7 أبريل، 2024 1:25 ص
Search
Close this search box.

العزل الصحي .. يقضي على “كورونا” ويُفسح الطريق لموجة جديدة من الإرهاب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس الشرقاوي :

بما أن ملايين من الناس اليوم أصبحوا عالقين في منازلهم بسبب جائحة فيروس “كورونا”، لم يُعد أمامهم بُد من استخدام وسائل التواصل الإجتماعي بشكل مفرط وغير طبيعي لتلقي الأخبار، حتى المُضلل منها، وهذا الوضع يسمح بإزدهار الجماعات اليمينية المتطرفة بقوة، حيث أن فرصة تفشي الإرتباك والخوف تُمكنهم من نشر خطابات الكراهية بسهولة، بحسب “نيكيتا مالك”، مديرة مركز التطرف والإرهاب في “جمعية هنري جاكسون”، في “لندن”.

تقول “مالك”؛ أن أزمة فيروس “كورونا” دمرت العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، كما أنها أتاحت فرصة للجماعات المتطرفة لنشر المزيد من الكراهية. كما هو الحال غالبًا في أوقات عدم اليقين، قفز المتطرفون والإرهابيون على فرصة استغلال الإرتباك والخوف السائد على المشهد العالمي؛ بهدف الوصول إلى جماهير جديدة في سبيل خدمة مصالحهم الخاصة.

بيئة خصبة للتطرف..

يتمكن المتطرفون من السيطرة على عقليات الجموع في أوقات عدم اليقين والأزمات، حيث كان ذلك بداية ظهور جماعات إرهابية شديدة التطرف، في عام 2014، عندما دعا أنصار تنظيم (داعش) الإرهابي للإنضمام للدفاع عن “سوريا” و”العراق”، وكانت النتيجة أن امرأة بريطانية تبلغ من العمر (21 عامًا)؛ طعنت عضوًا في البرلمان لأنه صوت لصالح “حرب العراق”؛ بعد خطاب شاهدته لـ”أنور العولقي” على موقع (يوتيوب). وبدافع الوحدة والملل، ينساق الأشخاص وراء دعاة الكراهية، خاصة إذا كانوا يتمتعون بقدر من الكاريزما وفصاحة اللسان واحتراف اللغة الإنكليزية.

ومع انتشار فيروس “كورونا”، ومطالبة الحكومات لشعوبها بالبقاء في المنزل، يُصبح أكثر المنتجات استهلاكًا وتداولاً هي “الأخبار المزيفة” و”نظريات المؤامرة” و”المواد المتطرفة” على الإنترنت، حيث يحاول الناس فهم الأزمة المحيطة بهم.

من وجهة نظر “مالك”؛ ترى أن هناك مجالان يتعين على شركات الوسائط الاجتماعية أن تظل يقظة بشأنهما: صعود نظريات المؤامرة، والدور الذي يلعبه هذا في الدعوات لزيادة العنف ضد مجتمعات معرضة للخطر.

مواد المنطقة الرمادية ..

تتعاون “جمعية هنري جاكسون”، التي تُديرها “مالك”، مع شركات وسائل الإعلام الاجتماعية لتحديد مقاطع الفيديو المتطرفة وتقديم المشورة بشأن إزالة المحتوى عبر الإنترنت. في حين أن النظام تحسن بشكل كبير، منذ عام 2015 – باستخدام الخوارزميات الآلية للتعرف على الرموز والموسيقى والمحتوى الإرهابي، مما يعني أن 98% من هذه المواد تمت إزالتها قبل أن يتمكن المستخدمون من رؤيتها – لا تزال الشركات تكافح مع ما يسمى بـ”مواد المنطقة الرمادية”، حيث يزدهر التطرف.

وذلك لأن أولئك الذين يقومون بتحميل هذا المحتوى يعرفون تمامًا كيفية تجنب انتهاك الشروط والأحكام التي بموجبها تُزال موادهم من منصات الإنترنت. لذا، على سبيل المثال، بدلاً من إنكار حدوث “محرقة الهولوكوست”، يذكر مبتكر مقطع الفيديو عددًا من الأشخاص أقل من العدد الحقيقي للقتلى ولا يذكر كلمة يهود؛ وبذلك تبدو الحقيقة أقل فظاعة، يبدو الأمر وكأنه نظرية مؤامرة من قِبل اليهود وتبرئة للألمان، أو قلْب للحقائق في المُجمل.

في انتظار المُخلص..

في خضم تفشي جائحة “كورونا”، يكشف (يوتيوب) انتشار كلمات مثل “يوم القيامة” و”الصليبي” و”الجهادي” من مقاطع الفيديو التي تحمل عنوان “المهدي”، وهو مخلص مسيحي يتوقع أن يظهر قبل يوم القيامة ليُخلص العالم من الشر. بالنسبة للمتطرفين الإسلاميين، يقترن هذا الخطاب بمحاضرات طويلة تضم متحدثين يناقشون كيف أن “كورونا” هو عقاب من الله، حتى أن (داعش) حث أتباعه على عدم “دخول أرض الوباء”.

كما يشرح بعض النشطاء الإسلاميين أن فيروس “كورونا”، مؤامرة أميركية ويهودية، لتقليل عدد سكان العالم. بالإضافة إلى إثارة الكراهية، غالبًا ما تتميز بمقاطع فيديو دينية تحوي تضليل صحي خطير، حيث تظهر المنشورات التي تم تحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي في “إيران”، هذا الشهر، أن الناس يلعقون الأضرحة المقدسة في تحدٍ لـ”كورونا”، و”لحماية الحجاج المستقبليين” للأضرحة من الإصابة بالفيروس.

التضليل الصحي هو “منطقة رمادية” مهمة لا تغطيها حاليًا سياسة وسائل الإعلام الاجتماعية. لذلك، يمكن للمستخدمين أن يجادلوا بأن “كورونا” هو نتيجة للمثلية الجنسية أو إلقاء اللوم على الجماعات والأديان العرقية الأخرى لتناسب نظريات المؤامرة الأوسع.

التهديد بنشر “كورونا” !

بالنظر مباشرة إلى الكاميرا، خلال جلسة مباشرة على (فيس بوك)، دعا الناشط السياسي المقيم في “نيويورك”، “بهجت صابر” – بهدوء وعقلانية – المصريين الذين أصيبوا بالفيروس للانتقام عن طريق إصابة المسؤولين الحكوميين والموظفين الحكوميين عمدًا.

تصف مذكرة حديثة لمكتب التحقيقات الفيدرالي كيف يُحث المتطرفون اليمينيون على نشر الفيروس وسط اليهود. تشجع الرسائل التي يتم نشرها بين المجموعات، أعضاءها، على استخدام “زجاجات رذاذ” مليئة بسوائل الجسم المعدية لمهاجمة الشرطة والسفر إلى أي مكان قد يتجمع فيه اليهود، بما في ذلك “الأسواق والمكاتب السياسية والشركات وأماكن العبادة”.

في “المملكة المتحدة”، يروج ملصق تشاركه “الحركة الاشتراكية الوطنية” البريطانية، على (فيس بوك)؛ أنه عن الإصابة بـ”كورونا”، يجب زيارة المسجد المحلي أو الكنيسة؛ حيث أن قضاء بعض الوقت في أحياء متنوعة “ثبت أن يوفر فوائد قصيرة المدى وطويلة المدى وظيفة جهاز المناعة”.

ويقترن هذا الخطاب الضار والبغيض ضد بعض الجماعات العرقية والديانات والمجتمعات المحلية مع المنظمات الإرهابية، التي تُصدر أوامر جديدة لمهاجمة البلدان، لأنها مشغولة بمخاوف “كورونا”.

على سبيل المثال، في افتتاحية صحيفة (النبأ) الأسبوعية، التي يُصدرها تنظيم (داعش)، والتي وزعت الأسبوع الماضي، وصفت الجماعة، الوباء، بأنه: “عذاب مؤلم” إلهي ضد الجيوش “الصليبية” وقوات الأمن، المنهكة فعليًا من التعامل مع الوباء. ونظرًا لأن الجماعة تُقيد انتشارها للجهاديين في الخارج، فقد أمرت أنصارها بالاستفادة من الوباء لتحرير السجناء من “سجون المشركين ومعسكرات الإذلال”.

من الواضح أنه كلما زاد عدد الأشخاص المنعزلين اجتماعيًا فإنهم سيحصلون على إجابات لأسئلتهم من المعلومات الموجودة على شبكات التواصل الاجتماعي. لذلك من الضروري أن تعمل شركات وسائل الإعلام الاجتماعية والحكومات على إيقاف التضليل من جميع الأطياف الإيديولوجي. لذا، إن الاستجابة المتعمدة والمنسقة والاستباقية من شركات وسائل التواصل الاجتماعي هي الطريقة الوحيدة لضمان منع أولئك الذين يعزلون أنفسهم في المنزل من الإصابة بمعلومات مضللة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب