تدفق مئات الالاف من المواطنين على مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار للانضمام الى تظاهرة (اربعاء الكرامة) المليونية التي نظمتها فعاليات شعبية وسياسية وعشائرية للاحتجاج على سياسات واجراءات رئيس الحكومة نوري المالكي في تهميش فئات واسعة من الشعب العراقي وخصوصاً السنة العرب واتباعها منهجاً خطيراً يقوم على نشر الفتنة الطائفية تنفيذاً لاجندته الرامية الى اشاعة الفرقة والتفرد في السلطة والحكم.
وطالب المتظاهرون الذين انتشروا على الطريق البري الدولي الرابط بين العراق والمملكة الاردنية لمسافة اكثر من خمسة كيلومترات حسب تقديرات المنظمات الشعبية، باسقاط حكومة نوري المالكي وتشكيل حكومة بديلة تلتزم بتنفيذ مطاليب الشعب العادلة وتعمل وفق سياقات العدل والانصاف بلا تمييز ولا اقصاء.
ودعا المتظاهرون في شعاراتهم وهتافاتهم على اهمية وحدة الصف العراقي ونبذ الطائفية وتصحيح مسار العملية السياسية واحداث التوازن الوطني في المؤسسات والوزارات وخصوصاً في قيادات الجيش والعمليات العسكرية واجهزة الشرطة والامن.
وألقى وزير المالية رافع العيساوي كلمة حيا فيها المتظاهرين وثمن وقفتهم المليونية احتجاجاً على الظلم والجور وسياسات التهميش والاقصاء التي تتبعها الميليشيات والاجهزة اللاشرعية، وقال ان هذا الحشد الكبير ليس حزبياً ولا انتخابياً وانما هو حشد شعبي، فاهل الانبار ومعهم الاحرار الذين جاءوا للتعبير عن سخطهم على سياسات القهر الذي يتعرضون له، وهو حشد لا يفرق بين ابناء العراق وانما يدعو الى الوحدة والتضامن بين جميع العراقيين بلا استثناء.
واضاف العيساوي ان الظلم الذي وقع على السنة العرب في العراق لم يكن وراءه الشيعة العرب الذين يعانون مثل ما يعاني اهل السنة، ولكنه من تدبير ثلة معروفة في توجهاتها واجندتها ضد كل المخلصين والخيرين من ابناء الشعب العراق.
واستعرض العيساوي ما حصل من مداهمة لبيته واقتحام لمكتبه الرسمي، وقال ان المهاجمين كانوا يرتدون ملابس ملونة ومتعددة وتبين انهم ميليشيات حكومية لا ترتبط بوزارة الدفاع، وأكد ان من يحمي هذه الميليشيات ضرب عرض الحائط اوامر وتعليمات اصدرها وزير العدل والدفاع بتوقيف افرادها.
ونعى العيساوي في خطابه القضاء الحكومي، وقال عندما يجلب متهماً متورم الوجه ومصاب بالجروح والرضوض من اثر التعذيب فان اولى مهمات القاضي ان يرفض افادته التي فرضت عليه بالقوة والاكراه.
واضاف العيساوي لقد عجزنا عن التفاهم مع الطرف الاخر (يقصد المالكي) وخاطب المتظاهرين قائلاً: انكم صوت الشعب وضميره، وكلمتكم نافذة، وعليكم ان تحددوا ما ترون وتتفاوضوا مع الحكومة لاحقاق الحق واعلاء العدل. ودعا الجماهير العراقية في كل مكان باسقاط المادة (4 ارهاب) والمخبر السري ووقف الاعتقالات العشوائية.
وتليت في مركز التظاهرة كلمات وقصائد اشادت بالوحدة الوطنية والعمل على بناء العراق وفق اسس الاخوة والاتحاد من اجل عراق يعيش فيه جميع العراقيين في حياة كريمة وحرة.
وطالب المتظاهرون حكومة نوري المالكي بالعمل السريع وخلال 48 ساعة بالافراج عن النساء المعتقلات واطلاق سراح المعتقلين واحداث التوازن الوطني في اجهزة الجيش والامن والشرطة واستقلال القضاء.