العراق يطلق 57 معتقلا سعوديا عدا المحكومين بالاعدام  ‏

العراق يطلق 57 معتقلا سعوديا عدا المحكومين بالاعدام  ‏

‏أكدت رئاسة لجنة المعتقلين السعوديين في العراق، اليوم الثلاثاء، أن السلطات العراقية “أفرجت عن ‏‏(57) معتقلا سعوديا”، مرجحا وصولهم إلى السعودية في “غضون أسبوع” بعدما تم التأكد من “سلامتهم ‏صحيا” في بغداد، مبينا أن المعتقلين المحكوم عليهم بالإعدام “غير مشمولين بالإفراج”.‏

وقال رئيس لجنة المعتقلين السعوديين في العراق، في مجموعة الجريس للمحاماة، ثامر البليهد، في ‏تصريح صحفي نقلته صحيفة (الوطن) السعودية، إن “السلطات العراقية أفرجت يوم امس عن (57) ‏معتقلا سعوديا”، معربا عن اعتقاده بـ “وصولهم إلى المملكة السعودية في غضون أسبوع تقريبا”.‏
وأضاف البليهد أن “المعتقلين الـ (57) تم عرضهم على اللجنة الطبية في بغداد وتم التأكد من سلامتهم ‏صحيا”، مبينا أن “الإفراج لا يشمل المعتقلين المحكوم عليهم بالإعدام”.‏
واشار البليهد الى أن “المحكومين بالإعدام هم خمسة معتقلون وهم عبدالله عزام القحطاني وشادي ‏الصاعدي وبدر عوفان الشمري وعلي حسن الشهري ومحمود سيدات الشنقيطي”، لافتا الى أنه “تم أخذ ‏عهود من السلطات العراقية بعدم تنفيذ حكم الإعدام بهم حتى يتم النظر في قضاياهم”.‏
وكانت مصادر مقربة من وزارة الداخلية السعودية كشفت، في (10 حزيران2013)، أن “وفدا أمنيا ‏سعوديا كبير سيزور العراق” قبل شهر رمضان بهدف “إنهاء ملف المعتقلين السعوديين”، وأكدت “وجود ‏مؤشرات كبيرة” لحسم هذا الملف، لافتة إلى وجود “قنوات اتصال مفتوحة وزيارات متبادلة” بين ‏المسؤولين في البلدين على أعلى المستويات.‏
وكان وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي مثل العراق في اجتماعات الدورة الثلاثين لمجلس ‏وزراء الداخلية العرب التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض وعقد على هامشه اجتماعا مع وزير ‏الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، وتم خلاله الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لتفعيل عملية نقل ‏المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية في إطار الاتفاقيات الإقليمية والثنائية بين البلدين وفق مبدأ المعاملة ‏بالمثل، وبما لا يتعارض مع الأنظمة والقوانين المعمول بها في البلدين.‏
وتشير تقارير صحفية إلى أن هناك أكثر من 400 معتقل من دول عربية مختلفة في السجون العراقية، ‏وتشير بعض الأرقام التي تنشرها تقارير مختلفة إلى أن عدد السجناء العرب في العراق بلغ 462 سجيناً ‏وبينهم 65 مصرياً و 100 سوري و90 سعودياً و12 تونسياً و15 جزائرياً و23 ليبياً و22 أردنياً و19 ‏سودانياً و24 يمنياً و40 فلسطينياً و13 مغربياً ولبناني واحد ، وتقول أن اغلبهم لم توجه لهم اتهامات ‏رسمية ، فيما نفذت السلطات العراقية حكم الإعدام في حق بعضهم بتهمة الإرهاب.‏
وعلى الرغم من تصريحات المسؤولين العراقيين وعدد من الحكومات العربية حول حل قريب لملف ‏المعتقلين، إلا أن العراق ما زال يحتفظ بالعشرات منهم، في ظروف وصفتها تقارير منظمات دولية ‏بالمشينة.‏
ويواجه العراق انتقادات متوالية من منظمات حقوقية دولية بسبب معاملة المساجين، ومن بينهم المعتقلون ‏العرب، إذ جاء في آخر تقرير لمنظمة العفو الدولية حول حقوق الإنسان في العراق أن التعذيب وإساءة ‏معاملة المعتقلين “كان واحدا من أكثر السمات ثباتا وتفشيا في المشهد العراقي الخاص بحقوق الإنسان”.‏
وتوقفت العلاقات العراقية السعودية قرابة الـ 20 عاما في أعقاب الغزو العراقي للكويت عام 1990، ولم ‏تعد الى طبيعتها حتى بعد سقوط النظام السابق، اذ استمر “البرود” بالسيطرة على المشهد بين البلدين، فيما ‏أثيرت أحيانا موجات من الاتهامات للسعودية بالتدخل في الشؤون العراقية والسماح للمجاميع المسلحة ‏بالدخول الى العراق، بينما كان ملف المعتقلين من البلدين في سجون احدهما الاخر سببا اضافيا للتوتر.‏
ومع ان السعودية مثلت في قمة بغداد بدرجة منخفضة “سفير” إلا أن العراق عد عدم مقاطعتها للقمة التي ‏استضافها تحسنا في العلاقات، خاصة وان السعودية لم تفتتح حتى الان سفارتها في البلاد وتكتفي بتعيين ‏سفير غير مقيم، فيما شهدت الآونة الأخيرة ما يبدو سعيا الى التقارب بين البلدين، بعد تصريح العراق ‏بوجود لقاءات “إيجابية” بين ممثلين عن البلدين على هامش قمة المؤتمر الإسلامي الأخيرة في القاهرة.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة