10 مايو، 2024 4:43 م
Search
Close this search box.

العراق يفتح من جديد ملف عودة سوريا للجامعة العربية .. فهل ينجح ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة جديدة نحو فتح ملف عودة “سوريا” إلى أحضان الدول العربية من جديد، دعا سفير “العراق” لدى الجامعة العربية، “أحمد نايف الدليمي”، لإعادة عضوية “سوريا” بالجامعة، فيما طالب السوريين واليمنيين والليبيين بتجاوز الخلافات والحوار لإحلال الأمن والاستقرار ببلادهم.

جاء ذلك خلال كلمة افتتاحية لـ”الدليمي” لأعمال الدورة الـ (152) العادية لمجلس الجامعة العربية في مقرها بـ”القاهرة”، حيث يترأس “العراق” أعمال هذه الدورة، التي تعقد على مستوى المندوبين الدائمين.

وأضاف “الدليمي” أن المنطقة العربية تواجه اليوم تحديات متسارعة تتطلب إعادة النظر في طريقة التعاطي مع هذه التحديات لمواجهة الأخطار والأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية، مشددًا على ضرورة تجنب سياسات التصعيد والتدخلات الخارجية والعمل على تحقيق التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة.

مستطردًا بالقول أن: “العراق سبق وعانى من الجماعات الإرهابية التي دمرت مدنًا كثيرة في البلاد، ولكن تمكن الجيش العراقي من دحر الإرهاب، ما أتاح الشروع في البدء بإعادة إعمار هذه المدن”، داعيًا إلى تضافر الجهود العربية من أجل مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والعابرة للحدود والتصدي لذلك سياسيًا وإعلاميًا وثقافيًا”، مؤكدًا على أهمية دعم “العراق” في إعادة الإعمار بعد الانتصار الكبير على تنظيم (داعش).

طلب قانوني وشرعي..

حول ما إذا كان “العراق” يستطيع إعادة “سوريا” إلى مقعدها بـ”جامعة الدول العربية”، قال المتخصص في القانون الدولي، الدكتور “علي التميمي”، أنه: “وفقًا للمادة ثمانية من ميثاق جامعة الدول العربية؛ فإن أي إعتداء على أي بلد عربي يُعد إعتداء على جميع الدول العربية، وبالتالي لا يمكن إنهاء عضوية بلد عربي وفق قرارات سياسية أو فردية، لأن هذه الدول جميعها عربية، وهناك فرق بين تعليق العضوية وإنهائها، فسوريا باعتبارها دولة عربية لم تلغ عضويتها، وإنما تم تعليق عضويتها بسبب الأحداث التي حصلت فيها واختلاف وجهات النظر حيالها، مع أن الحكومة السورية بقيت موجودة في الأمم المتحدة”.

وتابع “التميمي”: “أعتقد أن طلب العراق بإعادة عضوية سوريا إلى جامعة الدول العربية هو طلب قانوني وشرعي، لأن القاعدة القانونية تقول، إذا زال المانع عاد الممنوع، فالأزمة إنتهت في سوريا، وباتت تشهد استقرارًا ملحوظًا، أضف إلى ذلك، أن الحرب كانت موجودة في بعض المحافظات السورية، وليس جميعها”.

وأضاف “التميمي”: “تُعتبر سوريا من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، وبالتالي فإن عودتها ضرورية، ووضع المعارضة أو ما تسمى بالمعارضة السورية بدلًا منها، هو أمر لم يكن موفقًا، لأنه كان من المفترض أن يبقى الكرسي شاغرًا لحين إنتهاء الأزمة”.

عودة حتمية..

من جهته؛ أكد رئيس “جمعية الصداقة المصرية السورية”، اللواء أركان حرب طيار “السيد خضر”، أن عودة “سوريا” لـ”الجامعة العربية” حتمية، واصفًا قرار الجامعة بتجميد عضوية “سوريا”، عام 2011، بـ”الخطأ”.

وأضاف المصدر أن هذا القرار كان مخالفًا لـ”بروتوكول الإسكندرية” و”ميثاق جامعة الدول العربية”؛ والذي تنص مادته الثانية على صيانة استقلال وسيادة الدول الأعضاء من أي إعتداء عليها.

كما تنص المادة الثامنة لميثاق المنظمة على احترام نظام الحكم القائم في دول الجامعة ويُعتبر حقًا من حقوق الدول وتتعهد بألا تقوم بأي عمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام، وهو ما خالفته بعض الدول الأعضاء سواء بالضغوط التي مارستها لإستصدار قرار التجميد أو في دعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية في “سوريا” بغرض تغيير نظام الحكم، مما عرض وحدة وسلامة الأراضي السورية لخطر التجزئة والتقسيم، وقد توافق ذلك مع أهداف ومصالح بعض الدول والقوى الإقليمية والدولية.

وأشار “خضر” إلى أن ذلك أحدث شرخًا عميقًا في منظومة العمل العربي المشترك وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي بما أحدثه من خلل في توازن القوى في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي.

ويؤكد “خضر” أنه وعلى ضوء ما تقدم، فقد حان الوقت الآن لأن تصحح “جامعة الدول العربية” مسارها وتقوم بتفعيل ميثاقها إنقاذًا لمنظومة العمل العربي المشترك وحفاظًا على وحدة وسلامة الدولة الوطنية من خطر التمدد للقوى الإقليمية والدولية بما يهدد الأمن القومي العربي كافة.

عودة العلاقات مرهونة بالقرار الأميركي..

فيما أكد الدكتور “جميل الحمو”، الكاتب والمحلل السياسي السوري، إن عودة العلاقات العربية والدولية مع “سوريا” مرهون بالقرار الأميركي، والقيادة السورية تتريث كثيرًا في أية خطوة تجاه الطلبات المقدمة لإعادة العلاقات.

وأضاف المحلل السياسي إن الممانعة السورية للمشاريع والخطط الإسرائيلية والأميركية؛ حولها إلى هدف للانتقام، لذلك تآمروا على “سوريا” وأرادوا لها الخراب والدمار.

وتابع “الحمو”: “إضعاف المقاومة السورية، هو إضعاف للمقاومة العربية بشكل عام أمام المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد، وجندت أميركا دول المنطقة لتمويل تلك المخططات بالمال، ومن لم يستطع دفع المال عليه أن يتخذ موقفًا سياسيًا مؤيد لتلك السياسة؛ وهذا ما حدث”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن الرهان الأميركي كان على سقوط “سوريا”، خلال ستة أشهر، إلا أن الشعب السوري التف حول جيشه وقيادته السياسية وصمد لسنوات طويلة حتى اليوم ولم يتأثر سوى في بعض المناحي الاقتصادية، ولو كانت تلك الحرب في دولة أخرى لما بقي منها شيء، ولم يكن ليجد المواطن فيها رغيف الخبز.

ولفت “الحمو” إلى أن النهضة السورية التي قادها الرئيس، “بشار الأسد”، لم ترق إلى “أميركا” و”إسرائيل” لأنها وقفت أمام مخططاتهم في المنطقة.

الجامعة خاضعة للموقف الأميركي..

وأتفقت معه صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية قائلة؛ إن فشل عودة “سوريا” لـ”الجامعة العربية” مرهون لحد كبير بـ”الولايات المتحدة”.

ونقلت (يديعوت أحرونوت)، عن الدكتور “حسن مرهج”، المحاضر في شؤون سوريا في كلية “الجليل” في “الناصرة”، قوله إن جامعة الدول العربية “ما زالت خاضعة للموقف الأميركي ومتطلباته، وهذا ما يقف في وجه عودة سوريا إليها”، ودلل “مرهج” على رأيه هذا بالقول إن: “طرد سوريا، (عام 2011)، من الجامعة العربية جاء بناءً على طلب الولايات المتحدة”.

وكان الملك السعودي الراحل، “عبدالله بن عبدالعزير”، قد بادر بسحب سفير بلاده لدى “دمشق”، تبعته كل دول الخليج في اليوم التالي، حيث كانت الخطوة السعودية فريدة من نوعها في العلاقات العربية، حيث لم يسبق لدولة عربية أن قطعت علاقاتها مع دولة أخرى بسبب شأن داخلي.

ومن الجدير بالذكر؛ أن “دمشق”، في آب/أغسطس 2011، كانت لا تزال تستقبل زيارات وزير الخارجية التركي حينها، وكان سفير “الولايات المتحدة” مستمرًا في أعماله من قلب العاصمة السورية، في حين كانت القطيعة السعودية سبّاقة.

من جهة أخرى؛ قررت “جامعة الدول العربية”، في تشرين أول/أكتوبر من العام نفسه، تعليق عضوية “سوريا” في المنظمة العربية دون أن يرفض أحد، باستثناء “لبنان” و”اليمن” وإمتناع “العراق” عن التصويت.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب