العراق يرحب بقلق بالتغيير في مصر

 العراق يرحب بقلق بالتغيير في مصر

قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، إن العراق “يلتزم إزاء محنة سورية موقفاً متوازناً لا ‏تصطف في جبهة ايران والنظام وحزب الله ولا في جبهة أميركا والسعودية وقطر وتركيا”. و”قد ‏يكون الموقف المتوازن مفيداً”. 

ورأى أن “التوقعات والآفاق غير مشجعة بالنسبة إلى مؤتمر جينيف2 وهو الشعور نفسه لدى ‏الراعيين، روسيا والولايات المتحدة. وهناك من يطرح فكرة عقده على هامش اجتماعات الجمعية ‏العامة للأمم المتحدة في نيويورك”. لكنه شكك في جدوى انعقاده في نيويورك لأن “تأثيره سيكون ‏معدوماً”. 
وأوضح  زيباري لصحيفة “الحياة” أن سبب عدم انعقاد المؤتمر في وقت قريب يتلخص في “الخلافات ‏القائمة بين الأطراف المشاركة وأجندة المؤتمر”. ورأى وجوب أن “يتركز المؤتمر على معالجة ‏مشكلة سورية وأن يتم ذلك بين ممثلي الحكومة وممثلي المعارضة. أما الدول الأخرى فقد تشارك في ‏الجلسة الافتتاحية”.
وقال تعليقاً على شرط أعلنه الرئيس الجديد لائتلاف المعارضة السورية احمد الجربا حول وجوب ‏تغيير الوضع في الميدان العسكري قبل التوجه إلى جنيف إن “الوضع العسكري متحرك ويتغير من ‏أسبوع إلى آخر وفي مناطق عدة. ونرى النظام يقصف حمص وحلب وريفها منذ عشرة أيام، بعد ‏سيطرته على القصير، لكنه لم يتمكن من حسم المعركة لصالحه. وتساءل: إذا حسَّنت المعارضة ‏وضعها العسكري فهل سيكون تقدمها دائماً؟”.
وقال زيباري إن: “الحكومة ترفض ولا تؤيد ولا تشجع أي متطوع عراقي على الانخراط في النزاع ‏السوري”. لكن “هناك متطوعون يشاركون مع الجانبين الشيعي للدفاع عن المراقد الشيعية المقدسة ‏وهناك أيضاً متطوعون من التنظيمات السلفية المتشددة منها جبهة النصرة حيث تضم مقاتلين عراقيين ‏ومواطنين من جنسيات عربية عدة. والأرقام المتداولة مخيفة ومهولة وقد يشكلون خطراً على بلدانهم ‏في المستقبل”.
من جهة أخرى، أعرب زيباري عن “ترحيب الحكومة العراقية بالتغيير الذي حصل في مصر ‏ومساندة الجيش مرة أخرى لقوى الثورة المصرية في إحداث التغيير”. ورأى في الوقت نفسه أن “هذا ‏التغيير يواجه مخاطر ويقتضي الإسراع في وتيرة نقل السلطة إلى حكومة مدنية وتنظيم الانتخابات من ‏دون تأخير وبمشاركة كل القوى السياسية بما فيها «الإخوان المسلمون» فهم يمثلون قوة سياسية فاعلة ‏وأساسية في الساحة السياسية المصرية. وقد خرجت من عباءتها، تاريخياً، الجماعات والواجهات ‏المتطرفة”.
وأعرب عن القلق من الصعوبات التي تجتازها مصر “بسبب الانقسام الذي حصل في المجتمع ولكن ‏الحكمة والمؤسسات القائمة هي الضمانة لخروج البلاد من المأزق. ما حصل هو تغيير للسطة حيث ‏وقف الجيش إلى جانب جزء كبير من الشعب”.
إلى ذلك، اتفق العراق وحلف شمال الأطلسي على إبرام مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الدراسات ‏الدفاعية. وقال زيباري إن “الحكومة قد تعين ضابط اتصال مع الحلف يكون مقره في بروكسيل ‏لمتابعة التعاون وإفادة العراق من الخبرات في مجالات مراقبة الحدود والمسح وأمن الطاقة”.
وعن الأزمة السياسية في العراق وعمليات الإرهاب التي تدمي البلاد، قال زيباري إن “ما حصل ‏مؤخراً أن الكثير من المحللين شعروا كأن هذا البلد ينزل إلى الهاوية وقللوا من وعي القيادات ‏العراقية. لكن هذه القيادات ستجد الحلول للخلافات القائمة في نطاق الدستور والقوانين المنظمة. ولقد ‏مر العراق بتجربة الاقتتال الطائفي والأهلي وبالتأكيد لن يقع في فخ النزاع مرة أخرى. كذلك فإن ما ‏تشهده الساحة السياسية من حوارات ومصالحات نابعة من شعور داخلي وليس مفروضاً من الخارج ‏لأن هناك عاصفة قوية على المنطقة ولا بد من مناعة داخلية لمواجهة العاصفة”.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة