24 أبريل، 2024 2:42 ص
Search
Close this search box.

“الغارديان” : الأمن السيبراني على مفترق طرق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

“الجريمة عبر الإنترنت باتت بلا حدود، ومن الصعب محاربتها بمفردنا، لذا لا يمكننا أن نكون معزولين أو مجزأين، وإذا حاول أحد التصدي للهجمات الإلكترونية وحدها حتمًا سيفشل”.

بهذه العبارة دقت صحيفة (الغارديان) البريطانية ناقوس الخطر حول ظاهرة “الهجمات الإلكترونية”؛ التي تتفاقم يومًا بعد آخر، وباتت تهدد الأمن والاستقرار العام.

الأمن السيبراني وصل إلى مفترق طرق..

وقالت الصحيفة البريطانية، أصبحت سلامة حياتنا على “الإنترنت” ذات أهمية متزايدة، بعد الجرائم التي أذيعت الفترة الماضية، بدءً من قضية “خرق البيانات” التي حصلت من خلاها شركة “كامبردغ أناليتيكا” للاستشارات السياسية على بيانات أكثر من 89 مستخدم لـ (فيس بوك)، واستخدامها لصالح الانتخابات الرئاسية الأميركية، بجانب قضية “التدخل الروسي” في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، لترجيح كفة الرئيس الأميركي الحالي، “دونالد ترامب”، أمام غريمته “هيلاري كلينتون”، بجانب “الهجمات الإلكترونية” من قبل القوات المعادية أو “الإحتيال عبر الإنترنت”، بالإضافة إلى “نشر المعلومات المضللة” على منصات التواصل الاجتماعي لتضليل المستخدمين.

وقال “أوغين كاسبرسكي”، المختص الروسي في مجال أمن المعلومات، أن أمن الويب أصبح هشًا. لافتًا إلى أن الأمن السيبراني وصل إلى مفترق طرق، وعلينا أن نقرر أين نذهب بعد ذلك. ومن هنا يتم طرح تساؤلات عديدة بشأن الخصوصية، خاصة بعد إقرار “قانون حماية البيانات”، (GDPR)، وهو قانون خصوصية صادر عن “الاتحاد الأوروبي” لمنح المواطنين القدرة على التحكم في بياناتهم الشخصية، والتي منها هل سنقوم بدفع المزيد لتوافر الخصوصية ؟.. وهل سنواجه أقساط تأمين أعلى ورسوم مصرفية لتغطية العدد المتزايد من الحوادث السيبرانية ؟. نحن نقف وسط عاصفة – ليست مجرد عاصفة جيوسياسية، بل هي عاصفة سياسية. يبدو الأمر كما لو أن أحدًا لا يثق في أي أحد آخر، والشك والإرتباك يسود عالمنا السيبراني.

وأشار إلى أن المؤشرات تؤدي بنا إلى “البلقنة”، وهو تعبير يقصد به “التجزئة” القائمة على استغلال القوميات الصغيرة، والتي تؤدي في النهاية إلى نشوء دول جديدة مستقلة على حساب منطقة موحدة جغرافيًا، و”البلقنة” هي استجابة طبيعية للخوف وعدم الثقة. موضحًا أن الأمر أشبه بالشخص الذي عندما يشعر بالخوف يذهب إلى المنزل ويغلق الأبواب. لكن بالنسبة لـ”الأمن السيبراني”، الأمر مختلف، فإن “البلقنة” تعني التدخل السياسي المتنامي وإنهيار المشاريع والتعاون الدولي. هذا يمكن أن يترك كل بلد تواجه بشكل فعال التهديدات السيبرانية العالمية بمفرده. وبالنسبة للمستهلكين، قد يعني ذلك ارتفاع التكاليف مع سعي الشركات إلى استرداد الأموال التي فقدت في جرائم الإنترنت، فضلاً عن تقليل الحماية لأن المنافسة والاختيار مقيدان.

وقال إن الحل الوحيد للتصدي لتلك الظاهرة، “الهجمات الإلكترونية”، هو تكاتف قوات الشرطة الوطنية وشركات الأمن السيبراني، ضد التهديدات السيبرانية التي لا تعرف الحدود، وهذ الأمر من الممكن أن يؤدي إلى تقنيات أفضل وحماية أقوى للجميع.

تكاتف شركات الأمن السيبراني الحل الأمثل للتصدي للهجمات الإلكترونية..

وتابع “كاسبرسكي”، في مقاله المنشوره على صحيفة (الغارديان) البريطانية: “نحن في “شركة كاسبرسكي لاب”، (شركتي للأمن السيبراني ومكافحة الفيروسات)، ليست وحدها المدعوة إلى التعاون، وإنما جميع شركات الأمن السيبراني، ففي مؤتمر (RSA) – اجتماع الأمن السيبراني – قال “مارك فان زاديهوف” من شركة (IBM): “إن مواجهة تحديات الأمن السيبراني تتطلب عملاً جريئًا لا يمكن القيام به من قبل شركة واحدة فقط”، بينما أكد “روهيت غاي” من (RSA): “نحتاج إلى التعاون – بين الفرق الداخلية، ولكن أيضًا مع أشخاص خارج منظماتنا الخاصة”، وبيان المهمة لاتفاقية الأمن السيبراني الجديد يقول: “سنعمل مع بعضنا البعض، وسوف نقيم شراكات رسمية وغير رسمية … لتحسين التعاون الفني والتنسيق للكشف عن الثغرات، وتقاسم التهديدات”.

وأكد “كاسبرسكي”؛ إذا حاولت كل شركة أن تحارب “الأمن السيبراني” بمفردها، هي ليست فكرة سيئة فحسب، بل فكرة قاتلة تؤدي إلى نتائج عكسية.

ويستطرد حديثه قائلاً: “نحن الآن نتتبع أكثر من 100 من الجهات الفعالة الرئيسة، ومعظمها مجموعات تجسس تمتلك ترسانات هائلة من الأدوات والتقنيات المصممة لجمع المعلومات الاستخبارية. زملائنا في شركات الأمن الأخرى يفعلون نفس الشيء، نحن نقوم بالبحث ونحارب العشرات من الهجمات المستهدفة بالعديد من اللغات المختلفة – الإنكليزية والروسية والكورية والصينية والإسبانية والإيطالية والعربية – وأكثر من ذلك.

وأكد على أن “الهجمات السيبرانية” لا تستهدف المؤسسات الحكومية والبنية التحتية فقط؛ بل المنظمات الأخرى وحتى الأفراد، يتم استهداف بعض الضحايا بشكل مباشر.

وتريد الدول بشكل طبيعي حماية مواطنيها، والأعمال التجارية والبنية التحتية والصناعات المرتبطة بشكل متزايد من هذه التهديدات، حسبما أفاد “أوغين”.

وأضاف: “صناعتنا تواجه انقسامًا إلى وحدات تفصلها حواجز جيوسياسية وتنظيمية، مما يخلق حواجز إضافية أمام شركات مثل شركتنا، ويجعل من الصعب أو حتى المستحيل حماية المواطنين والشركات”.

وواصل حديثه، قائلاً: “تم إدخال متطلبات جديدة صارمة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وسنغافورة والصين وغيرها، يمكن أن يؤدي التنظيم الصارم إلى الحمائية، مما يزيد من صعوبة عمل الشركات في البلدان الأخرى”.

حلول للتصدي للهجمات السيبرانية..

وشدد “أوغين” على ضرورة النظر إلى أبعد من “الأداة الخبيثة” (EternalBlue)، وهي ثغرة تم إنشاؤها بواسطة دولة قومية للإستفادة من ثغرة البرامج غير المنشورة، تم الكشف عن الثغرة على الإنترنت في نيسان/أبريل 2017. وتم الإستيلاء على الأداة فورًا من قِبل مهاجمين آخرين. ومن ثم دمجها في برنامج (WannaCry Ransomware) الشهير بعد شهر واحد، وأصبحت “الأكثر استخدامًا” لعام 2017، وباتت من أشهر “فيروسات الفدية” وهناك أمثلة أخرى مشابهة.

وقال؛ طريقة معالجة هذا هو من خلال التعاون وليس العزلة. مشددًا على أنه يجب أن تتعاون شركات الأمن السيبراني للتصدي للهجمات الإلكترونية والتهديدات السيبرانية.

وأكد على أن التفتت يعطل قدرتنا المشتركة للقتال ضد هذا، موضحًا أنه لا يمكنه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكنه متفائل إلى حد ما.

وتابع: “لقد أصبح العالم عبر الإنترنت مظلمًا في الأماكن، لكننا نمتلك القدرة على إعادة تشغيل الأضواء، لتصبح أكثر شفافية ولإعطاء الناس دليلاً على أنهم يمكن أن يثقوا في صناعة الأمن السيبراني، لقد بدأنا بالفعل من خلال “مبادرة الشفافية العالمية” الخاصة بنا. إلى جانب زملائنا الآخرين في مجال الأمن الإلكتروني، سنواصل الضغط من أجل التعاون المفتوح وفتح الأبواب لإنقاذ عالم الإنترنت”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب