو أستاذ الكيمياء في “جامعة كوينزلاند”، الاختبار على 200 عينة من السرطان البشري والحمض النووي السليم. قائلاً: “من المؤكد أننا لا نعرف، حتى الآن، ما إذا كان هذا هو الكأس المقدسة لكل تشخيص السرطان، ولكن يبدو مثيرًا للاهتمام حقًا كعلامة عالمية بسيطة جدًا للسرطان، وباعتبارها تقنية سهلة المنال وغير مكلفة لا تتطلب معدات معقدة تعتمد على المختبرات مثل تسلسل الحمض النووي”.

ويعمل العلماء الآن على إجراء تجارب سريرية مع المرضى الذين لديهم نطاق أوسع من أنواع السرطان.

لاختبار السرطان اليوم، يجب على الأطباء جمع خزعة نسيج من ورم يشتبه في المريض. هذا الإجراء غازي ويعتمد على ملاحظة المريض للمرض، أو الإبلاغ عن الأعراض التي يعترف بها الطبيب العام على أنها علامة محتملة للسرطان. إن إجراء اختبار أقل إجتياحًا له القدرة على رصد الإصابة بالسرطان مبكرًا.

يمكن أن يكون الحمض النووي في الخلايا السرطانية مليئًا بالطفرات التي تحفز نمو ورم محدد، ولكن هذه الطفرات تميل إلى الاختلاف اعتمادًا على نوع السرطان. لن يكون اختبار السرطان العالمي دقيقًا بما فيه الكفاية لتحديد موقع أو حجم الورم، ولكنه سيعطي الأطباء إجابة سريعة على السؤال: “هل يعاني هذا المريض من السرطان ؟”.

أظهرت الاختبارات في المختبر أن العلماء يمكنهم تمييز الحمض النووي الطبيعي من الحمض النووي للسرطان؛ من خلال البحث عن تغيير لون في محلول “جزيء الذهب” الذي كان مرئيًا للعين المجردة خلال بضع دقائق.

وقالت “كاراسكوزا”: “يمكن إجراء هذا الاختبار إلى جانب اختبارات بسيطة أخرى، وتصبح أداة تشخيصية قوية لا يمكن القول إنها مصابة بالسرطان، ولكن أيضًا النوع والمرحلة”.

وقال “غيد برادي”، من معهد “مانشستر” لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة: “يمثل هذا النهج خطوة مثيرة إلى الأمام في الكشف عن الحمض النووي للورم في عينات الدم؛ ويفتح إمكانية إجراء اختبار دموي معمم للكشف عن السرطان. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية لتقييم إمكانات العيادة الكاملة للطريقة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب