العطش يدفع أحد الطلاب للتهديد بالانتحار .. شهادات حية ونتائج أولية للتحقيق بحادث الكلية العسكرية

العطش يدفع أحد الطلاب للتهديد بالانتحار .. شهادات حية ونتائج أولية للتحقيق بحادث الكلية العسكرية

وكالات- كتابات:

كشف طلاب من “الكلية العسكرية الرابعة”، عن تفاصيل ما جرى يوم الالتحاق، والذي تسبب بوفاة اثنين منهم، وفيما أشاروا إلى عدم توفر الماء، بيّنوا أنهم اضطروا لشرب ماء ناقلة المياه؛ (تنكر) المليء بمادة (الكلور)، ما تسبب بتسمَّم أغلبهم.

ونشرت منصات إخبارية محلية؛ نسخة من التقارير الطبية بشأن حالة الطلاب، البالغ عددهم: (75) طالبًا، بعد نقلهم للمستشفى، والتي أشارت بوضوح إلى انخفاض ضغط الدم والتقيؤ وفُقدان الوعي وصعوبة التنفس.

وجاء في رواية الطلاب؛ أن: “طريقة الالتحاق صدّمتنا، فكنَّا ببدّلنا الرسمية المدنية، ولم نستلم الزي العسكري بعد، وبدأت تنُفذ العقوبات عند أي خطأ، مثل الركض حول الساحة (03) مرات وتحت أشعة الشمس، وبدأن نشك أن الضباط يتعمدون هذه التصرفات لغرض استبدالنا بآخرين”.

وأضافوا: “تحت أشعة الشمس، وزعوا قنينة ماء واحدة، ما تسبب بحالة هستيرية لدى أحد الطلاب، وأقدم على كسر القنينة؛ (البطل)، وجرح نفسه أمام الجميع، وهدّد بالانتحار، بسبب الوضع المزري الذي كنا فيه، وكانت الساعة قد أصحبت الـ (12)، ونحن في الكلية منذ الفجر”.

وتابعوا أن: “مراسم الاستلام والتسليم، أعيّدت ثلاث مرات، بحجه أن آمر الفوج يقول أن رئيس الأكاديمية لا يرضى بهذه الآلية من الاستلام والتسليم وهو على تواصل مباشر معنا”.

وأشاروا إلى أنه: “أعطونا قنينة ماء ثانية، وهي الأخيرة، وكل (03) طلاب يشتركون بواحدة، وهنا بدأ التعب يظهر علينا والجفاف وضربت الشمس، فبدأ يسقط الطلاب واحدًا تلو الآخر، بسبب الجفاف وفقد السوائل الناتج عن ساعات الانتظار تحت لهيب الشمس”.

ويستطردون: “بين هذه الأحداث رأينا تنكر ماء للحمامات وغسل الأيدي، ومن شدة العطش بعض الطلبة شربوا منه ولم يمنعهم أحد، واتضح فيما بعد أنه مليء بماده (الكلور) لغرض التعقيم، لينتَّج بعد ساعه تقريبًا حالات التسَّمم والإغماء وتم نقل الطلاب إلى مستوصف الكلية العسكرية وبعدها إلى مستشفيات (الناصرية) المدنية والبالغ عددنا تقريبًا بين: (70) إلى (80) طالبًا”.

وأكملوا: “البعض من الطلاب بحالة صحية غير مستَّقرة لحين ما تفاقمت حالتهم وأدى إلى وفاة أول طالب لدينا؛ يوم الثلاثاء الفجر، في مستشفى الناصريه (التركي)؛ بسبب الجفاف الشديد، وبعدها توفى الثاني في يوم الأربعاء؛ بعد ما أرسلت لجنة تحقيقة وطبية من بغداد للكشف عن الحالة، ومعرفه الملابسَّات والتي بينّت التقصير الواضح من قبل بعض ضباط الكلية العسكرية والمسؤولين علينا وإهمالهم بمتابعتنا”.

وكشفت التحقيقات الأولية بحادثة وفاة وإصابة طلاب “الكلية العسكرية الرابعة” بوعكة صحية، أنهم تعرضوا إلى أشعة الشمس المباشرة لعدّة ساعات مع نفاد مياه الشرب لديهم في تقصّير وإهمال واضحين من قبل إدارة الكلية.

وحادثة طلاب “الكلية العسكرية”؛ في “ذي قار”، أثارت ضجة واسعة في وسائل الإعلام وسخطًا داخل المجتمع العراقي، الأمر الذي أدى إلى إصدار “وزارة الدفاع” العراقية بيانًا أقرت فيه بوفاة أحد الطلبة، وذكرت فيه، أنه: “بعد التحاق طلاب الدورة الـ (29) ظهرت بعض علامات الإعياء والتعب على عددٍ من الطلبة نتيجة تعرضهم إلى أشعة الشمس؛ مما تسبب بإصابتهم بالجفاف ووعكة صحية نقلوا على أثرها عن طريق طبابة الكلية العسكرية إلى مستشفى (الناصرية)”.

وبهذا الصدّد أبلغ مصدر؛ وسائل إعلام عراقية، بأن: “إدارة الكلية أكملت الاستعدادات كافة لاستقبال الطلبة، حيث أنهت الإجراءات بحدود الساعة العاشرة صباحًا في صباح اليوم الذي التحقوا فيه، إلا أن تصوير الاستقبال للطلبة لم تظهر فيه نافورات بمدخل الكلية مما اضطر الإدارة لإعادة التصوير للطلبة”، مبينًا أنه: “بعد تشغيل النافورات اتضح أنها خالية من المياه”.

وأضاف أنه: “تم طلب المياه، إلا أن تأخر وصول ناقلة مياه؛ (تنكر)، لغرض تزويد النافورات بالمياه من الساعة الحادية عشر صباحًا لغاية الساعة الثانية ظهرًا، والطلبة هنا ينتظرون في مدخل الكلية لغرض الدخول مما أدى لحدوث الكارثة”.

وفي حينها؛ قالت “الدفاع العراقية”، في البيان، إنه: “بعد تلقي (أولئك الطلبة) الإسعافات الأولية من قبل الكادر الطبي في المستشفى تم اكتساب ستة من الطلاب الشفاء التام، واثنان من الطلاب الآخرين حالتهما الصحية مستقرة وتحت المراقبة، فيما توفي أحد الطلاب نتيجة المضاعفات الصحية التي ألمت به”.

كما أشار المصدر إلى أنه: “عند وصول ناقلات المياه، وبسبب العطش الذي أصاب الطلبة، ونفاد كميات المياه التي وزعت عليهم بوقت سابق؛ (أربع قنانٍ من الماء لكل طالب)، هرع الطلبة صوب؛ (التناكر)، لغرض الحصول على الماء بسبب شدة العطش، وارتفاع درجات الحرارة لتحصل الكارثة”.

وتابع القول إن: “إدارة الكلية خشيت عقوبات عميدها؛ الفريق ناصر الغنام، بسبب عدم عمل النافورات أثناء التصوير الأولي، ولذلك تمت إعادة التصوير وتشغيل النافورات التي هي أصلًا تخلو من المياه”، في إشارة على ما يبدو أن الطلبة يشربون من تلك النافورات عند نفاد المياه لديهم.

ووجّه رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة؛ “محمد شيّاع السوداني”، يوم الأربعاء الماضي، بتشكيل مجلس تحقيقي لكشف المقصَّرين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم في حادثة “الكلية العسكرية الرابعة”.

وأمر “السوداني” في بيانٍ له، بإعفاء كل من: رئيس الأكاديمية العسكرية ومعاونه، وعميد الكلية العسكرية الرابعة، وآمر الفوج المختص، وسحب أيديهم من العمل.

كما وجّه القائد العام بمنح رتبة ملازم للطالبين المتوفين؛ وشدّد على الالتزام بالتوجيهات السابقة الصادرة عن مكتبه، والتي تؤكد أهمية حسن التعامل مع المتدربين في الكليات والمؤسسات التدريبية والدورات المختلفة.

وقد أصدرت “وزارة الدفاع”، بيانًا؛ اليوم الأحد، أكدت فيه أن: “وزير الدفاع؛ ثابت محمد سعيد العباسي، أطلع على النتائج الأولية الخاصة بالتحقيق بحادث طلاب الدورة (89) الكلية العسكرية الرابعة، وذلك خلال لقائه برئيس اللجنة التحقيقية، قائد القوات البرية؛ الفريق الركن قاسم محمد المحمدي، والتي تم تشكيلها بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة”.

وبينّت أن: “الوزير وقف على النتائج الأولية لتحقيق اللجنة وما وصلت إليه خلال زيارتها إلى مقر الكلية العسكرية الرابعة ومستشفى الناصرية واللقاء مع طلاب الدورة أعلاه، وأوعز بإكمال نتائج التحقيق مع الأطراف كافة التي لها علاقة بحادثة الكلية العسكرية الرابعة، مشددًا على محاسبة جميع المقصرين في هذا الحادث”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة