22 أبريل، 2024 10:10 م
Search
Close this search box.

العنف الاسري يوقع فتيات العراق في براثن الانحراف الاخلاقي ‏

Facebook
Twitter
LinkedIn

قصص عجيبة غريبة نسمعها عن واحدة من الافات التي بدأت تفتك بالمجتمع العراقي ، الا وهي ‏التفكك الاسري ، وما تنتجه من تداعيات خطيرة تتمثل بولادة جيل من المنحرفين خلقيا … اخطرها ما ‏وقع على عدد من الفتيات ، اللاتي رأين انفسهن على حين غرة تحولن من كريمات في بيوت ابائهن ‏الى / ممارسات للبغاء / في احضان الغرباء ، بسبب ما تعرضن له من عنف اسري.

ولا نخفي حساسية الموضوع وتناوله في مجتمع يعدّ من اكثر مجتمعات العالم انضباطا وتمسكا ‏باعرافه وقيمه الاجتماعية والعشائرية والانسانية ، بل من اكثر المجتمعات الذي يعنى عناية خاصة ‏بالتربية ان كانت على الصعيد الديني او الانساني . الا ان ازدياد نسب وقوع الشباب والشابات في ‏براثن الانحراف نتيجة ما يتعرضون له من ضرب واهانة داخل اسرهم ، دفعنا الى التطرق لهذا ‏الموضوع ، من تحفيز الدولة والمتخصصين على ايجاد الحلول الناجعة لانهاء هذه الظاهرة في ‏مجتمعنا .‏
واحد من غرائب القصص بهذا الموضوع ، هي ما روته شابة / اسمت نفسها ابتهال / تبلغ من العمر ‏‏20 عاما ، التي استطاعت ان تقنعها وكالة انباء بغداد الدولية / واب / بالحديث بشروط هي وضعتها ، ‏منها عدم الكشف عن شخصيتها بصورة مباشرة .‏
وقالت ” عشت حياة طبيعية في منزل عائلتي الواقع في احد الاحياء باطراف بغداد ، وحضيت ‏بالعطف والحنان كأي فتاة ، لكن هذا الامر تغير تماما عندما بلغت من العمر 15 عاما ، حيث بت ‏اتعرض بشكل شبه يومي الى الضرب من قبل والداي لاتفه الاسباب ، اذ وصل بي الامر باني ‏اصبحت اشعر باني لست ابنتهم “.‏
واضافت ، انه ” بعد سنتين اي عندما اصبح عمري 17 عاما ، قررت الرحيل لكي اتخلص من ‏الضرب ، وكنوع من العقوبة التي اوجهها الى عائلتي التي لم تعرف قيمتي “.‏
واوضحت ” وجدت نفسي في وسط بغداد تائهة حائرة لا اعرف الى اين اتجه ، وفي هذه الاثناء ‏شاهدني احد شباب ثلاثيني ، شعرت بانه يقتفي اثري ويلاحقني اينما ذهبت ، الى ان اقترب مني ‏وحدثني ، حيث اجهشت بالبكاء حينها ، وقصصت له قصتي “.‏
وتابعت ، ان ” هذا الشاب حاول اقناعي بان عملي خاطئ ، وحاول ارجاعي الى بيت اهلي لكني ‏رفضت ، لخوفي من ردة فعل عائلتي التي ربما ستكون سلبية ، فقرر الشاب ان ياويني عند احدى ‏النساء من معارفه ، وفعلا بقيت في منزلها شهرا كاملا ، قبل ان اكتشف انها اتفقت على بيعي لاحدى ‏المتعاطيات للبغاء ، بمبلغ ثلاثة ملايين دينار “.‏
وافادت ، ان ” هذه المرأة التي كانت تدعى / ام ماجد / قبضت مباشرة مليون دينار ثمن فض بكارتي ‏من احد الشباب الذي قضيت معه ليلة كاملة جبرا ، تعرضت فيها الى الضرب المبرح منه وبشكل ‏حيواني ، اذ ادركت حينها خطأ ما قمت به بالخروج من بيت عائلتي التي كان ضربها لي اهون مما ‏وقعت فيه “.‏
وقصة / نور ذو الـ 16 عاما / لا تختلف عن قصة ابتهال ، اذ ان نور هربت بنفس الطريقة التي ‏هربت بها ابتهال من منزل عائلتها ، لكن العنف الاسري الذي كانت تتعرض له نور يختلف عن ما ‏تعرضت اليه ابتهال .‏
وقالت نور ان ” ابي كان يتعاطى المواد المسكرة بشكل جنوني ، وكان يجبرني على النزول الى ‏الشارع لاجلب له ثمن ما يتعاطاه من مواد مسكرة “. واضافت ” في بعض الاحيان تأخذني طفولتي ‏واقوم باللعب مع اقراني من الاطفال ، ويشغلني اللعب عن المهمة التي يكلفني بها والدي ، وعندما ‏ارجع الى المنزل بدون نقود يقوم بضربي بشكل لا مثيل له ، الى ان قررت ان اهرب عسى ان اجد ‏الحنان الابوي في الشارع “.‏
واشارت الى ” عندما هربت من منزل اهلي ، تشبثت باحدى النساء اللاتي يرتدن احدى اشارات ‏المرور ببغداد بشكل يومي ، وابقتي في منزلها المتهرء سنة كاملة ، الى ان قامت ببيعي الى احدى ‏النساء بـ 5 ملايين دينار “.‏
الناشطة في مجال حقوق الانسان امل حنين ، عدّت ان اتباع الاساليب التربوية الصحيحة هي الحل ‏الناجع للتخلص من هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع العراقي .‏
وقالت حنين ان ” تصرف الاباء بعنف مع الاناث خصوصا من اولادهم هي حالة خطيرة لا يعرف ‏تداعياتها الاباء ، اذ ان التصرف بهذه الطريقة يُشعر الاولاد بانهم اشخاص غير مرغوب بهم في الحياة ‏ويدفعهم الى التفكير بعقليتهم الطفولية التي قد تقودهم الى قرارات تسهم في انحرافهم والوقوع في شباك ‏المنحرفين والمنتفعين “.‏
وحملت حنين الابناء مسؤولية القضاء على مستقبل ابنائهم من خلال لجوئهم الى اساليب العنف ‏المفرط مع ابنائهم ، ما يدفعهم الى محاولة اللجوء الى الغير للبحث عن الحنان الابوي . واضافت ، ان ‏‏” الثقافة العربية الاسلامية التي يعيش في كنفها مجتمعنا ، ولدت اساليب تربوية جاهزة امتزجت مع ‏ثقافتنا وادبياتنا الاجتماعية ، وباتت كافية بدون اللجوء الى اساليب من مجتمعات حديثة “.‏
الى ذلك اكد رجل الدين الشيخ محمد الجبوري ، على ضرورة اتباع الاساليب التربوية الاسلامية في ‏تربية الابناء ، من اجل ولادة مجتمع اسلامي منضبط متعلم يساهم في بناء البلد .‏
وقال الجبوري ان ” كل التشريعات السماوية ومنها التشريع الاسلامي ، اكد على اهمية التربية ‏الصحيحة للابناء ، اذ ان الدين الاسلامي منع استخدام الضرب والعنف ضد الابناء ، وتوعد بمعاقبة ‏من يمارس هذه الاساليب “. واضاف ، ان ” قادة الاسلامي لاسيما اهل البيت عليهم السلام ، فصلوا ‏موضوع التربية تفصيلا عظيما ، ليكون احد الاساليب المهمة في بناء المجتمع الاسلامي.‏

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب