24 أبريل، 2024 4:07 م
Search
Close this search box.

العلاقات تدخل دوائر التوتر .. المعارضة الإيرانية تنجح في الإيقاع بين “باريس” و”طهران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في ظل توتر دبلوماسي بين البلدين، لعدم تعاون “طهران” مع تحقيقات حول محاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية، الذي أحبطته أجهزة “فرنسا وبلجيكا وألمانيا”، في عملية مشتركة أواخر تموز/يونيو الماضي، أبلغت “فرنسا” دبلوماسييها ومسؤولي وزارة الخارجية، تأجيل السفر غير الضروري إلى “إيران” إلى أجل غير مسمى.

لعدم تعاون إيران..

وقالت مذكرة لـ”وزارة الداخلية” الفرنسية أن موقف الحكومة الفرنسية بتقييد سفر دبلوماسييها إلى “إيران”، يأتي ردًا على موقف “طهران” المتصلب من “فرنسا” وعدم تعاونها في قضية التحقيق ومحاكمة المتورطين، على رأسهم مدبر الهجوم الإرهابي الفاشل؛ وهو الدبلوماسي بالسفارة الإيرانية بالنمسا، “أسد الله أسدي”.

وحذرت “فرنسا” من تداعيات تصلب الموقف الإيراني، رغم أن باريس من أقوى المدافعين عن إنقاذ “الاتفاق النووي”، الموقع سنة 2015، بين إيران والقوى العالمية، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، في آيار/مايو الماضي.

وتستشهد مذكرة “الداخلية الفرنسية” بمحاولة فاشلة لتفجير مؤتمر للمعارضة الإيرانية بالقرب من باريس، حضره محامي الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، “رودي غولياني”، كعلامة على موقف طهران الأكثر عدوانية تجاه فرنسا.

وكتب الأمين العام للوزارة، “موريس غوردو مونتاني”، في المذكرة المؤرخة في 20 آب/أغسطس 2018، أن “سلوك السلطات الإيرانية يوحي بتصلب موقفها تجاه بلدنا، وكذلك بعض حلفائنا”.

وأضاف: “بالنظر إلى المخاطر الأمنية المعروفة.. يجب على جميع الموظفين الإداريين، سواء من المقر أو في الخارج، أن يؤجلوا حتى إشعار آخر، باستثناء الأمر العاجل، أي خطط سفر إلى إيران”.

وتؤكد المذكرة كيف تآكلت الثقة في حكومة “طهران” في “باريس”، حيث أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين على نحو متزايد، حتى أثناء محادثات الرئيس، “إيمانويل ماكرون”، حول الحفاظ على الاتفاق النووي.

إيران تنفي علاقتها بمحاولة التفجير..

وقالت “إيران” إنها لا علاقة لها بمحاولة تفجير “مؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، (NCRI)، بقيادة منظمة “مجاهدي خلق”، في 30 حزيران/يونيو.

غير أن “ألمانيا” اعتقلت الدبلوماسي الإيراني، “أسدي”، بتهمة تسليم قنبلة لمنفذي الاعتداء الفاشل وهما إيرانيان يحملان الجنسية البلجيكية؛ وهما “أمير سعدوني”، (38 عامًا)، وامرأة معه تدعى، “نسيمة نومني”، (33 عامًا)، اللذين اعترفا أنهما استلما القنبلة من “أسدي” في “لوكسمبورغ”، قبل يوم واحد من تنفيذ العملية، حسب ما نقلت وسائل إعلام أوروبية عن القضاء البلجيكي.

تصرف خاطيء ومحاولة من الأعداء..

ردًا على القرار الفرنسي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”، الأربعاء 29 آب/أغسطس 2018، إن طلب “فرنسا” من دبلوماسييها تأجيل كل الرحلات غير الضرورية لـ”إيران”، هو تصرف خاطيء ومحاولة من بعض “الأعداء” للتأثير على العلاقات بين البلدين.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية، (إرنا)، عن “قاسمي” قوله: “يوجد أعداء متربصون للعلاقات بين إيران والدول الأوروبية، خاصة فرنسا، يجب علينا أن نكون حذرين لتصرفات هؤلاء الأعداء، ومع ذلك، فإن حظر باريس سفر دبلوماسييها لطهران، هو تصرف خاطيء”.

انسحاب معظم الشركات الفرنسية..

يأتي ذلك بعد أن أعلن وزير النفط الإيراني، “بيجان زنجنة”، يوم الاثنين الماضي، أن شركة النفط الفرنسية، “توتال”، قد خرجت رسميًا من إيران، وشركة صناعة السيارات التابعة لها، “PSA”، و”رينو”، ضمن هجرة جماعية لشركات أوروبية من إيران؛ خوفًا من “العقوبات الأميركية”، فيما قامت الخطوط الجوية الفرنسية، “إير فرانس”، الخميس الماضي، بإلغاء تسيير رحلاتها إلى العاصمة الإيرانية.

وقد خفضت الشركة الفرنسية بالفعل رحلاتها من “باريس” إلى “طهران” من ثلاث إلى واحدة في الأسبوع هذا الشهر، بحسب مكتب الاتصالات في الشركة، على أن تنتهي في 18 أيلول/سبتمبر المقبل.

مخاوف فرنسية من انتقام طهران..

تعليقا علي القرار الفرنسي؛ قال “فانسان إيرفويه”، المحلل السياسي الفرنسي المتخصص في الشأن الإيراني، إن تحذير “فرنسا” لدبلوماسييها من السفر إلى “إيران” يأتي بعد إحباط محاولة تفجير في باريس، تدور الشبهات حول تورط جهات أمنية إيرانية، فضلاً عن تشدد الموقف الإيراني تجاهها، موضحًا أن الوضع في طهران بات خطيرًا.

وأوضح المحلل الفرنسي، لإذاعة (يورب1) الفرنسية، أن هناك توترات واضطرابات في إيران “بعد الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها”، مشيرًا إلى أنه “ليس هناك أسوأ على أي رئيس من استقالة وزرائه دون سابق إنذار، والمثول أمام استجواب في البرلمان” حتى تشعر أن الأوضاع في طهران غير مستقرة.

وأضاف: “أن أعضاء البرلمان طالبوا، حسن روحاني، رئيس إيران، للمرة الأولى بتقديم كشف للحسابات المصرفية، وتفسير إنهيار العملة التي فقدت أكثر من ثلثي قيمتها خلال 6 أشهر، ومناقشته في ارتفاع معدلات البطالة التي أوشكت عن الانفجار، وبات الاقتصاد الإيراني على حافة الإفلاس”، واصفًا “روحاني” بأنه أصبح عاجزًا.

وأشار المحلل الفرنسي إلى أن “الرئيس الإيراني غامر بكل شيء من أجل الاتفاق النووي، ولم يحصد شيئًا في النهاية، وخسر الرهان، بعد خروج الشركات الفرنسية الكبرى مثل (توتال) و(بيغو) من طهران خوفًا من تطبيق العقوبات الأميركية عليها، كما أعلنت فرنسا تعليق رحلاتها الجوية إلى طهران”، مشددًا على أن كل هذه الإجراءات “أثارت مخاوف باريس من إتخاذ النظام الإيراني إجراءات انتقامية”.

أصوات إيرانية تنادي بمعاقبة فرنسا..

وأضاف “إيرفويه” أن هناك أصواتًا في “إيران” تنادي بمعاقبة “فرنسا” على عدم حمايتها “الاتفاق النووي”، مدللاً على ذلك بأن النظام الإيراني لم ينس رفض “باريس” استرداد أموال الشاه في الماضي، وقامت ميليشيات هذا النظام بحرب سرية، وشنت هجمات إرهابية على “باريس” خلال القرن الماضي.

وتابع: “أن باريس تخشى تكرار ذلك التاريخ المظلم، وأن تغرق مرة أخرى في هجمات إرهابية دموية، فأرادت تجنب الأسوأ والاستعداد لانتقام النظام الإيراني عبر أذرعه الخارجية من ميليشيا الحرس الثوري، مثلما فعل تمامًا في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس تموز/يوليو الماضي”.

ورأى محللون سياسيون؛ أن “باريس تعاقب طهران على عدائيتها”، مشيرين إلى أن “وجود خلايا إرهابية إيرانية في فرنسا أمر وارد يجب التعامل معه بجدية”.

خطوة للرد على عدائية إيران..

المحلل السياسي الفرنسي، “فرانك سيرغالا”، قال: إن “القرار خطوة فرنسية أولى للرد على عدائية إيران”.

وبحسب مذكرة تم تعميمها على الدبلوماسيين الفرنسيين؛ فإن “أي سفر غير ضروري إلى إيران يجب إرجاؤه بعد محاولة تم إحباطها لتفجير عبوة ناسفة وسط تجمع نظمته جماعة إيرانية معارضة قرب باريس، وهو دليل على موقف إيراني أكثر عدائية تجاه فرنسا”.

وكان مصدر قضائي فرنسي أكد على أن “تحقيقات جرت مع دبلوماسي إيراني في النمسا يشتبه في تورطه في التخطيط لاعتداء كان يستهدف اجتماعًا لمعارضين إيرانيين في باريس، إضافة لزوجين بلجيكيين من أصول إيرانية يعتقد أنهما كانا سينفذان الاعتداء”.

واستهدف المخطط مؤتمرًا نظمته “جماعة مجاهدي خلق” الإيرانية في ضاحية “فيلبنت”، حيث احتشد على مدار أيام عدة آلاف من المناهضين للنظام الإيراني.

وكان الزوجان؛ اللذان قالت الشرطة إنهما “من أصل إيراني”، يحملان 500 غرام من مادة (تي. إيه. تي. بي) المتفجرة مع جهاز تفجير، عندما أوقفتهما الشرطة الخاصة في منطقة سكنية في “بروكسل”.

المعارضة الإيرانية تتهم “نظام الملالي”..

وتعتقل “فرنسا” شخصًا يشتبه في أنه متورط معهما، بينما تم الإفراج عن اثنين آخرين بعد أن حققت معهما الشرطة الفرنسية، واتهم “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، المعارض في المنفى، النظام الإيراني بالوقوف وراء محاولة تفجير التجمع.

وقال المجلس، الذي يضم العديد من المنظمات الإيرانية المعارضة؛ وبينها “جماعة مجاهدي خلق”، في بيان إن “الإرهابيين من نظام الملالي في بلجيكا، بمساعدة دبلوماسيي النظام الإرهابيين، خططوا لهذا الهجوم”.

من جهته رأى المحلل السياسي الفرنسي، “فرانك سيرغالا”، أن “باريس ستبدأ حقًا بمعاقبة إيران على عدائيتها وتورطها بمحاولات إرهابية في فرنسا”، مشيرًا إلى أن “التعميم على دبلوماسيين لإرجاء السفر غير الضروري لإيران؛ يحمل رسالة سياسية واضحة ببدء إتخاذ إجراءات حيال إيران”.

وقال “سيرغالا”: إن “تاريخ إيران الطويل، كدولة مصدرة للإرهاب، يجعل من إمكانية وجود خلايا إرهابية نائمة مرتبطة بملالي طهران جائز جدًا، ويجب أن يعد خطرًا أمنيًا يؤخذ بعين الاعتبار”.

وكانت صحف بلجيكية، قد ذكرت أن زوجين إيرانيين ألقي القبض عليهما في وقت سابق، جراء إرتباطهما بمحاولة تفجير تجمع ضخم للمعارضة الإيرانية في العاصمة الفرنسية، “باريس”، يعدان من “الخلايا النائمة” لنظام الملالي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب