بعد ان أستعادت بغداد اليوم الاناء الذهبي السومري الذي يعود عمره الى 4500 عاما وبلغت قيمته 30 مليون دولار يكون العراق قد تقدم خطوة واسعة نحو استعادة كامل تاريخه المنهوب في اعقاب الغزو الامريكي للبلاد عام 2003 حين قامت عصابات منظمة داخلية وعراقية على سرقة كنوز العراق الاثارية وباعتها الى سماسرة وتجار في عملية قذرة تستهدف التغطية على عمق الحضارة العراقية الضاربة في عمق التاريخ والتي تؤكد أصالة شعب وادي الرافدين.
فقد سلمت وزارة الخارجية اليوم مجموعة نادرة من القطع الاثرية الى وزارة الثقافة بحضور اعضاء من مجلس النواب ووزارة السياحة والاثار. وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي قام بتسليم القطع الاثرية المستردة من المانيا في احتفالية اقيمت في مبنى الوزارة “ان الجهود المكثفة للوزارة وعبر سفاراتها في دول العالم اثمرت عن استرداد عدد كبير من القطع الاثرية المهمة التي تعتبر جزءا من تراثنا وحضارتنا” مضيفا ان التنسيق والتعاون المتواصل مع وزارتي الثقافة والداخلية له دور مهم بهذا الانجاز.
واوضح “ان من القطع الاثرية المهمة التي اعيدت مع هذه المجموعة هو الاناء الذهبي السومري والذي يعد اقدم قطعة ذهبية في تاريخ البشرية ويعود تاريخها الى /4500 / سنة خلت وهي معبرة عن فن الحقبة السومرية ، حيث سلمت من قبل وزير خارجية المانيا الى سفير العراق في برلين بحضور نائب رئيس الوزارء حسين الشهرستاني”.
وتابع زيباري “ان القطع المستردة ضمت أيضا حجرا يعود الى الحقبة الاشورية وعمره /3000 / سنة وهو جزء من بوابة الملك اشور بانيبال اضافة الى رأس الفأس البرونزي التي نقشت عليها كتابة مسمارية ويعود تاريخها الى /4500 /عام مضت وغيرها من القطع الاثرية المهمة التي ستودع المتحف الوطني حيث الاجراءات متواصلة لافتتاحه قريبا”.
من جانبه قال طاهر الحمود وكيل وزارة الثقافة الذي تسلم القطع المستردة “ان اعادة جزء من كنوزنا الاثرية والحضارية التي تعرضت الى ابشع انواع النهب والسرقة من عصابات السرقة وتجار التهريب ، بحاجة الى جهود كبيرة وتنسيق عال بين مؤسسات حكومية مختلفة”.
واضاف “ان هناك الاف القطع الاثرية المفقودة من التحف الفنية العراقية الاثرية وكذلك الملايين من الوثائق التي فقدت من جهات محلية او دولية تنتظر منا المتابعة لاستعادتها باعتبارها موروثا حضاريا وثقافيا”. واوضح “أن الجهود متواصلة والتنسيق مستمر مع الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الخارجية وعبر الممثليات الثقافية والسفارات العراقية لتحقيق هذا الهدف الوطني المهم”.
من جانبها قالت الدكتورة اميرة عيدان مدير عام المتاحف في وزارة السياحة والاثار “ان الجهود المتميزة لمؤسسات الدولة العراقية المعنية بهذه الكنوز اثمرت عن اعادة / 115 / الف قطعة اثرية منذ عام 2003 الى يومنا هذا والتي فقدت من المتاحف العراقية او المواقع الاثرية”.
واضافت “ان استعادة هذه القطع الاثرية يعتبر انجازا جديدا خاصة ونحن امام قطع اثرية مهمة استعيدت في هذا الشهر الذي شهد عودة قطع اخرى يعود تاريخها الى الالف الاول قبل الميلاد وتزن اطنانا عدة اضافة الى /39/ قطعة اثرية سلمت اليوم الى وزارة الثقافة وهي عبارة عن اختام سومرية كانت تعلق في حينها في رقبة الشخص وهي بمثابة هوية الاثبات في وقتنا اليوم”.
وأشارت الى “ان القطع المعادة من المانيا التي بذلت حكومة هذه الدولة مساعدة حثيثة لاعادتها ، احتوت كذلك على مجموعة من الرقم الطينية التي شكلت يومها رسائل ومخاطبات بين الاشخاص في تلك الازمنة الغابرة”.
والاناء الذهبي عبارة عن قطعة ذهبية على شكل أناء بحجم 5 سم وعرض 4 سم يعتقد أنه لعبة ذهبية لاحدى الاميرات الصغيرات في مملكة اور، ويقدر عمره بــ 4500 عام وحسب تقرير السيد مولر كاربة خبير الاثار العراقية فأن الاناء يعتبر أقدم قطعة اثرية ذهبية في تاريخ البشرية ، اذ يعود الى الحقبة السومرية. وتقدر قيمة الاناء بـأكثر من 30 مليون دولار .
ويذكر انه تم عرض الاناء في مزاد (هرش) العلني للاثار في مدينة ميونخ الالمانية بتاريخ 21/5/2005 وبعد ان علمت السفارة بالموضوع من مصادرها الخاصة، طالبت السلطات الالمانية بالتحفظ على الاناء ووقف عملية البيع لحين تقديم العراق لاثباتات عائدية الاناء الى جمهورية العراق وبعد جولات متعددة في المحاكم الالمانية وبدعم من خبير الاثار د. مولر كاربة ودائرة الكمارك في مقاطعة بفاريا الالمانية، حكمت المحكمة المالية في مدينة ميونخ يوم 5/10/2009 بعائدية الاناء الذهبي للعراق. وبعد نفاذ المدة القانونية لتقديم طعن ضد القرار ، قررت وزارة الخارجية الالمانية تسليم الاثر الى العراق ممثلا ً بسفيره في برلين.