22 نوفمبر، 2024 11:48 م
Search
Close this search box.

“العراق_نريد_وطن” .. يحاول رسم ملامح “العراق” الذي يريده شعبه !

“العراق_نريد_وطن” .. يحاول رسم ملامح “العراق” الذي يريده شعبه !

خاص – بغداد :

أصبح تطبيق الـ (واتس آب) أحد أهم المنصات السياسية والنقاشية للجمهور في “العراق” الآن، وباتت مجموعات التطبيق بمثابة منابر سياسية للحوار والتصريح والتعليق على الأحداث الجارية، ومن أنشط هذه المجموعات؛ مجموعة تحت مسمى هاشتاغ: (العراق_نريد_وطن)، والتي تضم مجموعة حوارية رصينة من نخبٍ عراقيةٍ مميزة؛ حيث تطرح بين الحين والآخر أسئلة تُلامس أوجاع وهموم المجتمع العراقي، وما يمر به من ظروف صعبة وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية، بالإضافة إلى تصوراتهم حول انتفاضة الشباب العراقي ومستقبلها وحاضر آلياتها.. وهذا كان المستهدف من قِبل “جون إسكندر”، الناشط العراقي وأدمن المجموعة، حينما حدد النقاش المفتوح بمحورين؛ هما :

1 – ما هو شكل الحكومة التي يريدها المجتمع العراقي ؟.. وليس شكل الحكومة التي تريدها النخب السياسية.

2 – في عام 2003؛ كان سقف التوقعات لـ”العراق” عاليًا جدًا، بلد يريد أن ينهض خلال 20 عامًا بكل قدراته ليقود المنطقة، لكن واقع الحال مختلف تمامًا؛ فكيف يرى العراقيين بلدهم خلال العشر سنوات القادمة ؟

تنوعت الإجابات، وكانت مزيجًا من الأمل الحذر وعدم الإيمان بقدرة رئيس الوزراء المكلف، “محمد توفيق علاوي”، على تجاوز قوة الأحزاب والمحاصصة، والتأثير الخارجي، وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على تلبية أبسط حقوق المواطن العراقي الحياتية.

الخدمات والانفتاح على العالم..

حيث يرى “بهلول الكظماوي”، أن المجتمع العراقي يحتاج، اليوم، إلى أبسط حقوقه الحياتية، المتمثلة بـ”الخدمات والمياه الصالحة للشرب وقطاع الكهرباء غير المنقطع، والطرق المناسبة القادرة على استيعاب الزخم المروري، وبيوت السكن، ودخول سوق العمل غير المنحسر في القطاع الحكومي، كذلك يريد العراق اليوم دعم قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والتجارة وكذلك قطاعات: المواصلات والاتصالات وشبكة الإنترنت، كما يحتاج العراق إلى شركة طيران وطنية، لكل أنحاء العالم، إضافةً إلى موانيء وطنية وأساطيل بحرية، وأخيرًا العراق، اليوم، بأمس الحاجة إلى قطع يد الفساد المالي والإداري والإبتزاز المحاصصي السياسي”.

ويعتقد “ضياء أبومعارج الدراجي”، أن حكومة “علاوي”، ليست مهمة بقدر أهمية الحكومة التي ستنتجها الانتخابات المبكرة، مشيرًا إلى أن الانفتاح على العالم غيّر الكثير من المفاهيم التربوية لدى الشباب العراقي، فجلينا كان قد حُرّم عليه أي نوع من أنواع التواصل مع أي بشر خارج الحدود، وخلاف لذلك تُعتبر جاسوس.

الشباب الآن، بواسطة الانفتاح والإنترنت، وصلوا إلى داخل “إسرائيل” وإلى كل بلدان العالم المتحضر والقروي، أما نحن فكان أعلى مستوى لدينا متابعة فيلم أجنبي محذوف المشاهد على قناة الشباب، التابعة لـ”عدي صدام حسين”، والمعروض قبل سنوات في دور العرض العالمية.

الخروج من عباءة طبقة الأوليغارشية..

كما أوضح “خالد الغرباوي”، أن أي مجتمع ديمقراطي يمكنه اختيار قادته السياسيين بالطرق الديمقراطية، فالقادة السياسيين قد لا يُمارسون سلطة حقيقية ويتحولون إلى مجرد دُمىً تحركها جماعة أخرى، وطالما أن صُناع القرار الجماعي لم يتم اختيارهم من خلال الانتخابات، وإنما هي “إقطاعيات أوليغارشية سياسية”؛ جاءت بعد 2003، لذلك فالنظام السياسي الحالي لا يُعدّ نظامًا ديمقراطي، وهو فاقدًا للشرعية، وهذه القراءة المستقبلية، هي مقاربة لواقع ما يعرف بالتحول الديمقراطي في المجتمعات الشمولية وغير المستقرة، وإذا أرادت الإقطاعيات السياسية الأوليغارشية، أن تُصلح ما تم إفساده، فعليها أن تتخلى عن عنجهيتها لصالح الشعب والوطن، والإصغاء لهم وأن تلتزم ولو بالحد الأدنى من قواعد إدارة الدولة والحكم الرشيد، وهو أمرٌ سيصبّ في مصلحتها؛ لأن الاستمرار بنفس المنهجية سيؤدي إلى الإنحلال التدريجي للدولة وسيكون سقوطهم حتميًا، ففي النهاية أن تكون قيادة دولة قوية فعالة، وشعب راضٍ نسبيًا بحقوقه، خير ألف مرة من حكم دولة ضعيفة تابعة، تقودها الأجندات الإقليمية والدولية، لا هيبة لها بين الدول، وشعب ساخط ناقم، يتطلع بحقد وضغينة إلى ما بيد الأحزاب وأتباعها، وينتظر ساعة الخلاص ولو على يد الشيطان نفسه.. إنها الحقيقة، ويختتم تعليقه بقوله: “لذلك يجب مصارحة ومصالحة الشعب العراقي، وإعادة جسور الثقة معه من أجل بناء عراق قوي قراره مستقل وغير تابع”.

ويضيف “الغرباوي”، أنه لا يجب أن ننسى حجم المليارات التي أُهدرت من ميزانية “العراق”، منذ ذاك التوقيت، متسائلاً لو كانت هذه الأموال قد أنفقت بمروءة وشرف من قِبل الذين يدّعون التديّن والشرف في بناء “العراق”، فكيف يمكن أن يكون شكل “العراق” الآن ؟

متابعًا؛ إن الشعب العراقي، بعد 2003، لمس الانفتاح والحريّة وبسيولة أفضل لما كان قبل الحصار !.. وأصبح متحررًا قادرًا على السفر والسياحة وتوفرت له زمالات دراسية وانفتاح على العالم والإعلام الخارجي والتواصل الاجتماعي؛ فهو إذاً أكثر حرية، وتنقل، ورفاهية، وانتقائية؛ أي أنه تحرر من العبودية، التي كانت قبل ذلك. لكن في المقابل؛ الكثير من الأطراف الحكومية أصبحت؛ أكثر عبودية للقرار الدولي، وأكثر حبًا في جمع المال والثروة وأكثر مرونة في دعم الصفقات، فالحكومة إتجهت إلى عبودية التحالف من أجل السلطة والمال، لكن متى تنافر الشعب عن الحكومة ؟.. فهل التحرر يكون قد ناقض حالة عبودية الحكومة ؟

الخوف والقداسة.. كروت لعبة الشيطان..

بينما يرى الدكتور “وائل الشهابي”، أن الحرية فقط أصبحت في الكلام، وأن الشعب بقي عبدًا للغة التخويف، كـ (أجوكم الوهابية أجوكم الصفوية أجوكم البعثية… إلخ) … معلقًا عليها بأنها “حرية في قفص” !

ويتابع “الشهابي” متسائلاً: أمّا عن الرفاهية، فمع بروز تحسن في دخل الفرد من الطبقة الوسطى، شهدنا سحقًا تامًا للطبقة المحرومة، فأين الرفاهية ؟.. ويضيف قائلاً: استطاعت السلطة التلاعب بعاملي الخوف والقداسة بشكل خبيث، مكنها من جمع خيوط اللعبة بيدها، ولكن إنفراط العقد كان واضحًا منذ عام 2013، إلا أن السلطة بقيت غارقة في مغانمها ظنًا منها، أن معادلة القداسة والمال السياسي والإستقواء بالخارج، سيديم بقائها للأبد، وحاول البعض نصحها، لكن بلا فائدة ومضت في غيها إلى أن وصلنا اليوم لسلطة تقاتل لبقائها بأي ثمن، وشعب مصرٌّ على التخلص منها بأي ثمن !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة