25 أبريل، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

العراق .. هل يصبح حلبة تصفية الصراعات بين إيران وأميركا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

يعيش “العراق” حالة رعب إثر تصريحات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ضد “إيران”؛ في ظل التوتر القائم بين البلدين، ما جعل السكان العراقيين يتذكرون أيام الحرب، التي لا يزالون يرزحون تحت وطأة عواقبها التي لا تنتهي؛ منذ توغلت القوات الأميركية في الأراضي العراقية عام 2003.

نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، عن مسؤولين عراقيين، تحذيراتهم للميليشيات الموالية لـ”إيران” في البلاد؛ بضرورة إلتزام الإنضباط وعدم القيام بأي تحركات تستفز “المارد الأميركي”.

قال “سعيد الجياشي”، العضو البارز بمجلس الأمن الوطني العراقي: “شهد اليومان الماضيان اجتماعاتٍ متواصلة مع كل المجموعات، لنقل رسالة الحكومة العراقية بأن أي طرف يقدِم على عمل شيء ما، فإن تلك ستكون مسؤوليته هو، وليست مسؤولية العراق”.

وأضاف: “الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية المصالح الأميركية في العراق، وسنصبح عدوًا لأي طرف يقوم بشيء ضد المصالح الأميركية”.

وقالت إدارة “ترامب”، مرارًا وعلنًا في الأسبوعين الماضيين، إن “إيران” والميليشيات العربية الشيعية المتحالفة معها يخططون لضرب القوات الأميركية في المنطقة، وإن هذا التهديد تزايد مؤخرًا.

وردًا على ذلك، أرسلت الإدارة حاملة طائرات وقاذفات بعيدة المدى، وبطارية صواريخ مضادة للصواريخ إلى الخليج، وحدَّثت خطط الحرب مع “إيران”. وأمرت “وزارة الخارجية الأميركية”، الأربعاء 15 مايو/أيار 2019، عددًا من موظفيها “غير الأساسيين” في “العراق” بمغادرة البلاد.

ولاء غير محدود..

تدور أسباب القلق في الأوساط العراقية حول العلاقات القوية بسبب بعض المجموعات الموالية لـ”إيران”، حيث يتمتع العديد من تلك المجموعات بعلاقات وطيدة مع “الحرس الثوري” الإيراني، ولديها أفراد تلقوا التدريب في “إيران”؛ ولدى العراقيين تخوف من عدم القدرة على كبح تلك المجموعات التي تتلقى أوامرها من “إيران”.

قال “صلاح العبيدي”، المتحدث باسم رجل الدين الشعبوي ووسيط القوة في العراق، “مقتدى الصدر”: “للأسف بعض المجموعات ترغب في أن تكون إيرانية أكثر من إيران نفسها. لدينا مخاوف بشأن إمكانية عدم تمكن الحكومة من السيطرة على المجموعات الموالية للإيرانيين، وهذه ستكون مشكلة كبيرة في العراق”.

وقال إن الحكومة عليها إتخاذ موقف أقوى ضد تلك المجموعات. وأضاف: “لا يزال لا توجد خطة على الأرض حول ما ستفعله الحكومة، لا بد أن توجد في الجيش قواعد صارمة، يعاقب أي شخص ينتهكها أو يقوم بأي شيء خارج إطارها، لكن الحكومة لم تفعل ذلك”.

وقال إن “العراق” لا يمكن أن “يكون المكان الذي تُسوِّي فيه أميركا وإيران حساباتهما”.

على الرغم من رغبة “ترامب” في تقليل عدد القوات الأميركية من الشرق الأوسط، إلا ان مساعده ومستشار الأمن القومي، “جون بولتون”، يؤيد بقوة ضرب “إيران” كما كان يؤيد حرب “العراق”.

حليف لا يمكن خسارته..

وبالرغم من حالة التأهب في “العراق”، لما يمكن أن يحدث في تطور الأزمة بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، إلا إن العراقيين يرجحون أنه إذا وقعت الحرب لن يكون مقرها أراضي “العراق” بل دول الخليج وصحرائها، حيث يُعد “العراق”، اليوم، حليفًا قويًا لـ”أميركا” لا يريد استنزافه.

فقال “علي سليم”، (55 عامًا)، وهو حلَّاق كان يُجفِّف مناشفه خارج متجره: “لا أخشى وقوع حرب بين إيران والولايات المتحدة. آنذاك كان الهدف الأميركي هو العراق، أمَّا هذه المرة فالهدف هو إيران”، مضيفًا أنَّ الميليشيات لن تخاطر ببقائها هي من خلال استفزاز “الولايات المتحدة” للانتقام، لأنهم في نهاية المطاف عراقيون.

فقال “سليم أبوحسن”، (48 عامًا)، وهو عامل كان قد تسلم للتو شحنة من موازين الأطفال لمتجر مستلزمات طبية: “الأمر مجرد كلام، مجرد تهديدات”. وقال إنه قاتل في الحرب “الإيرانية-العراقية” في الثمانينيات، وكان في “بغداد” حين هاجمت “الولايات المتحدة”، العراق، قبل 16 سنة. وأضاف: “كلٌّ من إيران وأميركا تحاولان الصياح بصوتٍ أعلى من الأخرى”.

قال “الجياشي”، عضو مجلس الأمن الوطني العراقي، أيضًا، إنه يعتقد أن الحكومة الإيرانية لا تريد الحرب. لكنه أضاف أنه قلق من تحرُّك “الحرس الثوري” الإيراني من تلقاء نفسه، وربما تشجيع المجموعات المسلحة التي رعاها في المنطقة للتحرك نيابةً عنه.

نوايا خفية..

ومن الصعب تبين نوايا “إيران”، لأن قيادتها وحكومتها المنتخبة غالبًا تبدو عقلانية، لكن “الحرس الثوري” و”فيلق القدس”، الذي يتواصل قائده، “قاسم سليماني”، بانتظام مع الشخصيات العراقية، يتخذان نهجًا أكثر عدوانية بكثير تجاه “الولايات المتحدة”.

لكن “الجياشي”، ومسؤولين عراقيين كبار آخرين، قالوا إن الطلب الإيراني الوحيد من “العراق” هو منع “الولايات المتحدة” من استخدام أراضيه لشنّ هجوم على الأراضي الإيرانية.

سيناريو شن “أميركا” هجمات فوق الأراضي العراقية لم يطرحه “بومبيو”، لكنه يُناقش في (البنتاغون). وقال مسؤولٌ عراقي كبير، رفض الكشف عن هويته، إنَّ الأميركيين ليست لديهم خطط لذلك. وأضاف المسؤول أنَّ وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، الذي زار “العراق”، الأسبوع الماضي، قال للقادة العراقيين إنَّ “الولايات المتحدة” تحترم سيادة “العراق”، ولن تشن هجمات على “إيران” من “العراق”.

ولم ترد “الخارجية الأميركية”، على الفور، على طلبٍ للتعليق على رسالة “بومبيو” للعراقيين. وكان “بومبيو” قال إنَّه ناقش “أهمية ضمان العراق أنَّ لديه القدرة الكافية لحماية الأميركيين الموجودين في البلاد”.

ووفقًا للمسؤول، لم يقل “بومبيو” ما إن كانت “الولايات المتحدة” قد تشن هجومًا فوق الأراضي العراقية على إحدى المجموعات المسلحة، في حال استهدفت تلك المجموعة “الولايات المتحدة”، وهو سيناريو تجري الآن مناقشته في (البنتاغون).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب