العضو السابق للجنة الموت .. الانتخابات الإيرانية معبر “رئيسي” لخلافة خامنئي

العضو السابق للجنة الموت .. الانتخابات الإيرانية معبر “رئيسي” لخلافة خامنئي

كتبت – نشوى يوسف :

من بين مرشحي الرئاسة الإيرانية من اليوم الأول لفتح باب الترشح والذي بدأ الثلاثاء 11 نيسان/ابريل وينتهي السبت 15 نيسان/ابريل الجاري، والتي تنطلق من بعدها عملية “تأكيد أهلية المرشحين” من قبل “مجلس صيانة الدستور” والتي قد تستغرق أسبوعين، على أن يتم إعلان الأسماء النهائية للمرشحين في 27 نيسان/ابريل، برز علي الساحة اسم السيد “إبراهيم رئيسي” كمنافس قوي للرئيس الحالي “حسن روحاني”.. فمن هو “رئيسي”؟.. ولماذا لمع نجمه الآن؟

رجل الدين المحافظ “إبراهيم رئيسي”، المقرب من المرشد الإيراني “علي خامنئي”، أعلن استقالته من عضوية “الهيئة المركزية للإشراف على الانتخابات الرئاسية”، ليتقدم للترشح. قال عنه مسؤول ايراني كبير، إن رئيسي ما كان ليستقيل من منصبه الحالي للترشح للرئاسة “من دون مباركة خامنئي”.

حسن روحاني

وأعلن رئيسي المشهور بكراهيته للغرب علي عكس انفتاح روحانى وميوله الغربية، عن ترشحه للانتخابات، الأحد 9 نيسان/ابريل، بعد توصل “الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية”، وهي الفصيل المحافظ في طهران، إلى توافق بشأن ترشيح رجل الدين البالغ من العمر 57 عاماً، آملين بذلك في تجنب تفتيت أصوات أولئك الذين يتعطشون لما يعتبرونه “إحياء” قيم “الثورة الإسلامية”. وبالإضافة إلى رئيسي، أعلنت “الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية” أسماء أربعة مرشحين آخرين، وهم: النائبان السابقان في البرلمان “علي رضا زاكاني” و”مهرداد بذرباش”، وعمدة طهران الحالي “محمد باقر قاليباف”، والوزير السابق والرئيس الحالي لـ”لجنة الإمام الخميني للإغاثة” برويز فتاح. وتم الاتفاق على أن ينسحب الجميع لصالح المرشح الذي تظهر الاستطلاعات أنه الأكثر شعبية.

وكان رئيسي قد شغل لعقود مناصب كبيرة في السلطة القضائية حيث كان “النائب العام” للبلاد، و”النائب الأول للقوة القضائية”، وكان نائباً لمدعي طهران في 1988 في وقت أُعدم فيه الآلاف من السجناء السياسيين. وفي آذار/مارس 2016، عيّن خامنئي “رئيسي” على رأس “سدانة العتبة الرضوية”، وهي أكبر مؤسسة تبرعات دينية في إيران، تتبع ذراعها الاقتصادية 36 شركة من بينها مناجم ومصانع نسيج ومصنع للأدوية وشركة نفط وغاز كبرى.

وتعزز العلاقة المقربة التي تربط خامنئي و”الحرس الثوري” برئيسي، فرصه بأن يكون منافساً جدياً لروحاني. ولطالما انتقد رئيسي الأداء الاقتصادي للبلاد في ظل رئاسة روحاني وسعيه للتقارب مع الغرب، معبراً عن ذلك في بيان، الأحد 9 نيسان/ابريل 2017، أن “الحل الرئيسي لمشكلاتنا هو تغيير جذري في الإدارة التنفيذية للبلاد بإرادة الشعب وتشكيل حكومة قادرة تحظى بالمعرفة وتعمل ليلاً ونهاراً لاستعادة كرامة الشعب ومحاربة الفقر والفساد”.

من هو “رئيسي” ؟

خامنئي – ابراهيم رئيسي

وأفادت وكالة “تسينم” الدولية للآنباء ان “إبراهيم رئيسي”، ولد في السابع من حزيران/يونيو 1960 في حي “نوغان” في مدينة مشهد – 125 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة طهران -، وهو ينتمي إلى عائلة متدينة، بدأ دراسته الابتدائية في الحوزة العلمية في مشهد وتوجه في الخامسة عشرة من عمره الى مدينة قم وواصل دراسته الحوزوية في الفقه في مدرسة حقاني، كما حصل على شهادة دكتوراه في الفقه والحقوق من جامعة “شهيد مطهري”.

رئيسي تولى النيابة العامة عام 1980 في مدينة “كرج” غرب طهران، ومن ثم أصبح مدعي عام كرج في العام ذاته، وفي عام 1985 تولى منصب نائب المدعي العام في طهران.

وفي عام 1988 كلفه الخميني بالبت بالمشاكل القضائية في لرستان وكرمانشاه وسمنان بالاضافة إلى العديد من الملفات القضائية الهامة.

وبعد رحيل الخمينى تم تعيين رئيسي في منصب المدعي العام في طهران بأمر من “يزدي” رئيس السلطة القضائية، وبقي في هذا المنصب منذ عام 1989 حتى 1994، ومن ثم تولى منصب رئيس دائرة التفتيش العامة في ايران وبقي حتى عام 2004.

وكان رئيسي منذ عام 2004 حتى 2014 المساعد الأول لرئيس السلطة القضائية، ومنذ عام 2014 حتى 2016 تولى منصب المدعي العام في ايران.

وبرز نجم  رئيسي، منذ أن قام المرشد الإيراني في آذار/مارس 2016، بتعيينه مشرفاً على مؤسسة “آستان قدس رضوي” وهي التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، والمؤسسات المالية الضخمة التابعة لها، وذلك عقب وفاة رجل الدين “عباس واعظ طبسي”، الذي تولى المهمة لـ37 عاماً.

الخميني قال حينها: “أن حجة الإسلام رئيسي الذي ترعرع في تلك الديار المباركة، يملك كل المؤهلات المطلوبة لتولي سدانة المرقد الرضوي”.

ويدرس رئيسي حالياً مادة خارج الفقه في مدرسة نواب في مدينة مشهد، كما يدرس نصوص الفقه وقواعد فقه القضاء وفقه الاقتصاد في الحوزات العلمية في طهران وجامعات ايران، كما لديه العديد من الكتب في الحقوق والاقتصاد والعدالة الاجتماعية.

ولفتت الأنظار نحو رئيسي بشكل أكبر عندما قام قادة الحرس الثوري، وعلى رأسهم قائد هذه الميليشيات “محمد علي جعفري”، وقائد فيلق القدس “قاسم سليماني”، وقائد الباسيج السابق اللواء “محمد رضا نقدي”، بزيارته في مشهد، حيث اعتبرت قوى إصلاحية أن هذه الزيارة كانت بمثابة مبايعة لرئيسي بمباركة المرشد خامنئي.

إبراهيم رئيسي

أحد أعضاء “لجنة الموت”..

وظهر في صيف عام 2016 تسجيل صوتي يعود إلى 28 عاماً لاجتماع بين آية الله “حسين علي منتظري”، وهو من مؤسسي الثورة وأصبح نائباً للمرشد الأعلى، ومسؤولين قضائيين – من بينهم رئيسي – مكلفين بعمليات إعدام نُفذت في 1988 بحق سجناء سياسيين.

وفي التسجيل قال “منتظري”، الذي أصبح لاحقاً أكثر دعاة الإصلاح تأثيراً في إيران، إن عمليات الإعدام شملت “نساء حوامل وفتيات يبلغن من العمر 15 عاماً”، ومثلت “أكبر جرائم ترتكبها الجمهورية الإسلامية”. وألقي القبض على ابن منتظري وحكم عليه بالسجن لكشفه النقاب عن التسجيل، ونظر رئيسي قضيته.

وفور إعلان رئيسي ترشحه خرج منتظري في مقابلة صحفية الإثنين 10 نيسان/ابريل، ليقول أن: “إبراهيم رئيسي.. هو أحد أعضاء لجنة الموت التي شكلها مؤسس النظام الخميني.. التي أيدت مجزرة إعدام عشرات الآلاف من السجناء السياسيين في عام 1988″، واصفاً ترشيح رئيسي بـ”المهزلة” والإهانة والإستخفاف بالشعب الإيراني .

وشكل الخميني “لجنة الموت” في ثمانينيات القرن الماضي، لتنفيذ الحكم الصادر عنه بإعدام جميع السجناء السياسيين في السجون الإيرانية، وقد جرى تنفيذ الحكم بالفعل في تموز/يوليو و آب/أغسطس من عام 1988، وكانت التهمة الموجَّهة إلى هؤلاء السجناء هي التعاون مع المنظمات المعارضة للنظام الإيراني، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المُعدَمين بلغ 5000 شخص، وفي إحصائيات أخرى وصل العدد إلى 12000 شخص .

الرئاسة طريق لخلافة خامنئي..

تعددت الأقاويل حول “رئيسي”، فهناك من يري أنه رجل المرحلة بالنسبة للمرشد الأعلى، “علي خامنئي”، حيث أنه أصبح لاعباً أساسياً في السياسة الإيرانية.

ويرى أخرون أن ترشيح رئيسي لانتخابات الرئاسة يعتبر اختباراً لشعبيته كونه خليفة محتمل لخامنئي، حيث أن خامنئي نفسه شغل منصب رئاسة الجمهورية الايرانية لدورتين – 1981 – 1989 – قبل أن يتم تنصيبه كمرشد أعلى بعد وفاة الخميني عام 1989.

محللين للشأن الإيراني يرون أن أنصار “إبراهيم رئيسي” الذين يريدونه مرشداً للثورة بالمستقبل، يهدفون من ترشيحه للانتخابات كممثل عن التيار الأصولي إلى تقديمه كوجه مؤثر على مستوى قيادة النظام ولاعباً أساسياً في الساحة على مستوى السلطة والمجتمع.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة