19 أبريل، 2024 1:17 ص
Search
Close this search box.

العراق ينزلق نحو .. سنستان وشيعستان وكردستان

Facebook
Twitter
LinkedIn

تجر اعمال العنف الاخيرة في العراق بين القوات الامنية ومجموعات من المتظاهرين والمسلحين ‏المناهضين لرئيس الوزراء، البلاد نحو احد اعمق واخطر ازماتها، وتهدد بدفعها نحو اقتتال طائفي ‏اكثر شراسة.‏
ويقول مستشار الامن القومي السابق في العراق موفق الربيعي “هذه اعمق واخطر ازمة يمر بها ‏العراق منذ 1921 ومنذ 2003 لاننا في عمر العراق لم نر تنظيرا للتقسيم، وحتى في العهد الملكي”.‏
ويوضح “هناك اناس اليوم ينظرون الى العراق على اساس كردستان وسنستان وشيعستان، وهذه ‏كارثة”.‏
ويعتبر الربيعي ان “ما يعاني منه البلد الان هو الشحن الطائفي الذي يمكن ان يؤدي الى اقتتال طائفي، ‏لا سمح الله، ثم الى التقسيم، ولا يوجد تقسيم ناعم وتقسيم خشن انما كل تقسيم رايناه في العالم كان ‏تقسيما دمويا”.‏
ويشهد العراق منذ الثلاثاء موجة هجمات انتقامية ضد القوات الامنية في المحافظات التي تسكنها ‏غالبيات سنية، ردا على عملية اقتحام ساحة اعتصام مناهض لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي ‏في الحويجة (55 كلم غرب بغداد).‏
وقتل 128 شخصا في اعمال عنف متفرقة في العراق على مدى يومين، بينهم 50 مدنيا وثلاثة ‏عسكريين قتلوا خلال اقتحام الاعتصام. ومع سقوط ضحايا يومي الثلاثاء والاربعاء، ارتفع عدد قتلى ‏شهر نيسان/ابريل في العراق الى 343 شخصا، واعداد المصابين الى 968، وفقا لحصيلة تعدها وكالة ‏فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية.‏
وللمرة الاولى منذ سنوات، تمكن مسلحون الاربعاء من السيطرة “بالكامل” على منطقة هي ناحية ‏سليمان بيك (150 كلم شمال بغداد) الواقعة في محافظة صلاح الدين على الطريق بين بغداد واقليم ‏كردستان، اثر معارك مع الجيش العراقي فيها.‏
وحملت اعمال العنف هذه قيادات دينية عراقية، واطرافا غربية، على التحذير من فتنة بين السنة ‏والشيعة الذين خاضوا حربا دامية شاملة بين 2006 و2008 قتل فيها الآلاف، علما ان الهجمات ‏اليومية المستمرة منذ 2003 غالبا ما تحمل ايضا نزعة طائفية.‏
ودعا رئيس الوقف السني عبد الغفور السامرائي ونظيره الشيعي صالح الحيدري في مؤتمر صحافي ‏مشترك امس قادة العراق الى الاجتماع يوم غد الجمعة في مسجد في بغداد لبحث التطورات الاخيرة.‏
وتلا السامرائي بيانا مشتركا حذر فيه من “مخططات خبيثة ومؤمرات لعينة يراد منها جر البلاد الى ‏النزاعات الطائفية والاقتتال الاهلي”، مؤكدا انه قرر مع الحيدري “القيام بالتحرك السريع لاطفاء الفتنة ‏وكبح جماح المؤامرة”.‏
بدوره، قال بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو لفرانس برس انه “من مصلحة الجميع تجنب ‏تصريحات تصعد الوضع وتؤدي لا سمح الله الى مزيد من العنف والضحايا، وعدم السماح باحداث ‏فتنة طائفية”.‏
وكانت السفارة الاميركية في بغداد اعتبرت في بيان ان التوترات الاخيرة في العراق “سياسة ‏وطائفية”، بينما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية انه “لا وجود لنزاع طائفي في دولة ‏ديموقراطية”.‏
ويقول كريم الذي يعمل صحافيا “لا يبدو ان نهاية هذه الازمة قريبة، خصوصا في ظل غياب الحكماء، ‏ويبدو ان الاقتتال الدامي سيزداد في الايام المقبلة”. ويضيف “لا افكر سوى في مغادرة هذه البلاد”.‏
ويعيش العراق منذ نهاية 2011 على وقع ازمة سياسية متراكمة عنوانها اتهام رئيس الوزراء نوري ‏المالكي بالتفرد بالحكم والتسلط واستهداف المكون السني في البلاد، سياسيا وامنيا.‏
وتجري في مناطق عدة من العراق منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي اعتصامات وتظاهرات مناهضة ‏للمالكي، المدعوم من طهران وواشنطن والذي يحكم البلاد منذ 2006، تطالبه بالاستقالة، وبالغاء مواد ‏من قانون مكافحة الارهاب.‏
ويحاول قادة البلاد منذ اندلاع الازمة السياسية عقد اجتماع وطني من دون ان ينجحوا في ذلك، في ظل ‏الغياب المستمر لرئيس الجمهورية جلال طالباني الذي كان يؤدي دور الوسيط بين الافرقاء السياسيين.‏
ويرى الربيعي ان الحل الوحيد للتطورات الاخيرة هو في “المصالحة الوطنية”. ويضيف “علينا ان ‏نكون شجعانا وان نعترف بالاخطاء التي ارتكبناها في السنوات الاخيرة منذ 2003، وان نقول لانفسنا: ‏هكذا نصحح الخطأ”. ويستدرك الربيعي “لكن الاهم هو التعامل بعدالة مع ابناء الشعب”.‏
وكتب نائب الرئيس العراقي السابق عادل عبد المهدي في صحيفة “العدالة” اليوم “السني رهينة، لا ‏يستطيع ان يقف مع سياسات سلطات تضعفه في مناطقه وتهدده في غيرها، والشيعي رهينة لا يستطيع ‏امام القتل اليومي وضخامة التهديدات ان يتناول سياسات حكومة فاشلة في امنها وسياساتها وخدماتها”.‏
واضاف “الدماء عندما تراق فاننا نصبح رهائن لمنطق العنف والانتقام والكراهية، والبلاد في خطر ‏شديد   فبدون الشريك السني المعتدل لا يمكن ان يتمتع الشيعة بالامن، وبدون الشريك الشيعي ‏المنصف لن يشعر السني بان الحكومة حكومته”.‏

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب