العراق يشكو لمجلس الامن دخول مقاتلي العمال لاراضيه

العراق يشكو لمجلس الامن دخول مقاتلي العمال لاراضيه

أعتبر العراق دخول مقاتلي حزب العمال التركي الكردستاني الى اراضيه اليوم انتهاكا لسيادته وامنه ‏وقالت حكومته انها اذ تؤيد الحلول السلمية للمشاكل في المنطقة الا انها ترفض ان يكون ذلك على ‏حساب امن وسيادة البلاد واضافت انها ستبلغ السلطات التركية رفضها لدخول اي مسلح الى اراضي ‏العراق من دون الرجوع اليه مشيرة الى انها ستتقدم بشكوى الى مجلس الامن لممارسة مهامه في ‏الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واتخاذ القرار المناسب بمنع التجاوز على السيادة العراقية. 

وقالت الحكومة العراقية في بيان عقب اجتماع لها اليوم انه “في الوقت الذي تؤكد فيه وقوفها الى ‏جانب الحلول السلمية لكل المشاكل التي تعاني منها دول المنطقة، فانها تؤكد رفضها أن يكون ذلك ‏على حساب العراق وسيادته الوطنية”. واضافت انه “من هنا تؤكد الحكومة العراقية رفضها انسحاب ‏وتواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقية، الذي يعد انتهاكا صارخا لسيادة ‏العراق واستقلاله ويلحق ضررا بالغا بعلاقات الجوار بين البلدين وبمصالهما المشتركة”.
واضافت الحكومة الى انها قررت بناء على ذلك تكليف وزارة الخارجية بابلاغ الجانب التركي ‏اعتراض العراق ورفضه المطلق لدخول اي شخص مسلح او غير مسلح للاراضي العراقية او اي ‏ترتيبات تتعلق بالعراق دون الرجوع اليه. واكدت ان العراق يتقدم “بشكوى الى مجلس الأمن الدولي ‏لممارسة مهامه في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واتخاذ القرار المناسب بمنع التجاوز على ‏السيادة العراقية”.
واضافت ان وزارة الخارجية ستقوم بتقديم مذكرات بهذا الشأن الى الجامعة العربية ومنظمة التعاون ‏الاسلامي لدعم العراق في الدفاع عن سيادته”.
وشددت الحكومة العراقية في الختام على حق العراق في الدفاع عن سيادته واستقلاله بما يراه مناسبا ‏وضمن القوانين والقرارات الدولية من دون توضيح للاجراءات التي سيتخذها في هذا المجال. ‏
وكانت وزارة الخارجية قالت الاسبوع الماضي انه “انطلاقا من مبدأ السيادة والحفاظ على امن المجتمع ‏العراقي واستقراره واحتراما لمبدأ حسن الجوارفان الحكومة العراقية لا تقبل دخول مجموعات مسلحة ‏الى اراضيها”. واضافت في بيان ان هذا الامر “يمكن ان يستغل للمساس بأمن واستقرار العراق او ‏أمن واستقرار ومصالح دول الجوار”، مشيرا الى ان هذا “الموقف يستند الى مبادىء القانون الدولي ‏ودستور العراق”.‏
في مقابل ذلك مارست الحكومة المحلية في اقليم كردستان العراق دورا كبيرا في تسريع عملية السلام ‏بين حزب العمال الكردستاني وتركيا وضمان نجاحها بالشكل المطلوب، من خلال المفاوضات التي ‏جرت سواء في الاقليم او في تركيا. وعملت على تنظيم زيارات للاحزاب الكردية التركية المعارضة ‏الى جبال قنديل حيث تتمركز القيادة السياسية لحزب العمال الكردستاني هناك، بهدف ايصال رسائل ‏الزعيم التاريخي للحزب عبد الله اوجلان الى هذه القيادة.
وجاء قرار الحكومة العراقية هذا بعد ساعات من الاعلان عن وصول اول مجموعة من مقاتلي حزب ‏العمال الكردستاني المنسحب من تركيا الى شمال العراق صباح اليوم لتدشن رسميا المرحلة الثانية من ‏عملية السلام بين الحزب وانقرة.‏
ووصل 15 مقاتلا هم تسعة رجال وست نساء الى منطقة هرور في جبل متين في محافظة دهوك ‏الواقعة ضمن اقليم كردستان العراق والمقابلة لمنطقة جلي التركية وهم يحملون امتعة واسلحة رشاشة ‏وقذائف ار بي جي. ولقي الواصلون استقبالا حافلا من مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين ‏في هذه المنطقة الجبلية النائية، حيث وقف هؤلاء في صفين، واحد للنساء واخر للرجال، وبداوا ‏يعانقون زملاءهم ويصافحونهم فور وصولهم.‏
وقال قائد المجموعة الذي عرف عن نفسه باسم جكر للصحافيين في المكان “نحن اول مجموعة تصل ‏الى منطقة الحماية”. واضاف وهو يتحدث باللغة الكردية “جئنا من منطقة بوتان في تركيا بعدما ‏امضينا سبعة ايام في الطريق، وجاء انسحابنا بعد توجيهات الزعيم عبد الله اوجلان حيث اننا نريد ان ‏نفتح طريقا للسلام بهذا الانسحاب”. وتابع “عانينا الكثير من المصاعب الجوية بسبب الامطار ‏والثلوج، ومراقبة الطائرات التركية لنا، وبشكل عام نعاني من صعوبات من الانسحاب بسبب مراقبة ‏الجيش التركي لنا، عدا البرد القارس”.‏
وفي خطوة تاريخية ترمي الى انهاء نزاع دام مستمر منذ ثلاثين عاما وقتل فيه اكثر من 45 الف ‏شخص بدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني الاربعاء الماضي انسحابهم من تركيا الى شمال العراق. ‏ويشكل هذا الانسحاب المرحلة الثانية من عملية السلام التي بدأت بين انقرة وحزب العمال الكردستاني ‏بعد الاعلان عن وقف لاطلاق النار من جانب واحد في نهاية آذار(مارس) الماضي.‏
ويقدر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا بحوالى الفي مقاتل يضاف اليهم 2500 في ‏القواعد الخلفية في شمال العراق.‏
‏ ‏
‏ ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة