قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تفتقر للحنكة والكفاءة، وإن العراق دخل في عهدها في دوامة من الفوضى والعنف والتوتر الطائفي، وطالبت بأن يكون للعراق قيادة “تليق بشعبه”.
وأضافت الصحيفة -في مقال للكاتبة ريتشل شابي- أن المشهد السياسي العراقي هو في أشد الحاجة اليوم إلى قائد من طراز خاص يستطيع جمع كافة ألوان الطيف العراقي حوله. وقالت إن الغرب الذي أدخل العراق في أتون حرب طاحنة، قد تعود وألف أخبار العنف والقتل الواردة من هناك حتى بات رد فعله عليها لا يتجاوز قول “يا للهول”.
واعتبرت الكاتبة أن غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة فتح الطريق لدخول تنظيم القاعدة بعد أن كان العراق خاليا تماما من أي وجود لعناصره، وتهكمت على قول الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش “المهمة أنجزت” التي قالها بعد دخول القوات إلى العاصمة العراقية بغداد في نيسان عام 2003، وقالت إنه وبعد عشر سنين على ذلك الإعلان قتل في العراق قرابة نصف مليون شخص.
وكانت مجلة “لوبلوس” الأميركية قد نشرت الأسبوع الماضي دراسة قدرت عدد القتلى من المدنيين في العراق بسبب الحرب بين عامي 2003 و2011 بحوالي 460 ألف شخص.
وانتقدت الكاتبة أداء حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي اعتبرته متعنتا يفتقر إلى الكفاءة. واستندت في قولها إلى ما وصفته “إهمال وتهميش الساسة السنة وتحريك قواته الأمنية لاستهداف المناطق السنية واستخدام قوانين مكافحة الإرهاب للنيل من سكان تلك المناطق”.
أما فيما يتعلق بعدم الكفاءة فاعتبرت أن استمرار السلطات العراقية باستخدام كاشفات المتفجرات المزيفة التي باعها للعراق الشرطي البريطاني السابق جيمس مكورمك، لهو مثال كاف على افتقار الحكومة للكفاءة في إدارة شؤون البلاد. يذكر أن صفقة مكورمك التي تضمنت بيع وحدات من جهاز يسمى “أي دي إي 651” على أنه كاشف متفجرات قد أثارت جدلا واسعا، حيث تبين أن تلك الأجهزة غير صالحة لهذا الغرض، وأعلنت وزارة الأعمال والابتكار والمهارات في بريطانيا أنها ستحظر تصديرها إلى العراق وأفغانستان.
وقالت الكاتبة إن انخراط العراق في الحرب الدائرة في سوريا على أساس طائفي، أدى إلى تعميق أواصر التعاون بين تنظيمي القاعدة في بلاد الرافدين والقاعدة في بلاد الشام، فبينما قاعدة العراق ردت على إرسال مقاتلين عراقيين لدعم الأسد بإرسال مقاتليها لدعم القاعدة في سوريا، تقوم القاعدة في سوريا برد الجميل عن طريق إرسال جزء من الدعم المادي الذي يصلها من دول عديدة لتعين قاعدة العراق.
وبالعودة إلى موضوع غزو العراق، ألقت الكاتبة باللوم على ذلك الغزو في إيصال المنطقة إلى ما هي عليه اليوم من دمار وعنف، وقالت إن المالكي في العراق يخشى من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد ويريد أن يمنع ذلك بأي ثمن، لذلك قام بإعطاء الضوء الأخضر لإيران باستخدام مجال بلاده الجوي لدعم الأسد، على حد قولها.
وتنتقل الكاتبة إلى المستوى الشعبي، وتقول رغم كل ما تقدم ويحدث في العراق فإن العراقيين لا يزالون متشبثين بوحدتهم الوطنية ويعتزون بها، وتنقل عن خبراء ومراقبين تأكيدهم أن المجتمع العراقي يتألف من فسيفساء قومية ودينية ومذهبية تتمتع بتاريخ مشترك يؤهلها لتكون أمة واحدة من الصعب تفتيتها.
وتختم بالقول، إن المنطق يقول لنا أن نهيئ للانتخابات القادمة قادة يتمتعون بقبول شعبي واسع الطيف ويليقون بحكم شعب مثل الشعب العراقي.