26 أبريل، 2024 7:52 ص
Search
Close this search box.

العلاقات “الإيرانية-العراقية” .. أقوى من انتحار “العبادي” السياسي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في تعليقه، الأسبوع الماضي، على استئناف العمل بـ”العقوبات الأميركية” ضد “إيران”؛ قال “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء العراقي: “نحن نعارض فرض عقوبات ضد إيران، لكن بغداد سوف تلتزم بهذه العقوبات حرصًا على مصالح الشعب العراقي”. وأضاف: “نعارض العقوبات، لكن ربما نلتزم بها لأن دولاً أكبر منا ملتزمة بهذه العقوبات، وسوف ننهزم إذا لم نتلزم بالعقوبات. أنا غير راضي عن العقوبات، لكن هذا لا يعني أن أقدم خدمة أو أؤذي نفسي، وأنا كرئيس للوزراء لا يمكنني أن أتخذ موقفًا قد يترتب عليه ضرر لشعبي”.

تصريحات وتراجعات..

ولقد أثارت هذه التصريحات الكثير من ردود الأفعال داخل “العراق” وخارجه؛ حتى أن “مقتدى الصدر”، الذي تبنى طوال الفترة الماضية مواقف معادية لإيران؛ انتقد تصريحات “العبادي”، وقال: “العراق بصفة خاصة؛ والمنطقة بشكل عام تعيش أوضاعًا صعبة وغير ملائمة بسبب سياسة العقوبات الأميركية ضد الشعوب المقهورة”. وأضاف: “هي ذاتها سياسة “الغذاء والمهانة” التي تستخدمها أميركا ضد الحكومات هنا وهناك بحجة العداء”.

ومع تصاعد وتيرة الانتقادات على تصريحات “العبادي” إذا به يتراجع سريعًا، ويقول: “إيران سوف تظل جارة لنا، وسوف نعتمد سياسة الانفتاح على دول الجوار حرصًا على مصالح شعبنا والحياة في سلام مع دول الجوار”. وتابع: “لم نقل أننا ملتزمون بالعقوبات الاقتصادية على إيران، لكن البعض نقل كلامنا بشكل خاطيء. وقد قلت أننا ملتزمون بمسألة الدولار وإيران نفسها ملتزمة بهذه المسألة”.

مع هذا مازالت درود الأفعال على تصريحات “العبادي” مستمرة، وفي هذا الصدد يقول “عماد آبشناس”، الخبير في الشأن العراقي، حسبما نقلت صحيفة (الربيع) الإيرانية المحسوبة على التيار الأصولي: “علاقات إيران مع العراق قوية ومحكمة؛ بحيث لن تتأثر بتصريحات رئيس الوزراء العراقي، لأن المسؤولون الإيرانيون يدركون جيدًا حجم الضغوط الأميركية التي يتعرض له العبادي، وأنه طرح هكذا تصريح تحت وطأة هذه الضغوط، أضف إلى ذلك أنه على مشارف استحقاق انتخابي ويسعى في ظل هذه الأوضاع إلى إرضاء الطرفين. وهو لم يؤيد بالتأكيد العقوبات الأميركية، وإنما قال أنا لا أؤيد لكن مجبر على إتباع هذه العقوبات. وفي رأيي لقد نجح، (مثل باقي المسؤولين بالدول الأخرى)، في إلتزام الصمت والإحجام عن الإدلاء بتصريحات تخص هذا الشأن. وهذا أفضل بكثير من أولئك الذين أدلوا بتصريحات”.

علاقات عصية على فك الإرتباط..

وأضاف “آبشناس”: الحقيقة كما أسلفت أن العلاقات بين إيران والعراق قوية جدًا لأسباب مختلفة منها الجوار والشراكة التجارية. وكذلك لا ننسى أن “العراق” من جملة الدول الشيعية بالمنطقة والتفاهم في وجهات النظر الدينية يزيد من متانة العلاقات “الإيرانية-العراقية”.

وعليه لا تصريحات السيد “العبادي” ولا أي آراء سياسية أو تطورات قد تطرأ على العراق بعد الانتخابات البرلمانية قد تضعف هذه العلاقات. وهذه المسألة تنسحب كذلك على العوامل الخارجية من مثل “الولايات المتحدة الأميركية” و”المملكة العربية السعودية”. ولقد فشلت مساعي البلدان منذ سنوات إلى فك الإرتباط “الإيراني-العراقي”، وسوف تفشل هذه الممارسات مستقبلاً للأسباب التي ذكرتها.

وفي معرض إجابته على سؤال بشأن تصريحات “العبادي” على مكانته بين شيعة العراق، قال “آبشناس”: “بلا شك هكذا تصريح سوف يؤثر على شعبية السيد العبادي بين الشيعة. فكما رأينا حتى الآن، وعلى عكس توقعات السيد العبادي، أبدى شيعة العراق ردود أفعال حادة تجاه العبادي. حتى أننا رأينا السيد مقتدى الصدر، الذي يسعى إلى تبني مواقف علمانية، يتخذ موقفًا قويًا جدًا اعتراضًا على تصريحات رئيس الوزراء”.

وفي معرض تعليقه على ما اعتبرته وسائل الإعلام العراقية انتحارًا سياسيًا، قال خبير الشأن العراقي: “بالتأكيد فشلت تصريحات العبادي في إحداث التأثير الذي أراد، لكن لا يعني أنه انتحار سياسي. علينا أن ننتظر رد الفعل الإيراني”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب