30 يونيو، 2025 12:13 م

العلاقات “الإيرانية-الإماراتية” .. هل يمكن إحياؤها في ظل غموض مستقبل العلاقات “الإيرانية-السعودية” ؟

العلاقات “الإيرانية-الإماراتية” .. هل يمكن إحياؤها في ظل غموض مستقبل العلاقات “الإيرانية-السعودية” ؟

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أعلن “أنور قرقاش”؛ وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، في وقت سابق من الشهر الجاري، رغبة بلاده في ترميم العلاقات مع “إيران”. في أعقاب ذلك قال؛ “حسين أمير عبداللهيان”، وزير الخارجية الإيرانية في مداخلة تليفزيونية، أن بلاده سوف تستقبل السفير الإماراتي سريعًا، في حين ما يزال مصير الغموض يلف مصير العلاقات “الإيرانية-السعودية”؛ رغم جولات مباحثات “بغداد” الخمسة.

وبالنظر إلى عمق العلاقات “السعودية-الإماراتية”، وإحتذاء “أبوظبي” التام للمواقف السعودية على صعيد السياسات الخارجية، يتبادر إلى الذهن سؤال بشأن أسباب تقدم “الإمارات” سريعًا بعكس “السعودية” على إحياء العلاقات مع “الجمهورية الإيرانية” ؟

وتجدر الإشارة إلى أن “الإمارات” ليست الدولة العربية الوحيدة بالشرق الأوسط التي تُعلن موقفها بشأن استئناف العلاقات مع “إيران”، فقد أعرب “الأردن” عن رغبته؛ وكذلك “مصر”، في استئناف العلاقات مع “إيران”. وإلحاقًا لما قيل هل يمكن أن يكون إقبال “الإمارات والأردن ومصر”؛ على استئناف العلاقات مع “إيران”، مشروع تديره “المملكة العربية السعودية” ؟.. بحسب تقرير “عبدالرحمن فتح إلهي”؛ بصحيفة (شرق) الإيرانية الإصلاحية.

لماذا تسعى “الإمارات” إلى إحياء العلاقات مع “إيران” ؟

بغض النظر عن التطورات في منطقة الشرق الأوسط والخليج؛ لاسيما بعد الحديث الإماراتي عن استئناف كامل للعلاقات مع “إيران” وعودة العلاقات بين الجانبين إلى مستوى سفير، يثور سؤال رئيس عن أسباب ودوافع “أبوظبي” لإحياء العلاقات مع “طهران” بهذا الشوق؛ حتى أكد “أنور قرقاش”، قبل نحو أسبوع أن بلاده لن تكون جزءً من أي محور أو تحالف ضد “إيران” ؟

يجيب “سيد جلال ساداتيان”؛ الخبير في شؤون الشرق الأوسط: “تسعى أبوظبي للوهلة الأولى إلى توقية علاقاتها الأمنية من خلال استئناف العلاقات مع طهران، لأن استمرار الحرب في اليمن وهجمات (أنصارالله) بالصواريخ والمُسيّرات يفرض المزيد من المشكلات على الدولة الإماراتية من الجوانب الأمنية والسياحية واستثمارية. لذلك تسعى أبوظبي إلى تقوية الأجواء الأمنية سواءً في الشرق الأوسط والخيلج أو في الداخل الإماراتي باستئناف العلاقات مع إيران”.

وتطرق الخبير الإيراني للحديث عن الملاحظة الأهم وهي اشتياق الإماراتيين إلى استئناف العلاقات مع “إيران”، وأن الهدف هو إتباع سياسة خارجية متوزانة، ومرنة، وشاملة تدعم وتزيد من ثقل “الإمارات” الدبلوماسي في المنطقة العالم.

في المقابل أكد؛ “علي بیگدلی”، خبير الشأن الدولي، على تباين رؤية “الإمارات” السياسية والدبلوماسية تجاه العلاقات والتطورات الإقليمية والعالمية عن “السعودية”؛ التي تتبنى، لاسيما منذ صعود “محمد بن سلمان” إلى منصب ولي العهد، نظرة عسكرية وأمنية ودفاعية.

لذلك يختلف الإمارتيون بقوة حاليًا مع “السعودية” فيما يخص الحرب اليمنية؛ إذ لا يمكن تجاهل التدعيات التدميرية على الاقتصاد الإماراتي جراء استمرار الحرب اليمنية. لذلك تسعى “الإمارات” إلى إحياء العلاقات مع “إيران” في إطار تهيئة أجواء التفوق الميداني والدبلوماسي لتلكم الحرب على نحوٍ يُقلل من خسائر “الإمارات”، وقال: “دشنت الإمارات مشروع النفوذ في المفاوضات النووية، على غرار ما فعلت عُمان وقطر؛ حيث تمكن البلدان في ضوء استئناف العلاقات مع الجمهورية الإيرانية من القيام بدور الوساطة أو تسهيل المفاوضات النووية، والبحث عن توقعاتهم في هذه المفاوضات”.

ويحرص الإماراتيون كذلك على تنفيذ مطالبهم في المفاوضات النووية بعد استئناف العلاقات مع “طهران”.

لماذا الآن ؟

بعدما اتضح أبعاد وزوايا ميل “الإمارات” الكبير إلى استئناف العلاقات مع “الجمهورية الإيرانية”، يثور سؤال آخر يتعلق بالفترة الزمنية، لاسيما بعد مررو 08 سنوات؛ هي عمر حكومة “حسن روحاني”؛ ومساعي وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”؛ إلى إحياء العلاقات مع دول الخليج، والتي ووجهت بسلبية وإجابات غير إيجابية نوعًا ما من الأطراف الخليجية.

لكن الآن وبعد تنفيذ خطة توحيد القوة وتقوية الميدان على الساحة الدبلوماسية علينا أن نسأل لماذا يسعى الإمارتيون والأردنيون والمصريون بل والسعوديون إلى استنئاف العلاقات مع حكومة إيرانية مثل حكومة “إبراهيم رئيسي” ؟

يُجيب “بیگدلي” قائلًا: “لا شك أن التطورات السياسية الداخلية في أي دولة هي البارامتر الأهم في تحديد اتجاه سياسات هذا البلد الخارجية. لذلك ورغم صعود حكومة؛ رئيسي، في إيران، إلا أن هذه المسألة ذاتها كانت سببًا في مواجهة دول الخليج أوضاعًا جديدة”.

بعبارة أخرى تقلصت الفجوة بين الحكومة والنظام في “إيران” بانتخاب “رئيسي”، وعليه تراجعت نسب الخطورة من استئناف العلاقات مع “إيران” إلى الصفر تقريبًا. في حين أن الانشقاق بين حكومة “روحاني” والنظام؛ كان سببًا في فشل أي محاولات من دول الخليج لاستئناف العلاقات مع الحكومات الإيرانية الحادية عشر والثانية عشر.

في المقابل ربط “ساداتيان” التوقيت بالتطورات المرنة في حوزة السياسات الخارجية بمنطقة الشرق الأوسط، وقال: “بعد مرور 08 سنوات على الحرب اليمنية، وارتفاع التكلفة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية؛ وبخاصة الأمنية للجميع بداية من اليمن مرورًا بالسعودية والإمارات وحتى إيران، دفع أبوظبي في هذا التوقيت تحديدًا إلى الإنطلاق في ملف استئناف العلاقات مع طهران مدفوعة بمكاسبها ومصالحها. من ثم فالقضية لا تتعلق: بـ (روحاني) أو (رئيسي)، وإنما الأهم هو التداعيات والمتطلبات الدبلوماسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط”.

هذا بالإضافة إلى الخطأ الإماراتي بشأن الاستفادة من الأداة الأميركية؛ حيث سعت الدول من مثل “السعودية والإمارات والبحرين” إلى الاستفادة من ضغط “البيت الأبيض” في مسألة العقوبات وضغوط الحد الأقصى في تعديل السياسات الإيرانية الإقليمية.

لكن هذا الأمر لم يُكلل بالنجاح حتى الآن لذلك قررت هذه الدول وغيرها من دول المنطقة تغيير موقفها تجاه “إيران” والحد من تداعيات سياسات “إيران” الإقليمية من خلال استئناف العلاقات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة