27 أبريل، 2024 3:19 ص
Search
Close this search box.

العرب .. و”تسول الأمن” الأمريكي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تكشف الأخبار المنشورة مؤخراً في وسائل الإعلام عن مشروع أميركي يهدف إلى “تسليم مسؤولية المحافظة على الأمن الإقليمي، لاسيما في سوريا، إلى جيش عربي”.

ورغم سابقة هذا المشروع، لكنه ينم عن عدد من الملاحظات بشأن التعاطي الأميركي مع العرب؛ وخصوصًا “السعودية والإمارات ومصر”.

يقول المحلل الإيراني، “مصطفى إسلامي”، في وكالة أنباء (فارس)؛ التابعة للحرس الثوري: “الأميركيون بصدد تأمين ميزانية الوجود العسكري بالمنطقة من جيوب العرب تحت مسميات؛ مثل إيفاد المتخصصين والتكنولوجيات والأدوات التدريبية المطلوبة. كذلك فالتركيز الأميركي على كوريا الشمالية والبعد عن منطقة غرب آسيا يتطلب التخطيط للإعتماد على القوى العربية أو التحالف العربي”.

كامب ديفيد.. وجهود “باراك أوباما” لإنشاء “ناتو” عربي..

عقب المفاوضات النووية الإيرانية مع مجموعة (5+1)، توجهت الدول العربية المرتبكة إلى أميركا للوقوف على نية “باراك أوباما” بشأن “أمن” هذه الدول.

آنذاك توهم العرب أن إيران بصدد السيطرة على المنطقة. بدوره عقد “أوباما” لقاءً في “كامب ديفيد”، وأكد للقيادات العربية أن أميركا تقف إلى جانبهم ولن تتركهم وحدهم في مواجهة إيران.

ويعتبر اجتماع “كامب ديفيد”، بحضور دول “مجلس التعاون الخليجي” نقطة حساسة في تاريخ العلاقات “العربية-الأميركية”، إذ إنسحب بعض العرب، (بينهم العاهل السعودي)، من الجلسة اعتراضاً على السياسات الأميركية بالمنطقة، وتحديداً حيال إيران.

لقد كان “تسول الأمن”؛ أحد الملاحظات المهمة على موقف الدول العربية. وعن نتائج الجلسة صرح “عبدالعزيز حمد العويشق”، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون الخليجي: “أمن دول الخليج حيوي بالنسبة للمصالح الأميركية، والولايات المتحدة على إستعداد لتطوير العلاقات القوية بين الطرفين إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية”.

وكان توجه السياسة الأميركية، آنذاك، (بسبب قضايا السياسة الداخلية والخارجية)، الاعتراف رسمياً بالخيارات العربية في توفير الأمن والسماح للعرب بتشكيل تحالف عسكري. فكان أهم ما خلصت إليه اجتماع دول الخليج مع “باراك اوباما”؛ هو التوافق على تشكيل تحالف عربي مناهض لإيران. وتشكل هذا التحالف بقيادة “السعودية” في آتون الحرب على اليمن، وكان في الواقع اختبار للتفويض الذي حصل عليه العرب من أميركا.

“ترامب” والاهتمام بالداخل..

عمدت إستراتيجيات “أميركا ترامب” إلى تقوية فكرة إنشاء تحالف عربي، بسبب اهتمام وتركيز الرئيس الأميركي الجديد على الشأن الداخلي والتحرر من أفكار توفير الحماية والتوجه الدولي، إذ إقتصر دوره الدولي على عدد من العمليات في “أفغانستان”، (أم القنابل)، و”سوريا”، (الشعيرات والهجوم الصاروخي الأخير).

وقد حصل “ترامب”، مقابل تلكم العمليات العسكرية على المستوى الدولي، على مال وفير من الدول العربية. لكن إستراتيجية “ترامب” طويلة الأمد لم ولن ترتكز على منطقة غرب آسيا. مع هذا كانت أولى زيارات “ترامب” الخارجية إلى “السعودية” في الحقيقة تأييد لفكرة إنشاء (ناتو) عربي.

والجدير بالملاحظة والتأمل؛ أن دولة “قطر” كانت عمود تشكيل هذا التحالف العربي؛ ومن ثم كان الخلاف بين “قطر” و”السعودية”، فيما بعد، وفرض حصار اقتصادي على “قطر” وتنامي الصراع؛ سبباً في إنهيار وتداعي فكرة (الناتو) العربي.

“ترامب” يسعى للخروج من المنطقة..

ينظر “ترامب” بشكل عام لمسألة الخروج من المنطقة من منظورين.. الأول: التركيز على موضوع “كوريا الشمالية”. والثاني: تحميل أميركا أقل تكلفة مقابل وجودها بالمنطقة.

وقد كتبت صحيفة (ووال استريت جورنال)؛ مؤخراً: “إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض طلب إلى رئيس جهاز المخابرات المصرية المؤقت مساعدة القاهرة في تشكيل هكذا تحالف. وكذلك طلبت أميركا من السعودية وقطر والإمارات المليارات بدعوى تأهيل الشمال السوري، وكذلك توطين قوات عسكرية عربية في سوريا”.

وهنا يتدخل “مصطفی إسلامي”، قائلاً: “ما من شك في أن ترامب نجح في الحصول على أموال الدول العربية، لكن هل يستطيع العرب تشكيل قوة عربية عسكرية تحت سقف أميركا ؟.. ثمة شكوك كثيرة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب