وكالات – كتابات :
رصد موقع الـ (مونيتور) الأميركي، تطورات المشهد الإقليمي؛ بما في ذلك داخل “العراق” ومحيطه من “إيران” إلى “السعودية وسوريا”، فيما بات لدى رئيس الحكومة؛ “محمد شيّاع السوداني”: “ورقة نفطية” يلعبها فيما يتعلق بالعلاقة مع “أنقرة”، مشيرًا إلى أن الاتفاق الأمني الحدودي بين “بغداد” و”طهران”، خلفه أكثر مما هو يتعلق بالحدود، خصوصًا فيما يحصل تقارب عربي مع “سوريا”؛ التي تشهد تصعيدًا عسكريًا.
ووقّع مستشار الأمن القومي العراقي؛ “قاسم الأعرجي”، اتفاقية أمن الحدود في “بغداد”؛ يوم 19 آذار/مارس الحالي، مع رئيس المجلس الأعلى للامن القومي الإيراني؛ “علي شمخاني”.
اتفاق ملغّوم..
وفي هذا الصدد؛ أوضح الموقع الأميركي؛ في تقريرٍ له، أن: “مذكرة التفاهم تُلزم العراق بقمع جماعات المعارضة الكُردية الإيرانية الناشطة في “إقليم كُردستان”، وأن التفاهم هو بمثابة رسالة إلى “بغداد” وأيضًا إلى حكومة “إقليم كُردستان”.
وأضاف التقرير، أن رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، التزم بعدم استخدام “العراق”؛ (كنقطة إنطلاق)، لشّن هجمات على جارتها، ذّكر بتصريحات رئيس الحزب (الديمقراطي الكُردستاني)؛ “مسعود بارزاني”، في مقابلة مع الـ (مونيتور) مؤخرًا، حيث اعتبر أن الإشارة إلى أن حكومة “إقليم كُردستان: متواطئة في الهجمات على “إيران”: “لا أساس له”، وأكد أن: “إيران جارة، ونحن لسّنا جزءًا من المناوشات أو تصفية الحسابات معها”.
وبحسّب التقرير الأميركي؛ نشر “العراق” ستة آلاف جندي إضافي على طول حدوده الإيرانية والتركية؛ خلال العام الحالي، في محاولة لتخفيف مخاوف جارتيه، كما وقّع “العراق” أيضًا اتفاقية حدودية مع “السعودية”؛ خلال الشهر الحالي.
وذكّر التقرير بتصريحات “شمخاني”؛ التي قال فيها إن: “مصالح العراق وإيران؛ يجب ألّا يتم التضحية بها لأجل الحسابات السيئة لأميركا ومرتزقتها الإرهابيين”.
“العراق” بين “طهران” و”الرياض”..
ولفت التقرير الأميركي؛ إلى أن “شمخاني”، شارك في التقارب الذي توسّطت فيه “الصين”؛ بين “إيران” و”السعودية”، وكان قام بزيارة إلى “الإمارات” قبل وصوله إلى “بغداد”، مشيرًا إلى أن “العراق” على رأس أولويات الأمن القومي لـ”إيران”، حيث أن وضع “طهران” في أحسّن حال فيما يتعلق بـ”العراق”.
ورأى تقرير الـ (مونيتور)؛ أن: “الهدوء يُثير إرتياح العراقيين؛ حيث تحسّن الوضع الأمني في كافة أنحاء البلد تحت قيادة السوداني، المؤيد لمهمة التدريب والدعم الأميركي للقوات العراقية، كما أن الميليشيات المدعومة من إيران باتت تتجنب استهداف الأميركيين في العراق، بخلاف ما هو حاصل في سوريا”.
واعتبر التقرير الأميركي أن “السوداني” تمكن من تعزيز الثقة وحسّن النية مع “أربيل”؛ فيما يتعلق بمشروع قانون الميزانية، ومن خلال المفاوضات الهادئة حول صفقة نفطية.
وفيما يتعلق بالقلق المرتبط بـ”إيران”، فإن المثال على ذلك هو المفاوضات بشأن احتمال تغييّر شروط اللعبة المتعلقة بصفقة نفط بقيمة: 27 مليار دولار بين “العراق” وشركة (توتال إنرجي)؛ المدعومة من “واشنطن”، والتي لا تزال مُعّلقة في المفاوضات حول الشروط المرتبطة بها، بحسّب التقرير.
وذكر التقرير؛ بما قاله الرئيس التنفيذي لشركة (توتال)؛ “بارتيك بويان”، قبل أيام: “لأكون صادقًا، لا يمكنني تعريض شركة لخليط من المخاطر، والعراق ليس أسّهل مكان للاستثمار بكل المخاطر”، مؤكدًا أن: “صفقة كبيرة لن تُبّرم مع شركة نفط غربية في العراق من دون موافقة من طهران”.
وإلى جانب ذلك؛ أشار التقرير إلى أن “واشنطن” تحث الشركاء العرب في الخليج على الاستثمار في “العراق”، إلا أن التقدم بذلك بطيء حتى الآن، ويتسّم بالانتظار والترقب بانتظار ما ستؤول إليه شروط ممارسّة الأعمال التجارية، ومسّتوى المخاطر، بالنظر إلى مصالح الجار الإيراني وتأثيره.
التهدئة الدبلوماسية..
وبالنسّبة لـ”إيران”؛ فإن الاتفاق مع “السعودية” يُخفف التوترات في الخليج، بينما يعتبر “العراق” من جهة الغرب مكانًا آمنًا؛ وفي “لبنان” فإن (حزب الله) تجنب تصعيد التوترات الحدودية مع “إسرائيل”، ووقعت اتفاقية ترسّيم الحدود البحرية بين “إسرائيل” و”لبنان”؛ في العام الماضي، بموافقة إيرانية، أما في “الضفة الغربية” و”قطاع غزة”، فإن حركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي)؛ اللذين تدعمهما “إيران”، امتنعتا حتى الآن عن تصّعيد العنف في المواجهات الجارية بين القوات الإسرائيلية وجماعات المقاومة الفلسطينية.
وبرغم إشارة التقرير الأميركي إلى أهمية الموقف الإيراني الذي يميل إلى الدبلوماسية وضبط النفس الآن، إلا أنه حذر من أن ذلك قد يكون هشًا ويمكن أن يتغيّر بسّرعة في ظل الأحداث، على غّرار ما يجري هذه الأيام في “سوريا” فيما يتعلق بالهجمات الأميركية المتبادلة مع الفصائل المدعومة من “إيران” في شرق “سوريا”، والغارات التي نفذتها “إسرائيل” على مدينة “حلب” مستهدفة مطارها واغتيال قيادي في (الجهاد الإسلامي) بالقرب من “دمشق”.
تحركات السعودية..
وفي الوقت نفسه؛ تتجه “السعودية وسوريا” إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية؛ بفضل الوسّاطة الروسية، وهو تغيّر باركته “إيران” مثلما أشادت بالتقارب العربي مع “سوريا”، حليفها الإقليمي المحوري.
إلا أن التقرير رأى أن هذا التغيّير قد يكون بمثابة: “حلاوة مرة” بالنسّبة إلى “طهران”؛ إذ أن إعادة الاندماج العربي لـ”سوريا”، يتم تسّويقه في المنطقة والغرب على أنه وسيلة لمواجهة النفوذ الإيراني في “سوريا”.
واعتبر تقرير الـ (مونيتور) الأميركي؛ أن ضخ أموال المسّاعدات في “سوريا”؛ التي دمرها الزلزال، هو تذكير لنظام الرئيس؛ “بشار الأسد”، بأن “إيران” التي تُعاني من ضائقة مالية لا تستطيع فعل الكثير لدعم “سوريا” في هذا المجال، كما أن إعادة “سوريا” إلى الحظيرة العربية يُشّكل وسيلة إضعاف لما أسماه: “سياسة الهلال الشيعي” المّمتد من “طهران” إلى “بيروت” عبر “بغداد ودمشق”.
ورقة “السوداني” الرابحة..
وبالعودة إلى “العراق”؛ قال التقرير الأميركي ان الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، وافق في الأسبوع الماضي؛ على زيادة تدفقات المياه من “نهر دجلة” إلى “العراق”، وهو ما وصفه بأنه: “تسّوية ملطفة”، حول قضية تُشكل أهمية حيوية لـ”العراق”، حيث أعرب “السوداني” عن تقديره لهذه المبادرة، برغم إنها خطوة صغيرة في أزمة المياه العراقية التي تحتاج إلى حل أكثر شمولاً.
ونوه التقرير؛ إلى أن لدى “السوداني” ورقة نفطية يلعبها في تعاملاته في “تركيا”، حيث صدر قرار تحكيم دولي في “باريس”؛ يوم الجمعة، لصالح “العراق” في النزاع مع “تركيا” المتعلق بتصدير موارد “نفط كُردستان”؛ عبر “تركيا”.
واختتم التقرير الأميركي؛ بالإشارة إلى أن من خلال هذا القرار، أصبحت موافقة “بغداد” ضرورية على صادرات “إقليم كُردستان”؛ عبر “تركيا”، التي قالت إنها ستّلتزم بقرار المحكمة، وهو ما من شأنه أن يؤثر أيضًا على تعامل كل من “بغداد” و”أنقرة” مع حكومة الإقليم بشأن صادرات النفط.