28 مارس، 2024 9:00 م
Search
Close this search box.

العلاقات الأميركية التركية .. ومفترق الطرق الخطير !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تواجه العلاقات “التركية-الأميركية” مفترقًا خطيرًا، وذلك في ظل المستجدات الإقليمية والدولية، خاصة بعد رفض “الولايات المتحدة” تسليم تركيا، “فتح الله غولن”، المشتبه في تورطه بمحاولة الانقلاب ضد الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، قبل عامين، واستمرار الدعم الأميركي للأكراد في “سوريا”.

ورغم أن “تركيا” قد أقدمت على شراء منظومة دفاع جوي متقدمة من “روسيا”، إلا أن اقتصادها في حاجة لاستمرار التحالف مع “واشنطن” !

واشنطن تتوخي الحذر مع أنقرة..

تعقيبًا على أزمة العلاقات بين “أنقرة” و”واشنطن”؛ يقول المحلل الإسرائيلي، “أوريئيل ليفي”، في مقال نشره موقع (دافار ريشون) العبري: في ظل العلاقات الهشة بين “الولايات المتحدة” و”تركيا” – الحليفتين في حلف شمال الأطلسي – تتعامل “واشنطن” مع “أنقرة” بحذر ودقة، مثل البهلوان الذي يسير على حبل مرتفع.

وكان هذا الأسلوب من التعامل ساريًا حتى من قبل التوتر الأخير، الذي خلفه حادث اغتيال المعارض والصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، داخل “القنصلية السعودية” في “إسطنبول”، وعدم وضوح الموقف الأميركي من الحادث.

تركيا لن تتسلم “غولن”..

في تشرين أول/أكتوبر الماضي، تم التوصل إلى اتفاق نادرة بين “أنقرة” و”واشنطن”، يقضي بإطلاق سراح  القس الأميركي، “أندرو برونسون”، الذي كان محتجزًا في “تركيا”، وعلى إثر ذلك الاتفاق وعد الرئيس “إردوغان” شعبه بأن “واشنطن”، ستقوم في المقابل بتسليم “غولن”، المتهم بمحاولة الانقلاب التي جرت في “تركيا” قبل عامين ونصف.

ورغم أن “الولايات المتحدة” قد رفعت العقوبات التي جعلت الاقتصاد التركي، ومعه “الليرة” المحلية، ينهار إلى أدنى مستوى له منذ 15 عامًا، إلا أن “واشنطن” لم تتخذ أي إجراء لتسليم “غولن”، بل على العكس من ذلك، فقد إدعى مدير الشؤون القانونية في وزارة الخارجية الأميركية بأن الأدلة التركية ضد “غولن” عبارة عن مجموعة الترهات والأباطيل. وليت الأمر إقتصر على ذلك، بل إن التوتر بين البلدين قد أشتد بسبب المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد المدعومين أميركيًا في “سوريا”.

أنقرة بين روسيا وحلف “الناتو”..

يبدو أن الأميركيين في حيرة من أمرهم، فيما يتعلق بالعلاقات مع “أنقرة”، حيث لا يمكن لـ”واشنطن” أن تتخلى عن عضوية “تركيا” في حلف شمال الأطلسي، لا سيما في ظل التصعيد العسكري بين “روسيا” و”أوكرانيا” في البحر الأسود.

وبحسب المحلل الإسرائيلي؛ فبعد إطلاق سراح القس الأميركي، بدأ تشكيل فريق خاص يضم ممثلين من كلا البلدين للعمل على إنهاء الخلافات بين “واشنطن” و”أنقرة”، وتقديم حلول للنزاعات المتعددة بينهما، وفي مقدمتها الخلاف حول الأكراد في شمال “سوريا”.

حيث ترى “أنقرة” أن حلفاء “واشنطن” من الأكراد في “سوريا” يمثلون ذراعًا لـ”حزب العمال الكُردستاني”، الذي تعتبره “تركيا” حركة إرهابية. وهناك بالطبع خلافات أخرى بسبب قيام “تركيا” بشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز (S-400)، بما يتناقض مع موقف حلف شمال الأطلسي، وخاصة أن “تركيا” شريك في مشروع الطائرات الشبح من طراز (F-35)، التي استثمرت فيها “تركيا” بالفعل 2.5 مليار دولار، ومن المقرر أن تحصل منها على 30 طائرة، ثم تشتري لاحقًا 70 طائرة أخرى.

تركيا تتعرض لضغوط أميركية..

كان “البنتاغون” قد أرسل، قبل قرابة أسبوعين، وثيقة سرية لأعضاء “الكونغرس” الأميركي، تؤكد رفض وزير الدفاع الأميركي، “جيمس ماتيس”، معارضته لإرسال طائرات (F-35)، لـ”تركيا”.

وتنص الوثيقة على أنه إذا لم تقم “أنقرة” بإلغاء صفقة شراء منظومة الدفاع الجوي، (S-400)، من “موسكو”، فلن تكتفي “واشنطن” بإنهاء الشراكة التركية في مشروع تصنيع الطائرة (F-35)؛ بل إن العقوبات الأميركية ستشمل أيضًا منع تزويد “تركيا” بقطع غيار الأسلحة الأميركية.

ومن المعلوم أنه يتم تصنيع العديد من مكونات الطائرة (F-35)؛ في “تركيا”، لأنها مشاركة في المشروع. وإذا توقفت الشراكة فسيؤدي ذلك إلى إغلاق مصانع الإنتاج داخل “تركيا”.

فيما أعلنت “وزارة الخارجية الأميركية” أنها تواصل ممارسة الضغوط على “تركيا” لشراء منظومة دفاع جوي أميركية الصنع بدلاً من المنظومة الروسية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب