1 نوفمبر، 2024 2:20 م
Search
Close this search box.

“الغارديان” : اختفاء “خاشقجي” بالقنصلية السعودية يثير الفزع بين أوساط المعارضين !

“الغارديان” : اختفاء “خاشقجي” بالقنصلية السعودية يثير الفزع بين أوساط المعارضين !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

حالة من الغموض تسيطر على الأجواء بعد اختفاء المعارض السعودي، “جمال خاشقجي”، بعد دخوله قنصلية المملكة في “إسطنبول”، يوم الثلاثاء الماضي، حيث كانت تنتظره خطيبته، “خديجة”، خارج المبنى، ولكنها ظلت تنتظره في الخارج دون جدوى لعدد من الساعات حتى منتصف الليل.

القنصلية السعودية.. بؤرة اختفاء..

على خلفية ذلك؛ نشرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية عمودًا فارغًا في نسختها المطبوعة، أمس الجمعة، وصفحة فارغة على موقعها على الإنترنت لتسليط الضوء على اختفاء أحد كُتابها العاديين، حيث يزداد الغموض حول مكان الصحافي السعودي.

أكدت صحيفة (الغارديان) البريطانية إن زيارة “خاشقجي” للقنصلية السعودية إرتبطت بتقديمه طلب للطلاق، لكنه أعرب عن مخاوفه بشأن سلامته قبل ذلك. وتعتقد السلطات التركية أنه لا يزال داخل القنصلية، بينما أكد المسؤولون السعوديون إنه غادر المبنى.

بحسب شهود عيان؛ فإن “القنصلية السعودية” علقت أعمالها، يوم الأربعاء، في مقرها بـ”إسطنبول” ولم تتلق أي معاملات من المراجعين من دون إعلان رسمي بذلك.

وتقول مصادر أمنية تركية، إن قيودًا أمنية فرضت حول مبنى “القنصلية السعودية” في حي “ليفانت”، وفي الموانيء والمطارات تحسبًا لإمكانية نقل “خاشقجي” خارج “تركيا”.

غير أن خطيبته قللت من أهمية ذلك، مشيرة إلى أن الساعات الخمس الأولى من اختفاء “خاشقجي” مرت من دون علم السلطات التركية، وهو “وقت كاف”، حسب رأيها لإخفائه أو نقله خارج المبنى.

يعرف أكثر من غيره طريقة تفكير حكام السعودية..

و”خاشقجي” هو واحد من أبرز الصحافيين والمعلقين في العالم العربي، وهو ناقد صريح للسعودية، حيث تجرأ على تحدي ولي العهد، “محمد بن سلمان”، الذي يعتقد أنه الحاكم الفعلي للمملكة وليس والده الملك، “سلمان بن عبدالعزيز”.

وحث مجلس تحرير صحيفة (واشنطن بوست)، خلال مقالها الافتتاحي، أمس، الأمير، على “بذل كل ما في وسعه لضمان أن السيد خاشقجي حر وقادر على مواصلة عمله”، حيث ورد بالمقال: “السيد خاشقجي ليس مجرد معلق. على مدى مسيرته الطويلة، كان على اتصال وثيق مع الملوك السعوديين ويعرف أكثر من غيرهم عن طريقة تفكيرهم وعملهم”.

كان نقده موجه طيلة العام الماضي لولي العهد، “بن سلمان”، الذي قام بحملة واسعة النطاق لإسكات المعارضة أثناء محاولة تحديث المملكة. ومن بين السجناء المعارضين رجال دين ومدونين وصحافيين وناشطين.

وأكدت صحيفة (الغارديان) البريطانية على أن الشكوك تحوم بقوة حول تورط “الرياض” في الاختفاء؛ بسبب عدد من الحوادث المماثلة، بما في ذلك استقالة رئيس الوزراء اللبناني، “سعد الحريري”، في العام الماضي، أثناء زيارته لـ”المملكة العربية السعودية”، حيث اتهم السعوديون باختطاف “الحريري”، الذي علق استقالته بعد مغادرته المملكة.

وأثناء إقامته في “المملكة العربية السعودية”، تم إبلاغ “خاشقجي” بالتوقف عن الكتابة أو النشر على (تويتر)، حيث لديه أكثر من 1.6 مليون متابع. وانتقل إلى “الولايات المتحدة” منذ أكثر من عام، حيث واصل تعليقه حول بلده سواء في وسائل الإعلام المطبوعة أو على التليفزيون.

وبعد إلقاء القبض على العديد من أصدقائه؛ وإلغاء عموده في صحيفة (الحياة)، غادر “خاشقجي” المملكة السعودية إلى “الولايات المتحدة”، حيث كتب مقالات رأي لصحيفة (واشنطن بوست) واستمر في الظهور على القنوات التليفزيونية العربية والغربية.

وكتب في سبتمبر/أيلول 2017: “لقد تركت بيتي وعائلتي وعملي لأرفع الصوت عاليًا، لأني لو فعلت خلاف ذلك سأخون أولئك الذين يقبعون في السجون. إني أستطيع أن أتحدث في حين لا يستطيع الكثيرون ذلك”.

من علاقات وثيقة بالعائلة المالكة إلى معارض..

كان لدى “خاشقجي” علاقات وثيقة مع العائلة المالكة السعودية، بما في ذلك كونه مساعدًا إعلاميًا للأمير، “تركي الفيصل”، عندما كان الأخير مديرًا للمخابرات السعودية.

وهو أيضًا رئيس تحرير سابق لصحيفة (الوطن) السعودية، وعمل مع الأمير، “الوليد بن طلال”، وهو حفيد أول ملك سعودي تم اعتقاله العام الماضي، في إطار ما قالت السلطات إنه حملة لمكافحة الفساد.

وتحت قيادة ولي العهد، اعتُقل عشرات من رجال الأعمال الأثرياء – بمن فيهم أعضاء آخرون في العائلة المالكة – في فندق “ريتز كارلتون” في “الرياض”، قبل أن تؤدي التسويات المالية مع العائلة المالكة إلى إطلاق سراحهم.

في شباط/فبراير الماضي، كتب “خاشقجي”، في مقال له؛ أن القيود المفروضة على حرية التعبير التي فرضها ولي العهد “سحقت الأوكسجين في ساحة الرأي التي كانت محدودة في السابق. يمكنك أن تقرأ بالطبع، ولكن فقط فكر مرتين في المشاركة أو الإعجاب بأي شيء لا يتوافق تمامًا مع فكرة المجموعة الحكومية الرسمية”.

وحثت “لجنة حماية الصحافيين”، وهي منظمة غير حكومية مقرها “نيويورك”، السلطات السعودية على الكشف فورًا عن معلومات حول مكان “خاشقجي”. وقال “شريف منصور”، من لجنة حماية الصحافيين: “بالنظر إلى نمط السلطات السعودية المتمثل في احتجاز الصحافيين الناقدين، فإن عدم خروج خاشقجي من القنصلية السعودية اليوم هو سبب يدعو للقلق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة