العراق وهجمات باريس .. حضور على لسان الفاعلين!

    العراق وهجمات باريس .. حضور على لسان الفاعلين!

ترجمة وعرض علاء البشبيشي: ..”هجمات باريس العدوانية قد تدفع الولايات المتحدة لتبني استراتيجية أكثر عدوانية ضد داعش”.. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لـ بيتر بيكر وإريك شميت، استهلاه بالإشارة إلى التحوُّل الذي طرأ على استراتيجية تنظيم الدولة، من: السيطرة على المناطق المجاورة لمعقل التنظيم، إلى: شن هجمات ضد روسيا في مصر، واستهداف لبنان، والآن تنفيذ هجمات متزامنة حَوّلَت باريس إلى منطقة حرب.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن “هذه الهجمات المتوالية، التي أعلن تنظيم الدولة مسئوليته عنها، تشير إلى أن الحرب الإقليمية تحوَّلت إلى مشكلة عالمية”.
وأضافت: “بالنسبة للرئيس أوباما، وحلفاء الولايات المتحدة، من شبه المؤكد أن تفرض هذه الهجمات إعادة تقويم التهديد، وربما تحثّهم على تبني استراتيجية أكثر عدوانية ضد التنظيم. بل قد يعيد أوباما النظر في خطوط التحالفات، ومعالم الحرب التي التي كان يشنها”.
وتماشيًا مع هذا التوجه، نقلت مجلة ذا سليت مطالبات عدد من مرشحي الرئاسة الجمهوريين باتخاذ إجراءات أكثر شراسة في الحرب الأمريكية ضد الإرهاب، منتقدين إدارة الرئيس أوباما للحملة ضد تنظيم الدولة.
وسلَّطت المجلة الضوء على مسارعة المرشحين بتوجيه أصابع الاتهام نحو داعش، رغم أنه لم يتضح على الفور الجهة المسئولة عن الهجمات، مستشهدة بالتصريحات التي أدلوا بها فور الحادث. 
في مقابل هذا التحوُّل المرتقب في الاستراتيجية الغربية، ذكر جاريد مالسين، عبر مجلة تايم، أن هذه الهجمات، إذا صدق تبني تنظيم الدولة للمسئولية عنها، تمثل دليلا إضافيا على التحوُّل الذي طرأ على تكتيكات التنظيم، ويتمثل في اللجوء لمزيد من الهجمات التي التي تُلحِق خسائر جسيمة في صفوف المدنيين خارج قاعدته الإقليمية في سوريا والعراق.
وحول النقطة ذاتها نشر موقع ذا لوكال الإخباري الفرنسي تقريرا بعنوان “داعش تُحَوِّل تركيزها إلى الغرب بهجمات باريس”، نقل عن خبراء قولهم: إن الهجمات تثبت تطور العمليات التي يقوم بها تنظيم الدولة من المستوى المحلي في سوريا والعراق، إلى المستوى العالمي، وصولا إلى الغرب.
فيما نقل موقع يو إس إيه توداي عن ويليام ماكانتس، المحلل في معهد بروكنجز، قوله: “هذا يشير إلى تحوُّل كبير في استراتيجية التنظيم العالمية. إنها ليست نوعية الهجمات التي يمكن توقعها من أشخاصٍ لم يسافروا إلى الخارج أبدًا، أو يتلقوا تدريبًا”.
وحول الأسباب التي أدت إلى هذه الموجة الجديدة من العنف، نشرت صحيفة التليجراف مقالا لـ هاريت ألكسندر، تحت عنوان “هجمات باريس الإرهابية: لماذا استُهدِفَت فرنسا مرة أخرى؟”، استهلته بالقول: “أغضبت هجمات باريس العالم. لكنها للأسف لم تفاجئ السلطات الفرنسية”.
واستشهدت الصحيفة البريطانية بالعمليات الإرهابية السابقة، ومشاركة فرنسا على عدة جبهات ضد الجهاديين، بينما تضم أكبر تجمع للمسلمين في أوروبا، وربما أكثر المجتمعات انقساما في القارة.
وهكذا أصبحت الهجمات التي ضربت قلب العاصمة الفرنسية وثيقة الصلة بما يحدث في الشرق الأوسط، ربما حتى قبل تصريح المدعي العام الفرنسي، فرانسوا مولينز، بأن سوريا والعراق كانتا حاضرتين في خطاب مهاجمي قاعة باتكلان، حسبما نقلت شبكة سكاي نيوز، وهو التصريح الذي أفردت له صحيفة واشنطن بوست خبرًا مستقلا، إلى جانب مصادر إعلامية عديدة، نقلا عن وكالة أسوشيتد برس. في حين أضافت الديلي إكسبرس هدفًا آخر في عنوان تغطيتها للهجمات هو الانتصار للنبي ضد الإساءات الغربية التي توجه إليه.
فيما خَلُصَ موقع إنترناشيونال بزنس تايمز في تقريره الذي أعده إرين بانكو إلى المهاجرين الأوروبيين وأزمة اللاجئين باعتبارها الوقود الذي أشعل هجمات فرنسا. ورغم ذلك، ذهب التقرير إلى أن فرنسا قد لا تستطيع وقف تدفق اللاجئين إلى أراضيها. بيدَ أن خبراء آخرين قالوا إن أزمة اللاجئين لا ينبغي أن يُنظَر إليها باعتبارها مرتبطة بتنظيم الدولة، بقدر كونها نتيجة لأخطاء جيوسياسية كبيرة.

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة