5 مارس، 2024 11:25 م
Search
Close this search box.

العزاوي يشذ عن الاخرين : لم أعرف من قبل “فنان السجون”

Facebook
Twitter
LinkedIn

رفض الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزاوي التراجع عن رأيه حول فنان “السجون”، وأكد مجددأ أنه لم يعرف من قبل الفنان رشاد حاتم. وقال انه لا يمكن أن يضع رشاد حاتم وفق أي حال من الأحوال ضمن الخط الأول لجيل الرواد المعروفين، معبراً عن احترامه لكل الآراء الأخرى. واضاف “أنا لست مؤرخاً للفن التشكيلي العراقي، وعندما قلت لا أعرف رشاد حاتم فلم أقل غير الحقيقة بالنسبة لي”.


وتفاعل أدباء ونقاد ومتابعون مع سيرة الفنان التشكيلي الراحل رشاد حاتم ، إثر الموضوع الذي نشرته صحيفة (العرب) اللندنية على صفحتها الأولى في عددها الصادر في 12ن أيلول (سبتمر) 2012.
وعبّر أغلبية الأدباء عبر حساباتهم الشخصية علي مواقع التواصل الاجتماعي عن استغرابهم من عدم معرفة الفنان التشكيلي ضياء العزاوي للفنان رشاد حاتم الذي نشرت الصحيفة لوحة نادرة للفنان رشاد حاتم رسمت في سجن الحلة عام 1954، أثارت ردود فعل بين الأوساط التشكيلية. وحظي التقرير الصحافي بعشرات التعليقات ، فيما أعادت صحف ومواقع الكترونية نشره نقلا عن (العرب).
وتمثل اللوحة المرسومة بالألوان الزيتية “بورتريه” شخصيا لسجين في ملابس النوم وبقياس 30 سنتمترا في 45 سنتمترا، ولا يبدو عليها التأثر بعوامل الزمن، بعد57 سنة على إنجازها.
وعبر الفنان التشكيلي سعد الطائي عن استغرابه، لأن زميله ضياء العزاوي لم يسمع بالفنان رشاد حاتم.
وكتب الطائي “الكثير منا سمع به وأنا شخصيا التقيته في ستوديو الحكيم الذي كان يبيع مواد الرسم في شارع الرشيد”.
وعادت الروائية لطفية الدليمي الي سيرة الفنان الراحل، مؤكدة أنها جعلت شخصيته أحد أبطال رواياتها.
وكتبت الدليمي “الفنان الراحل -عرفته وأنا صغيرة في الصف الأول الابتدائي -وكان صديق والدي حيث اختفى لفترة في بستاننا عندما كان مطاردا من قبل السلطة، ثم دونت ذكرياتي عنه عندما جعلته إحدى شخصيات روايتي (من يرث الفردوس)، شخصية رسام سجين في قلعة (اليوتوبيا المزيفة) – وخلدت بذلك شخصيته”.
وصدرت رواية “من يرث الفردوس” عام 1989 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة – وسيعاد نشرها قريبا في طبعتها الثانية.
وعبرت المترجمة والتشكيلية مي السوز، المقيمة في الولايات المتحدة عن استغرابها لعدم إدراج الفنان ضياء العزاوي اسم الفنان رشاد حاتم في سجل الرواد.
وتساءلت “هل للعزاوي الحق في ذلك، علما أنه من الجيل الذي تلاه بحوالي جيلين؟ سؤال أعلم أن جوابه ليس مع كاتب الموضوع في صحيفة العرب، ولكني فعلا استغربت من عدم تعاطفه مع فنان ضاع اسمه وحقه في الفن والحياة بسبب أشواك الحياة القاسية التي منعته من الوصول الى ما تمنى أن يحققه”.
ووصف الصحفي زيد الحلي الموضوع المنشور على صدر الصفحة الأولى في (العرب) بالجدير بالدراسة، مؤكدا أن اللوحة وظروف رسمها تستحق وقفة تأمل سياسية وفنية لاسيما في جزئية إدخال الالوان وتوابع الرسم الى أروقة السجن، فهذا يعني ان السجن السياسي آنذاك يمتلك من حقوق الانسان الشيء الكثير، بالعكس تماما مما يروج في كتب مذكرات السياسيين، وفنيا فإنها آية في التعبيرية.
وقال سعد الشديدي ان الراحل رشاد حاتم كان مدرساً لوالدي لمادة الرسم في الكاظمية في الاربعينيات. ومازال والدي الذي تجاوز الثمانين من عمره يتحدث عن أحلام بعالم أفضل وأكثر نوراً وعدالة غرسها المدرس رشاد حاتم في وعي جيل كامل من تلامذته.
وكتب كريم النجار “الغريب في هذا الموضوع، هو إنكار الفنان ضياء العزاوي وجود فنان رائد بمكانة رشاد حاتم ضمن فناني العراق الرواد، حتى أنه أنكر عدم اطلاعه على منجزه الفني…”.
ونقل النجار مقتطفا من كتاب “فصول من تاريخ الحركة التشكيلية في العراق” للناقد الراحل شاكر حسن آل سعيد، حيث يقول “عرف رسام آخر كان يمارس تدريس الرسم في إحدى المدارس في بغداد. ويشهد له جميع من درسهم من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد من الفنانين العراقيين بالفعل، وهذا الرسام هو رشاد حاتم… والذي امتاز بأسلوبه الانطباعي وتوجيهاته الموضوعية لطلابه. ويبدو أنه صب حماسه الفني في رسم معالم الحياة العامة والشعبية في رسومه، إلا أنه سرعان ما احتجب عن الانظار بعد أن حكم عليه بالسجن لأسباب سياسية. فلما حصل على حريته مجددا بعد عام 1958 لم يستطع أن يستأنف تماما مسيرته الفنية بنفس الحماس والحيوية. لقد حاول هذا الفنان منذ البداية أن يهتم بالانطباعية كأسلوب في الرسم وأن يظل فيه معمقا رؤيته للحياة الشعبية من خلال إحساسه بتفاعل الضوء وانعكاس الألوان على سطوح الأجسام. وقد قاده ذلك إلى نوع من اختيار للألوان وجد فيه شيئا من التوفيق ما بين الاحساس والشعور. وبهذا الصدد يروي النحات خليل الورد عنه، أنه كان متأثرا بالمدرسة الانكليزية، خاصة في استخدام الألوان (الكاكية) في الرسم. وكان خليل الورد من طلابه الذين عكف على تعليمهم في المدرسة هو والدكتور خالد القصاب الرسام الانطباعي المعروف ، من جماعة الرواد، ومن الجدير بالملاحظة أن يكون رشاد حاتم منذ عام 1937-1938 قد اهتم بالطبيعة كأساس للمعرفة الفنية. فكان يخرج مع طلابه إلى البيئة المحيطة بالمدرسة للرسم”.
وقال حميد ياسين “لم أعرف عن الفنان ضياء العزاوي أنه كان ناقدا أو مؤرخا، بل كان يتمتع بمعرفة متواضعة في فن العراق القديم كسبها من دراسته الأولية بكلية الاداب، حينها كان يعتقد أن الأصالة تتمثل في استعارة رموز تراثية من الفن العراقي القديم والصاقها على لوحاته التي كانت تتسم بطابع تصميمي”.
واستذكر سلام خضير زيارته الى الفنان رشاد حاتم عام 1975 بمعية طلبة أكاديمية الفنون الجميلة في داره الواقعة على نهر دجلة بين العطيفية والكاظمية ومقابل الاعظمية، مقدمين له هدية بمناسبة عيد ميلاده السبعين.
وقال ان المعرض الجماعي الذي أقامه الحزب الشيوعي العراقي في مبنى وكالة الانباء العراقية في بغداد عام 1973 قد ضم 15 لوحة من لوحات الفنان رشاد حاتم.
كرم نعمة

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب