خاص : ترجمة – محمد بناية :
الباعة الجائلون الإيرانيون يرحلون عبر الحدود الغربية.. تشير الكثير من التقارير الإخبارية عن وجود مكثف للباعة الجائلين الإيرانيين في “إقليم كُردستان العراق”، و”كربلاء”، و”النجف”، و”إسطنبول” و”أنقرة”.
ويلجأ الإيرانيون، إزاء إنهيار العُملة المحلية والركود الاقتصادي، إلى حمل عدة حقائب في سيارتهم ذات اللوحات الدولية ويتجهون صوب الحدود ويفرشون بضائعهم.
ويؤكد “رضا كامي”، رئيس الغرفة التجارية (الإيرانية-التركية) المشتركة، هذه المسألة، قائلاً: “معظمهم من أصحاب الصناعات اليدوية الصغيرة مثل الحلي، يحملونها إلى الشوارع التركية ويبيعونها للسياح. وبالتأكيد يرحب أصحاب المحلات في تركيا بشراء حقائب الباعة الإيرانيين الرخيصة؛ بسبب إنهيار قيمة الريال الإيراني”.
وفي “العراق” يوجد الكثير من الباعة الجائلين، الذين هاجروا من “إيران” وكانوا بالأساس عمال بناء. يقول أحدهم: “لم نستطع بعد ركود سوق البناء في إيران منذ أكثر خمس سنوات، من توفير عوائد كافية”.
بدوره يقول “رضا شوكت”، رئيس نقابة عمال البناء: “متوسط أجور عمال البناء في إيران تقتصر على مبلغ 900 ألف طومان في الشهر، هذا إذا أمكنهم إيجاد عمل، في المقابل يحصل عمال البناء في العراق ودول الخليج على عوائد جيدة”. بحسب صحيفة (شهروند) الصادرة عن “الهلال الأحمر” الإيراني.
ماذا يعمل الإيرانيون في العراق ؟
يذهب معظم الإيرانيون للعمل والبيع في “العراق”، وهم في الغالب من المحافظات الغربية وهم يعتبرون سياراتهم محل إقامتهم، يحصلون على لوحات دولية ويسافرون على مختلف المناطق العراقية، لاسيما المناطق السياحية في “إقليم كُردستان”، ثم يأخذون في بيع الأدوات المختلفة من مثل الصناعات اليدوية، “الأباجورات، وتابلوهات الحائط وإكسسوارات الموبايل”، ويبدو أنهم يحصلون على عوائد جدية بالنظر إلى تنامي أعدادهم في “العراق”.
وعزا “علي شريعتي”، عضو غرفة طهران التجارية، زيادة أعداد الباعة الجائلين من الإيرانيين في “العراق” إلى تراجع إقبال أرباب العمل العراقيين عن استخدام العامل الإيراني البسيط، ويقول: “أبدى أرباب العمل العراقيين، في الأشهر الأخيرة، عزوفًا عن استخدام العامل الإيراني لأسباب مختلفة. أبرزها ضرورة أن يلم العامل البسيط على الأقل، باللغة والآداب والثقافة الاجتماعية وطرق التعامل المناسبة مع السياح، وللأسف قلما يتمتع العامل الإيراني البسيط بهذه الأدوات. لذلك يفضل أرباب العمل العراقيون العمال من أصحاب المؤهلات العليا”.
وانتقد عدم تنظيم استخدام العمال الإيرانية، وأضاف: “حاليًا يستطيع العمال من بنغلاديش والفلبين وإثيوبيا الإستحواذ على الأعمال، إذ يشرف على عملية تنظيمهم، (بخلاف رضاهم بالحد الأدنى من العوائد المالية)، الشركات والمنظمات الحكومية في بلدانهم. على سبيل المثال، يفضل مدير فندق الاتفاق مع إحدى شركات الفلبين أو بنغلاديش على استخدام العمالة، بدلاً من البحث في الشوارع عن أفراد بلا ضمانات واضحة. كذلك هو يضمن أن عمال هذه الشركات مؤهلون علميًا، وحاليًا تبلغ عوائد العامل البسيط 500 دولار شهريًا بخلاف الوجبات والسكن”.
موجات هجرة عمال البناء إلى العراق..
ماذا تمتهن العمالة الإيرانية في “العراق” غالبًا ؟.. يقول “شريعتي”: “يستحوذ الإيرانيون بشكل كامل على سوق أعمال البناء. مثلاً يحصل عامل الجص أو الحجر الإيراني، في العراق، على عوائد يومية 25 ألف دينار أو 250 ألف طومان على الأقل، في حين لا يحصل خبير العمل الإيراني على هذا المبلغ داخل بلاده حتى إذا كان سوق البناء منتعشًا.. ونأمل بالنظر إلى كثافة العمالة الإيرانية في العراق، أن تتخذ السفارة الإيرانية الإجراءات اللازمة لحماية هذه الفئة، وهناك الكثير من التقارير تحت أيدينا تثبت سوء استغلال العمالة الإيرانية، لأن أرباب العمل العراقيون يسيؤون استغلال المشاعر الدينية في دفع أقل مرتبات للعمالة الإيرانية، ولقاء ذلك يكلفونهم بخدمة حجيج كربلاء والنجف. كذلك لم يعد رب العمل العراقي مضطر للدفع بالدولار؛ وإنما يتعاقد مع العمالة الإيرانية بالريال”.