العنف يتصاعد لحد “المجازر” .. الحكومة العراقية تواجه التظاهرات بعد اعتداء القنصلية الإيرانية !

العنف يتصاعد لحد “المجازر” .. الحكومة العراقية تواجه التظاهرات بعد اعتداء القنصلية الإيرانية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بسبب أعمال العنف المفرط التي إرتقت إلى حد وصفها بـ”المجازر”، أعلنت “مفوضية حقوق الإنسان” في “العراق” عن سقوط المزيد من القتلى والمصابين.

وجاء في بيان للمفوضية، أمس الخميس، أنه: “في محافظة ذي قار، قتل 25 محتجًا وجرح 250، وفي بغداد، قتل إثنان من المحتجين وأصيب 67 بجروح، كما جرح 25 من القوات الأمنية في بغداد أيضًا”.

وأضافت المفوضية: “في محافظة المثنى جرح 308 من المحتجين والقوات الأمنية، وفي محافظة النجف قتل 4 وجرح 354، بينما جرح 50 عنصرًا من رجال الأمن”.

وأعربت المفوضية عن أسفها وقلقها البالغ لارتفاع معدلات العنف وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا من المتظاهرين والقوات الأمنية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، بسبب العنف والسلاح الحي وحرق العديد من الممتلكات العامة والخاصة؛ منها حرق مقر “القنصلية الإيرانية” في محافظة “النجف”؛ وجزء من “مجمع شهيد المحراب”.

احتجاج دبلوماسي إيراني..

العنف المتزايد في اليومين الأخيرين؛ ربطه الكثيرين بحرق “القنصلية الإيرانية”، في “النجف”، وهو الأمر الذي احتجت عليه “وزارة الخارجية” الإيرانية بتقديم احتجاجها الرسمي لـ”العراق”، وطالبت “طهران”، “بغداد”، بتحمل مسؤوليتها في حماية المقرات الدبلوماسية والتعامل بحزم مع من وصفتهم بـ”المعتدين”.

وكانت “القنصلية الإيرانية”، في مدينة “النجف”، ذات الأغلبية الشيعية، تعرضت لإعتداء وإشعال النيران في جدارها الخارجي، مساء أمس الأول، وذلك بعد إعتداء مماثل، في 3 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، على “القنصلية الإيرانية”، في مدينة “كربلاء”، حيث يشمل جزء من المظاهرات المستمرة في “العراق” بسبب الفساد والأوضاع الاقتصادية، احتجاجات ضد التدخل الإيراني في الشأن العراقي.

واستنكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “عباس موسوي”، الإعتداء على “القنصلية الإيرانية”، في “النجف”، بحسب بيان نشرته “الخارجية الإيرانية”. وطالب “موسوي”، الحكومة العراقية، بـ”التعامل بحزم مع العناصر المخربة والمعتدية”.

وأكد “موسوي” أنه من مسؤولية الحكومة العراقية حماية مقرات البعثات الدبلوماسية والدبلوماسيين. وقال إنه: “تم إبلاغ السفير العراقي في طهران رسميًا باحتجاج إيران الشديد” على الإعتداء الذي طال “القنصلية الإيرانية”.

استهداف إلحاق الضرر بالعلاقات التاريخية..

وكانت “وزارة الخارجية” العراقية قد أدانت، في بيان صدر صباح أمس الخميس، ما تعرضت له “قنصلية إيران”، في “النجف”، من إعتداء من قِبل أشخاص وصفتهم بأنهم: “غرباء عن واقع التظاهرات الحقة التي تشهدها عدد من مُدُننا العراقية”.

ورأت “الخارجية العراقية” أن الهدف من ذلك “بات واضحًا؛ وهو إلحاق الضرر بالعلاقات التاريخية بين العراق وإيران، وكذا مع بقية دول العالم الذين تعمل بعثاتهم في العراق”. وأكدت “وزارة الخارجية” العراقية على أن: “البعثات الدبلوماسية العاملة على أرض العراق محط احترام وتقدير عالٍ، وأن ما حدث لا يُمثل وجهة نظر رسمية”.

تشكيل خلايا أزمة..

وعلى إثر هذه الأحداث، أعلن الجيش العراقي، في بيان له، أمس، تشكيل خلايا أزمة يشارك في قيادتها محافظون وقادة عسكريون لوقف الاضطرابات الشعبية المتصاعدة.

وجاء في البيان: “تم تشكيل خلايا أزمة برئاسة المحافظين وتقرر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلايا الأزمة لتتولى القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظات ولمساعدة المحافظين في أداء مهامهم”.

وقال النائب عن محافظة البصرة، “عبدالأمير المياحي”، إن: “خلية الأزمة تم تشكيلها من القائد العام للقوات المسلحة، وقد وصلت القيادات العسكرية إلى محافظة البصرة وانتشرت في كل مرافق المدينة”، مؤكدًا على أن هناك تعديلًا وزاريًا قريبًا للوزارات التي أخفقت وكان أداؤها سيئًا.

وأضاف أنه ستكون هناك إجراءات صارمة لكل من يتعدى على الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات، كما ستكون مهمة هذه القوات الحفاظ على المتظاهرين السلميين المتواجدين في ساحات التظاهر.

وأكد “المياحي”، على أن التنسيق عالي جدًا بين المحافظات والشرطة والعمليات من جهة وبين القيادات العسكرية من جهة أخرى، لأن هذه الإجراءات تهدف لتعزيز القوات المتواجدة في جميع المحافظات ضد من يخترقون التظاهرات بغرض حرفها عن مسارها من تظاهرات سلمية إلى تظاهرات دموية.

تظاهرات غير عفوية..

وشكك الخبير في الشؤون الإقليمية، “علي المعشني”، بعفوية التظاهرات التي تجتاح مناطق مختلفة في “العراق”، معتبرًا أن: “من خلق السيناريو في هذا البلد هو من أدخل العراق في منظومة الفساد والمحاصصة”، متهمًا “الولايات المتحدة” بأنها وضعت (فيتو) على الإصلاحات في “العراق”، منذ عام 2003.

“المعشني”، وردًا على سؤال حول دلالات إحراق “القنصلية الإيرانية”، في “النجف”، رأى في ذلك مواصلة للحملة على “العراق”، الذي بدأ “باستعادة نفسه الوطني تدريجيًا عبر فتح معبر البوكمال، بقرار من رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، الذي تجاوز بذلك أحد الخطوط الحمراء الأميركية”.

كما لفت إلى أن: “واشنطن تغازل حزب البعث المنحل، الذي يقف بالدرجة الأولى وراء الإضطرابات الحالية، وبدأ باستهداف الحشد الشعبي وإيران عبر الشعارات”، متسائلاً لماذا لا يتم توجيه الشعارات ذاتها لبقية الدول المتورطة بشكل واضح ومباشر في أزمة “العراق”، ووقوعه لسنوات تحت رحمة الجماعات الإرهابية ؟.

مسرح مفتوح للتدخلات..

وحول الإعتداء على “القنصلية الإيرانية”، قال الخبير الأمني والعسكري العراقي، “أحمد الشريفي”، أن: “العراق بات بشكل أو بآخر مسرحًا مفتوحًا لتدخلات ستنفذ من خلال المظاهرات، ولا شك أن مبررات التظاهر قائمة فهناك فساد وسوء إدارة، لكن لا ننسى أن التداخلات في المشاريع الدولية والإقليمية حاضرة، واستطاعت أن تخترق التظاهرات وتحصل فيها نشاطات خارج حرية التظاهر، منها إتباع أسلوب الحرق الذي بات يستهدف الأملاك العامة والخاصة، والوضع يميل إلى الإنفلات، وهذا يقتضي إلى إحتواء هذا الأمر، باعتبار أن الإنفلات يؤدي إلى فوضى، ويجب ألا تتكل الحكومة على إجراءات الردع العسكري فقط مع تباطؤ الحل السياسي، لذلك نحن نحتاج إلى حلول سياسية وفي نفس الوقت ضبط الأحداث ميدانيًا من قبل الإدارة العسكرية والأمنية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة