19 أبريل، 2024 2:59 ص
Search
Close this search box.

العراق .. وإستراتيجية الموازنة في العلاقات الخارجية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

لم يكد الرئيس، “حسن روحاني”، يغادر “العراق”، حتى توجه، “ماجد القصبي”، وزير التجارة والاستثمار السعودي، على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى إلى “بغداد”، وكان في استقباله، “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي.

كذلك؛ وبمجرد خروج الوفد السعودي، زار وفد قطري؛ برئاسة وزير التجارة، “حمد الكواري”، دولة “العراق”، وهو ما ينطوي على رسالة عراقية واضحة مفادها أن “بغداد” تريد، بالاستقبال المتزامن لوفود ثلاث كتل إقليمية، التأكيد على إستراتيجية الموازنة في العلاقات الإقليمية. بحسب “صابر گل عنبر”؛ الخبير في شؤون الشرق الأوسط، في مقاله التحليلي على موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية.

صابر گل عنبر

إستراتيجية الموازنة العراقية..

والحقيقة أن “بغداد”، بتنسيق موعد زيارة الوفد السعودي في نفس يوم مغادر السيد، “حسن روحاني”، إنما أرادت الحيلولة دون تصور وجودها في “المحور الإيراني”، وكذلك تريد بالتخطيط لزيارة الوفد القطري، غير المرتقبة، بمجرد مغادرة الوفد السعودي، أن تنفي وجودها بـ”المحور السعودي”.

ومن المقرر أن يزور الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، في القريب العاجل العاصمة، “بغداد”. والواقع أن “العراق” يحتاج، بخلاف تصدير الرسالة السياسية السابقة ومتطلباتها، إلى الإعمار والإزدهار الاقتصادي أن تحتل مكانة وسطية بين الكتل الإقليمية الثلاث، (إيران، والسعودية، وتركيا)، ومن ثم فإن تضخيم الطبيعة الاقتصادية للزيارات الثلاث يؤكد هذه الملاحظة ويؤشر إلى رغبة الأطراف الإقليمية المتنافسة في جذب “العراق” عبر ممر “الاقتصاد-السياسي”.

في غضون ذلك؛ لابد من التدقيق في طبيعة العلاقات الاقتصادية لتلك الأطراف مع “العراق” وتأثيرها على مستقبل علاقاتها السياسية مع هذا البلد.

وبينما تستفيد “إيران” من صادراتها الكبيرة إلى “العراق”، إلا أن طبيعة العلاقات الاقتصادية للأطراف الأخرى، مع “بغداد”، ترتكز بشكل أساس على قالب الاستثمارات الرئيسة في هذا البلد، ولو تنتهي هذه المشاريع الاستثمارية فسيكون المنتفع الأول هو “بغداد”. وهذا المسألة في حد ذاتها قد تلقي الضوء على الطبيعة السياسية في المستويات طويلة ومتوسطة المدى.

الضغوط الأميركية والمناورات العراقية..

كذلك؛ من الجدير بالتأمل إطلاع “السعودية” بتنفيذ مشاريع مجانية في “بغداد”؛ مثل تأسيس “مدينة رياضة متطورة”. فقبل أشهر وعد، الملك “سليمان”، في اتصال هاتفي مع، “عادل عبدالمهدي”، بإنشاء هذه المدينة. صحيح أنه تقرر في البداية إنشاء إستاد رياضي، لكن قيل بعد ذلك أنه تحول إلى مدينة رياضية كبيرة.

ومن غير الواضح مدى نجاح “العراق” بتنفيذ إستراتيجية الموازنة. وكيفية تعاطي “بغداد” مع مجموعة التحديات التي تواجهها؛ قد يصنف “العراق” ضمن أحد الكتل ضد الأخرى.

لذا لابد من رؤية إلى أي مدى قد تستطيع “بغداد” مستقبلاً المقاومة ضد الضغوط الأميركية للإنضمام إلى العقوبات المفروضة على “إيران”.

من جهة أخرى، فالمؤكد أن تقارب “بغداد” و”دمشق”، والاجتماعات بين البلدين في حضور “إيران”، لا سيما الاجتماع الثلاثي الأخير بين رؤساء الأركان المشتركة لقوات الدول الثلاث المسلحة، يضايق المحاور الأخرى، وتقوية هذا الملف مستقبلاً قد يترتب عليه ردود أفعال مختلفة، وبخاصة إذا تأكدت الأنباء عن زيارة “بشار الأسد” المرتقبة إلى “العراق”.

في السياق ذاته؛ قال “عادل عبدالمهدي”، في لقاءه الوفد السعودي، إنه سوف يزور “الرياض” سريعًا، وربما تهدف هذه الزيارة إلى الحد من حساسية زيارة “روحاني” إلى “بغداد” والتقارب مع “دمشق”.

وقد تمخضت زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة إلى “العراق” والتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات، وبخاصة إحياء “معاهدة الجزائر”، عن أجواء إقليمية لا تصب في صالح سياسة الموازنة العراقية، من ثم يبدو أن زيارة “عبدالمهدي” إلى “الرياض”؛ إنما تهدف إلى تلطيف الأجواء.

ومن غير المستبعد أنه يسعى إلى الوساطة بين “طهران” و”الرياض”، إلا أن الأجواء الإقليمية والدولية تحول دون هكذا تصور، لأنه لو أراد ذلك فعلاً فلن يحقق أي نتائج.

فـ”السعودية” تنتظر بفارغ الصبر نتائج إستراتيجية الضغوط الأميركية؛ ولن تفعل شيئًا يؤثر سلبًا على هذه الإستراتيجية ويثير غضب “دونالد ترامب”، ما لم تكن تريد إرسال إشارات سلبية إلى “واشنطن” على خلفية التصديق على مشروع قطع المساعدات الأميركية عن التحالف السعودي في “اليمن”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب