25 أبريل، 2024 7:17 ص
Search
Close this search box.

العلاج الأمني للأزمة .. “الحرس الثوري” يُحذر الأطباء من نشر حقائق “كورونا” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بحسب الوثائق والمعلومات السرية، التي تمكن موقع (إيران واير) المعارض من الحصول عليها، فقد عقد عدد من الأطباء في “طهران” اجتماعًا مع “إيرج حريرچي”، نائب وزير الصحة، السبت 22 شباط/فبراير الجاري، وفيه قدم الأطباء تقاريرهم عن انتشار فيروس “كورونا”، في العاصمة وعدد من المدن الإيرانية الأخرى، لكن وبعد نهاية الاجتماع، تسلم “الحرس الثوري” زمام الأمور عبر “حرس وزارة الصحة”، وهدد جميع المشاركين في الاجتماع بتحمل المسؤولية حال إفشاء محتوى المناقشات.

بيانات حكومية كاذبة ووضع يُنبأ بكارثة..

مع هذا؛ تؤكد المعلومات تدهور أوضاع انتشار الفيروس، لا سيما في “طهران”. وكان الأطباء الذين شاركوا في الاجتماع قد تقدموا بتقاريرهم إلى “حريرچي”، وكانت تحمل تعارضًا كبيرًا بين إحصائيات وتوقعات الحكومة مع وقائع انتشار الفيروس في “إيران”.

يقول أحد هؤلاء الأطباء: “الإحصائيات المنشورة من جانب الحكومة غير واقعية تمامًا، وعدد المصابين أكبر بكثير من المنشور في وسائل الإعلام. وإذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، وإصرار الجمهورية الإيرانية على عدم التعاون مع منظمة الصحة العالمية وعدم الإلتزام بالتوصيات، فسوف نواجه خلال الأشهر القليلة المقبلة كارثة إنسانية كبيرة، وسيصاب عشرات الآلاف في طهران بالفيروس”.

متابعًا: “وتأتي هذه التوقعات العملية في ضوء انتشار الفيروس، في عدد من المحافظات الأخرى، مثل (قُم). ولو لم نصل إلى خطة واضحة المعالم للتعاون مع، (منظمة الصحة العالمية)، فسوف تزداد أوضاعنا سوءً بشكل يفوق الصين بمراحل”.

اعتبار الحقيقة “جريمة” !

وأضاف: “تخضع معظم مراكز العلاج في طهران للحجر الصحي، والقانون الإيراني يُصنف إخفاء الحقيقة كـ (جريمة). وعليه فإن إخفاء الحقيقة عن المجتمع الإيراني، وكذلك الدولي، هو جريمة بشكل رسمي، لما فيه من تهديد لحياة البشر داخل إيران والتأثير على حيوات الشعوب في الدول الأخرى”.

وحالات الإصابة بالفيروس في الكثير ن الدول، كـ”الإمارات، وعُمان، وكندا، والعراق، وتركيا، ولبنان”، سببها المواطنون الإيرانيون أو مسافرين خرجوا من “إيران” بإتجاه هذه الدول، ما استدعى إغلاق الكثير من هذه الدول حدودها البرية والجوية مع “إيران”.

وبموجب تصريحات الطبيب؛ فقد دخل الفيروس، “إيران”، في نفس التوقيت مع “الصين”: “لكن المشكلة أننا تجاهلنا حقيقة أن هذا الفيروس هو نفس الفيروس الصيني. أخطأنا وشخصنا المرض كفيروس أنفلونزا. حتى تعليقات رئيس العلوم الطبية بـ (قُم) كانت خاطئة. لكن قرر المسؤولون الاستمرار على هذا المنهج بعد اكتشاف الحقيقة، فلم يكونوا على استعداد للإعتراف بالوقائع”.

لا توجد أي خطة..

وأكد أن الحكومة لا تمتلك أي خطة لإحتواء الأزمة؛ وكأنه لا حيلة سوى إخفاء الحقيقة: “لأن إفشاء عدم وجود خطة يُمثل إحراجًا للجمهورية الإيرانية من المنظور السياسي، لكنها قد تواجه من المنظور الإنساني كارثة كبيرة”.

وبنهاية الاجتماع وتقديم كل التقييمات العلمية والطبية، تواصل “الحرس الثوري” مع الأطباء المشاركين في الاجتماعي بشكل فردي: “وهددونا بتحمل المسؤولية حال إفشاء تفاصيل الاجتماع، لكني لم أستطع إلتزام الصمت”.

وبعد يومين من الاجتماع وتهديد الأطباء أعلن، “حسين سلامي”، القائد العام للحرس الثوري، في اتصال هاتفي مع “سعيد نمكي”، وزير الصحة، الاستعداد لمساعدة كل الأجهزة والمنظمات المعنية في مكافحة الفيروس؛ والحيلولة دون شيوع المرض.

لكن شرطة تبادل المعلومات الإيرانية أعلنت اعتقال عدد من الأفراد بتهمة “ترويج الشائعات” عن فيروس “كورونا”.

بدوره؛ طلب الرئيس، “حسن روحاني”، في خطاب تليفزيون؛ إلى الإيرانيين، الاستناد إلى بيانات “وزارة الصحة” فيما يُخص فيروس “كورونا”. في اليوم ذاته اتهم “غلام رضا جلالي”، رئيس منظمة الدفاع المدني الإيرانية، وسائل الإعلام الأجنبية، بنشر إحصائيات مغلوطة عن عدد المصابين بفيروس “كورونا” وإثارة الفزع في المجتمع. وأكد على ضرورة الحيلولة دون تحول “كورونا” إلى أزمة سياسية.

تلكم هي العقلية التي تتبناها “الجمهورية الإيرانية” و”الحرس الثوري”؛ بشأن التعامل الأمني مع مشكلة “كورونا”، ومن ثم يبدو أن الاعتقالات والصمت والإخفاء وتهديد الأطباء الراغبين في كشف الحقائق، يجعل توقعات المتخصصين أقرب للواقع. وحال استمرار هذا المسار؛ فإننا بصدد كارثة إنسانية أكبر مما حدث في “الصين”، ليس فقط بالنسبة للإيرانيين وإنما للعالم أجمع.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب