26 أبريل، 2024 2:59 م
Search
Close this search box.

العمل بالسخرة .. هكذا استغلت الصين أقلية “الإيغور” في الصناعة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

كشفت صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية أن 80 ألف شخص من أبناء أقلية “الإيغور” المسلمة في “الصين” نُقلوا من مراكز “إعادة التعليم” بمنطقة “سنجان”، (شينغيانغ)، للعمل في مصانع تغذي شركات عالمية، وأشارت الصحيفة إلى أن 83 شركة عالمية تعاقدت مع مصانع صينية تستغل أبناء أقلية “الإيغور”؛ إذ يتم نقلهم من مراكز “إعادة التأهيل”، بحسب المسمى الرسمي الصيني، إلى فروع تلك المصانع وفقًا لبرامج العمل بالسخرة.

وكشفت دراسة أجريت في “معهد الدراسات الإستراتيجية الأسترالي” أن كثير من أبناء “الإيغور”، المعتقلين في تلك المراكز، يُرسلون إلى المصانع المنتشرة في كل أنحاء البلاد للعمل في ظروف مهينة، وحددت الدراسة 27 مصنعًا في 9 مقاطعات تستغل أبناء “الإيغور” للعمل بها، منذ عام 2017، وذكرت أن ما تُنتجه هذه المصانع يغذي علامات تجارية كبرى مثل، “أبل” و”نايك” و”غوغل” و”كالفين كلاين”، إلى جانب شركات عالمية أخرى.

استغلال العمالة وإنتهاك حقوق الإنسان..

إرتكزت الدراسة على تحليلات لصور ألتقطت بالأقمار الصناعية وتحقيقات أجرتها وسائل إعلامية على الأرض تدعم بالأدلة وجود استغلال للعمالة في تلك المصانع، وإنتهاكات واضحة لحقوق الإنسان، وبلغت عدد الشركات التي استفادت، بشكل مباشر أو غير مباشر، من الاستغلال المتعمد للعاملين من أبناء “الإغور” خارج “سنجان” 83 شركة.

وذكرت الدراسة أنه تم نقل حوالي 80 ألف شخص من الأقلية المسلمة، التي تتعرض للاضطهاد من قِبل السلطات الصينية، من معسكرات التدريب خلال الفترة من 2017 حتى 2019، وأضافت أنهم يعيشون في ظل ظروف صعبة ويقبعون تحت المراقبة الكاملة؛ إذ يقيمون في غرف منفصلة، ويتلقون تأهيلًا لإتقان الأعمال الحرفية ويجبرون على حضور دروس لإعادة التأهيل الإيدولوجي، بينما يُحرمون من حضور الدروس الدينية.

من جانبها؛ أعلنت عدد من العلامات التجارية المذكورة في التقرير، مثل شركة “أبيركرومبي آند فيتش”، المتخصصة في بيع اللباس غير الرسمي، أنها سوف توقف التعامل مع الشركات الصينية المتورطة في استغلال العمالة من “الإيغور”، بينما أوضحت شركات أخرى مثل، “أديداس” و”بوش” الألمانيتين، للباحثين أنهما لم يكن لهما أي تعامل مباشر مع تلك المصانع، ومع ذلك لا يمكن إغفال الروابط بين تلك الشركات الكبرى والمصانع التي تمارس تلك الإنتهاكات.

وتضم منطقة “سنجان”، التي تتمتع بالحكم الذاتي، مجموعة من الأقليات العرقية، لكن أغلب سكانها من المسلمين، والجزء الأكبر منهم ينتمون إلى “الإيغور”، لكن منذ عام 2016؛ تستخدم الحكومة الصينية مراكز محصنة لاعتقالهم.

تعذيب وقتل..

تُقام داخل أسوار تلك المراكز دورات في العمل الحرفي وتُستخدم في الدعاية للحزب الشيوعي، بينما كشفت شهادات عدد من المعتقلين السابقين في هذه المراكز عن وجود زنازين مكتظة بالمحبوسين وأن السلطات تستخدم معهم آليات التعذيب تصل قسوته في بعض الأحيان إلى حد الموت.

وذكر تقرير مصور بثته (سي. إن. إن)، الشهر الماضي، كشف وثائق مرتبطة بهذه المراكز، تفاصيل عن أسباب اعتقال 667 من “الإيغور”، من بينها حالة اعتقال رجل بسبب إنتهاكه لسياسية تنظيم الأسرة المفروضة في البلاد، وأنجب أربعة أطفال، كما أن زوجته ترتدي الحجاب، وذكر أحدهم في شهادته أن: “عقوبة من يجدوا لديه نسخة من القرآن تكون الاعتقال لمدة تتراوح ما بين 3 و5 سنوات في مراكز إعادة التأهيل”.

وكان “البرلمان الأوروبي”، العام الماضي، قد طالب الحكومة الصينية بإلغاء هذه المراكز بشكل فوري، لكن السلطات الصينية لم ترد على هذه التوصية؛ وبات تحويل المحبوسين من المعتقلات إلى المصانع يُمثل جزءًا من عملية تسميها الحكومة بشكل رسمي “تدريب الكفاءة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب