العراق وتركيا تتفقان على تعاون عسكري واستخباري لمواجهة داعش

العراق وتركيا تتفقان على تعاون عسكري واستخباري لمواجهة داعش

اتفقت تركيا والعراق على تعاون عسكري وأمني واستخباراتي ضد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” لكنهما اختلفا حول الموقف من النظام السوري .. واكدا العمل على تفعيل مجلس التعاون الوزاري الاعلى بينهما وعقده في انقرة نهاية الشهر المقبل بحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. 

العبادي : تركيا ستساعد العراق تسليحا وتدريبا
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد اليوم لرئيسا الحكومتين العراقية حيدر العبادي والتركي أحمد داود اوغلو حيث اكدا على العمل سوية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية عسكريا وامنيا واستخباريا وتفعيل الاتفاقات السابقة بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والتجارة والزراعة والثقافة .
وقال العبادي انه بحث مع نظيره التركي اوغلو الذي وصل الى العاصمة العراقية صباح الخميس في زيارة تستغرق يومان قضايا الارهاب والتهديد الامني الذي يشكله للعراق وتركيا والمنطقة وانهما قد اتفقا على مواجهة هذه القضايا من خلال تعاون امني وعسكري وتبادل للمعلومات . وقال “أننا نواجه خطرا لوجودنا قدم من سوريا ودفعنا ثمنه باهظا له وقبل اربعة اشهر كانت بغداد مهددة لكن الانتصارات الاخيرة التي بدأت القوات العراقية تحققها قد انهت هذه التهديدات وهي تتقدم حاليا نحو الانبار والموصل لانتزاع السيطرة على المناطق التي يحتلها داعش.
وشدد العبادي على انه يدعم استراتيجية تعاون كامل مع تركيا ودعا المستثمرين الاتراك الى العودة للعراق والتفاهم على نقل البضائع وتصدير النفط والمساهمة في اعادة البنى التحتية في بلاده. واشار الى ان حكومته ومنذ تشكيلها قبل اربعة اشهر عملت على اتباع استراتيجية انفتاح على دول الجوار وقام مسؤولون عراقيون خلالها بزيارات الى السعودية والكويت والاردن وتركيا وايران من اجل بناء  علاقات قائمة على تبادل المصالح المشتركة.
وعن الدعم التركي لبلاده في مواجهة الارهاب اوضح العبادي ان اوغلو اكد له ان بلاده مستعدة لتقديم اي دعم مطلوب حيث عرض مساعدات عسكرية في مجالات التسليح والتدريب وتبادل المعلومات. واشار الى امكانية تدريب تركيا لتشكيلات الحرس الوطني المزمع تشكيلها من المتطوعين في المحافظات العراقية مرحبا باي دعم تركي في مجالات التسليح والتدريب والتجهيز.
وشدد على ضرورة العمل من اجل حل سلمي في سوريا مؤكدا ان استقرار هذا البلد سيكون مساعدا على هزيمة الارهاب واستقرار المنطقة

أوغلو : اشتقت لبغداد
ومن جهته استهل اوغلو حديثه بالقول انه اشتاق الى بغداد وقال ان زيارته هذه لها تكتسب اهميتها من وجود حكومتين جديدتين في البلدين وعبر عن ارتياح تركيا لوجود حكومة عراقية حاليا وهي تمثل كل الاطياف الشعبية .. واكد حرص بلاده على امن واستقرار العراق مؤكدا ان هذا الاستقرار هو استقرار لتركيا الحريصة على امنه وسيادته واستقراره. واكد ان بلاده لاتفرق بين اطياف الشعب العراقية فكلها صديقة لبلاده معتبرا العراق من اهم دول المنطقة لما يملكه من ثروات بشرية وطبيعية. واكد ان داعش يمثل تهديدا للعراق وتركيا وقال انهما سيتعاونان لمواجهته . واضاف ان بلاده مستعدة لدعم العراق ضد الارهاب من خلال التعاون الامني وتبادل المعلومات الاستخبارية .
وحول الاوضاع في سوريا اشار الى ان اجراء انتخابات حرة في سوريا يحصل فيها الشعب على حريته فأن ذلك سيساعد على هزيمة الارهاب منوها الى ضرورة العمل على تخليص سوريا من نظامها الحالي. واضاف ان البلدين سيعملان معا على مواجهة اي تطورات في سوريا لما لها من تاثير علهما وقال ان الاوضاع في سوريا معقدة بسبب مارسات نظامها الذي قتل 200 الف سوري وشرد حوالي 10 ملايين اخرين داخل البلاد وخارجها. واوضح ان اي سلام في سوريا سينعكس ايجابا على الاوضاع في العراق وتركيا . ونفى بشدة مساعدة بلاده على عبور المقاتلين الاجانب الى سوريا وقال ان مايروج لهذا مجرد اكاذيب موضحا ان يلاده تستقبل 35 مليون سائح سنويا وهي بلد منفتح وثد يدخلها من يرومون الذهاب الى سوريا للقتال.

واشار الى انه اتفق والعبادي على تفعيل المجلس الوزاري الاعلى للبلدن برئاستهما وقال انه المجلس سيعقد اجتماعاته في انقرة في 24 من الشهر المقبل بحضور رئيس الوزراء العراقي لتطوير علاقات البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والزراعة والثاقفة والاستثمار. وقال ان العراق وتركيا اذا تعانقا فانهماسيكونان مثالا يحتذى به في المنطقة .

تنسيق لمواجهة الارهاب
ووصل أوغلو الى بغداد اليوم في زيارة رسمية تستمر يومان لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين هم اضافة الى العبادي كل من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري تتناول التطورات التي تشهدها المنطقة عامة  والعراق خاصة اضافة الى مناقشة الموضوعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب ووسائل مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” .. اضافة الى تطوير التبادل التجاري والغاء تأشيرات الدخول للبلدين وتنفيذ الاتفاقات السابقة الموقعة بينهما كما ابلغ مصدر عراقي “أيلاف” اليوم.
ولدى توجهه الى بغداد قال أوغلو إن الخطوات التي تتخذ في المجال الأمني في العراق مرتبطة بالخطوات التي تتخذ في نفس المجال في سوريا، مشيرا إلى أنه سيبحث ذلك مع المسؤولين العراقيين الذين سيلتقيهم في زيارته . وأكد أهمية التوصل إلى منظور مشترك حول تلك المسألة والعمل في إطاره.
وسيتوجه رئيس الوزراء التركي بعد انتهاء مباحثاته في العاصمة بغداد إلى مدينة أربيل ليلتقي رئيس الإقليم مسعود بارازاني، ورئيس الحكومة نيجيرفان بارازاني، وعدد آخر من المسؤولين.
ويرافق داود أوغلو خلال الزيارة وزير الداخلية التركي أفكان آلا ووزير الثقافة والسياحة عمر جليك  ووزير الجمارك والتجارة نور الدين جانكلي  ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي اضافة الى برلمانيين وكبار ضباط هيئة الاركان التركية.

 خطوة لتصفير المشاكل بين تركيا والعراق
واعتبر مراقبون زيارة اوغلو اليوم الى بغداد خطوة متقدمة تستهدف طي صفحة العلاقات الثنائية المتوترة منذ ثلاثة اعوام اضافة الى تصفير المشكلات بين البلدين .
فقد شهدت العلاقات العراقية التركية خلال السنوات الاخيرة من رئاسة نوري المالكي للحكومة السابقة توتراً بعد اتهامه لانقرة بالتدخل في الشؤون الداخلية بالاضافة الى معارضته الاتفاق التركي مع اقليم كردستان في انشاء ومد انبوب للنفط وبيع خام الاقليم في الاسواق العالمية بمعزل عن بغداد ما عدته “تهريبا للنفط ومخالفا للدستور العراقي ” وهددت بمقاضاة المشترين. كما كان الرئيس اردوغان قد اتهم الحكومة العراقية بالتصرف على أساس طائفي الامر الذي دفع المالكي الى الرد عليه داعيا اياه الى الكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة وطالبه بالاهتمام بمعالجة مشكلات بلاده.
ومما زاد التوتر في علاقات البلدين موقف الحكومة التركية من الصراع في سوريا ودعمها للثورة ضد النظام فيها ورفضها تسليم طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي سابقا المحكوم بالإعدام غيابيا في بلاده بتهمة الارهاب.
كما احتجت بغداد رسميا في آب (أغسطس) عام 2012 على زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى كركوك بشمال العراق من دون إبلاغ السلطة العراقية المركزية. كما استبعدت حكومة بغداد الشركة الوطنية التركية للنفط والغاز (تباو) من عقد لاستكشاف النفط في الجنوب العراقي اواخر ذلك العام. 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة