17 نوفمبر، 2024 1:28 م
Search
Close this search box.

العلاقات “السعودية-القطرية” .. هل تدخل منعطفًا جديدًا ؟

العلاقات “السعودية-القطرية” .. هل تدخل منعطفًا جديدًا ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

ظهرت خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ عدد من المؤشرات فسرها خبراء بأنها ترجع إلى رغبة “المملكة العربية السعودية” في تغيير إستراتيجيتها في المنطقة، والتراجع عن أخطاء الماضي، وحتى الآن ليس واضحًا ما إذا كانت المنطقة سوف تشهد إنفراجًا في الأزمة، لكن على الأقل نراها تبتعد عن دقات طبول الحرب التي لم تنته منذ نصف عام في منطقة الخليج، بحسب صحيفة (البايس) الإسبانية.

كان من أبرز المؤشرات الإفراج عن 128 مواطن يمني، كانوا محتجزين من قِبل “السعودية”، منذ بداية التدخل في الحرب في “اليمن”، وقبل ذلك بعدة أيام، عبرت حافلات سعودية تقل مشجعين للمنتخب السعودي إلى الأراضي القطرية لحضور مباريات “كأس الخليج”، كما انتقل اللاعبون في طائرة عبرت المجال الجوي السعودي إلى القطري مباشرة؛ لأول مرة منذ 30 شهرًا.

ولا يُعتبر الإفراج عن السجناء اليمنيين هو المؤشر الوحيد على رغبة المملكة في الخروج من “عش الدبابير”، وإنما أشار المبعوث الأممي إلى اليمن، “مارتن غريفيثس”، إلى أن الغارات الجوية على “اليمن” تقلصت بشكل ملحوظ، كما عبر الملك “سلمان” عن رغبته في أن يصبح “اتفاق الرياض”، الذي وقع بين الانفصاليين في الجنوب والحكومة المعترف بها دوليًا، أساسًا لمباحثات سلام موسعة، كما لاحظ محللون الزيارات المتكررة التي يجريها وزير الخارجية العُماني التي تفتح قناة للتواصل مع “إيران”.

إعتداءات “أرامكو” سببت صدمة للمملكة !

أضافت الصحيفة الإسبانية أنه بلا شك كانت نقطة بداية المنعطف هي الإعتداءات التي استهدفت منشآت تابعة لشركة “آرامكو” السعودية النفطية، منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، وتسببت في خسارة نصف إنتاج المملكة من “النفط”، ولم تتأخر حينها، “واشنطن”، في الإشارة بأصابع الاتهام إلى “طهران”، بينما وصف المتحدثون الرسميون السعوديون الإعتداءات بأنها: “استهداف للاقتصاد العالمي”، في إشارة إلى ضرورة خروج رد دولي، لكن لم يتحرك أحد، حتى الحليف الأساس، “واشنطن”، لم تلعب أي دور يُذكر في هذا الشأن.

وذكرت (البايس) أن خشية “الرياض” من الدخول في مواجهات مع “طهران” والميليشيات المسلحة التابعة لها؛ لعب دورًا بارزًا في التحول الذي تشهده المملكة، كما أنه وبالنظر إلى أشهر مضت؛ نجد أن “الإمارات العربية”، الحليف الأساس للمملكة في منطقة الخليج، قد بدأت تنأى بنفسها عن سياسات نسبها محللون إلى “رجلها القوي”، هو ولي عهد أبوظبي، “محمد بن زايد”، وعلى عكس “الولايات المتحدة” و”السعودية”؛ لم توجه اتهامًا مباشرًا إلى “إيران” فيما يخص حوادث ضرب الناقلات البحرية، وأرسلت وفدًا من خفر السواحل الإماراتي إلى “طهران” بهدف إعادة إحياء مباحثات أمن الملاحة المتوقفة، منذ عام 2013، كما سحبت غالبية قواتها من “اليمن”.

المملكة تحاول إصلاح المسار بعد الإخفاقات المتكررة..

ذكرت الصحيفة الإسبانية أن: “عقيدة الملك سلمان”، كما أسماها الصحافي السعودي الذي تعرض للاغتيال في تركيا، “جمال خاشقجي”، ترجع إلى أفكار ابنه وولي عهده، “محمد بن سلمان”، الذي يرغب في تعزيز ثقل بلاده في المنطقة، لكن أخطاء الملك، والتي بدأت بالإنخراط في حرب “اليمن”، لم تتوقف، مرورًا بالأزمة الدبلوماسية مع “قطر” وفرض الحصار عليها، وفضيحة إحتجاز رجال أعمال بارزين، وحتى مقتل “خاشقجي”، ومع ذلك أعلن ولي عهده برنامجه الإصلاحي الطموح، إلا أن الأخطاء المتكررة جعلته يدفع ثمنًا باهظًا وفقدت التغييرات التي أحدثها بريقها وتأثيرها، والآن يبدو أن المملكة تحاول إصلاح المسار أو على الأقل تخفيف الحمل.

وأوضح الباحث في مجموعة (أوراسيا)، “أيمن كامل”، لـ (البايس)؛ أن: “السعوديين أضطروا إلى تعديل خططهم؛ وربما يرجع ذلك إلى أنهم وجدوا أن ضمانات الحماية الأميركية لم تكن على مستوى توقعاتهم”، وأضاف أن “الرياض” تبحث عن سُبل يمكنها تخفيف التوترات مع “طهران”، و”الحوثيين” في “اليمن” ومع “الدوحة” أيضًا.

وأضاف أن هذا التحول لا يعني تطبيع تلقائي للعلاقات، لأن الصراع “السُني-الشيعي” لا يزال قائمًا، كما أن “واشنطن” لا تتوقف عن التحذير من ممارسات “الجمهورية الإسلامية”، لكن يبدو أن الجميع توصلوا إلى نفس الاستنتاج؛ وهو أن أي مواجهة عسكرية سوف تحمل ضررًا على مصالحهم.

تأثير الرياضة..

منذ بداية مباريات “كأس الخليج”، التي تقام في “قطر”، تساءلت وسائل إعلام عربية وأجنبية على مدى قدرة الرياضة على إصلاح ما أفسدته السياسة والأهداف المتضاربة، ورجح خبراء أن تتمكن الرياضة من تحقيق تقدم كبير في طريق العلاقات بين “السعودية” و”الإمارات” و”قطر”، خاصة مع قبول الدولتين المشاركة، وبعد بداية الدورة بأسبوع واحد أعلن عن إجراء القمة السنوية لـ”مجلس التعاون الخليجي”، في “الرياض”، بدلًا من “أبوظبي”، ما زاد التكهنات بأن القمة سوف تستهدف المصالحة، ورغم عدم خروج توضيحات رسمية تفسر أسباب تغيير مقر إنعقادها؛ إلا أن مراقبون أرجعوها إلى الخلاف الحاصل بين القادة الإماراتيين والقطريين، وحتى الآن لم يُعلن الأمير القطري موقفه من دعوة “خادم الحرمين”، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة