16 نوفمبر، 2024 5:34 م
Search
Close this search box.

العراق ممتن لمساهمة الامارات باعماره ودعمها لمواجهته داعش 

العراق ممتن لمساهمة الامارات باعماره ودعمها لمواجهته داعش 

 اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امتنان بلاده لدعم الامارات لها في مواجهتها لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” ومساهمتها في اعادة اعمارها وبنائها فيما قال ولي العهد الاماراتي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ان بلاده مستعدة للوقوف مع الشعب العراقي في كل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره.
وقال العبادي لدى وصوله الى ابو ظبي اليوم الاثنين مبتدءا زيارة رسمية لدولة الامارات العربية المتحدة تستغرق يوما واحدا انه معتز بتطور العلاقات مع الامارات العربية شاكراً وقوفها الداعم للعراق في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي . وعبر عن الامتنان لمواقف الامارات الداعمة للعراق وشعبه في مواجهة عصابات داعش الارهابية، ومساهمتها في البناء والاعمار.
واعرب العبادي عن تطلعه بان تحقق هذه الزيارة اهدافها في توسيع التعاون في جميع المجالات .. مشيرا الى ان “هذه الزيارة تأتي ضمن توجه الحكومة العراقية في الانفتاح على الدول الشقيقة بما يعزز المصالح المشتركة والامن والاستقرار والتقدم لجميع شعوب ودول المنطقة”.
ومن جانبه عبر ولي عهد امارة ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي كان في استقبال العبادي بالمطارعن بالغ ترحيبه بزيارة رئيس الوزراء العراقي وعن تطلعه بان تسهم افي تعميق العلاقات بين البلدين الشقيقين .. مشددا على “استعداد الامارات للوقوف مع الشعب العراقي في كل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره”.
ويتضمن جدول زيارة العبادي لقائين مع شركتين للعقارات والاستثمارات يتوجه بعدها الى امارة دبي للقاء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء  حاكم دبي، كما يلتقي مساء اليوم عددا من رجال الاعمال العراقيين المقيمين في دولة الامارات العربية المتحدة.
وفي وقت سابق اليوم بدأ العبادي أول زيارة لدولة خليجية منذ تسلمه لمنصبه قبل اربعة أشهر مدشنا انفتاحا عراقيا على هذه الدول مدشنا من الامارات العربية المتحدة مرحلة طي صفحة الجفاء التي طبعت مسيرة الحكومة السابقة معها حيث سيبحث المشاركة في مواجهة الدولة الاسلامية وتجفيف منابع الارهاب واعمار العراق وتطوير التعاون التجاري حيث سيتبعها بزيارتين مماثلتين لكل من الكويت وتركيا.   
وسيجري العبادي خلال زيارته الرسمية هذه مباحثات مع كبار المسؤولين في الدولة تتناول دعم وتطوير المشاركة الامنية والعسكرية بين البلدين في مواجهة الارهاب في المنطقة والخطر الذي تمثله الدولة الاسلامية “داعش” على دولها ودور الامارات من خلال مشاركتها في التحالف الدولي ضدها والتعهدات التي قطعتها خلال اجتماع دول التحالف ضد داعش في بروكسل مطلع الشهر الحالي وزيارة وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد الى بغداد وتأكيده دعم الحكومة العراقية بمجال مكافحة وتجفيف منابع الارهاب.

دعم صندوق اعمار العراق
كما سيركز العبادي في مباحثاته على دعم الامارات لصندوق اعادة اعمار المناطق العراقية المتضررة من المواجهات العسكرية مع الدولة الاسلامية وتقديم المساعدات الانسانية والطبية للنازحين العراقيين الذي ارتفع عددهم الى مليونين ونصف المليون نازح. وايضا ستتناول زيارة العبادي  تعزيز آليات التبادل التجاري والاقتصادي وتوسيع الاستثمارات الاماراتية في العراق خلال المرحلة المقبلة .
وفي اطار الانفتاح العراقي خليجيا ينتظر ان يتوجه العبادي الى الكويت مطلع الاسبوع المقبل تلبية لدعوة رسمية وجهت له من قبل نظيره الكويتي جابر مبارك الحمد الصباح. وقال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري ان العراق سيطالب الكويت بتأجيل دفع آخر وأكبر دفعة بقيمة 4.6 مليارات دولار من التعويضات المالية مؤكدا ان الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية كلفت الدولة كثيرا من مليارات الدولارات. واشار الى ان قلة السيولة النقدية اضطرت العراق لاتخاذ مثل هذا الاجراء وذلك بعد ان تسلمت الحكومة الجديدة برئاسة العبادي خزانة خاوية ومثقلة بالديون.
كما ينتظر ان يزور العبادي اواخر الشهر الحالي تركيا بناء على دعوة وجهها له نظيره التركي احمد داود اوغلو خلال زيارته الى العراق في 20 من الشهر الماضي والتقى اثناءها مع العبادي وعددا آخر من المسؤولين حيث بحث في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها اضافة لمناقشة ملف الارهاب وتعاون البلدين لمواجهته .

.. جولات للعبادي لدول المنطقة والجوار
وتدخل هذه الزيارات ضمن الجولات الحالية التي يقوم بها العبادي لدول الجوار في اطار برنامج الحكومة العراقية لتقوية العلاقات مع الدول الاقليمية والمجاورة من اجل تفعيل المواقف المشتركة في الحرب ضد الارهاب اضافة الى تطوير العلاقات العراقية مع هذه الدول. وكان العبادي التقى في نيويورك في 24 ايلول (سبتمبر) الماضي رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح على هامش المشاركة في اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتأتي زيارة العبادي الى الامارات اليوم بعد اسابيع من قيام وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان بزيارة الى بغداد في 26 من الشهر الماضي وسلم خلالها العبادي دعوة رسمية لزيارة الامارات. 
واكد الشيخ عبد الله خلال زيارته تلك الى بغداد ان بلاده لاتستطيع الا ان تكون مع العراق لان نجاحه هو نجاح للامارات وقال مخاطبا العبادي لدى اجتماعه به “نتطلع لتجذير وتطوير العلاقات بين بلدينا حيث ان نجاحكم هو نجاح لنا وان التحديات الصعبة التي تواجه المنطقة تحتم علينا التعاون في مختلف المستويات”. وشدد بالقول “اننا لا نستطيع الاّ ان نكون مع العراق وندعم حكومتكم التي اعطت أملاً كبيراً للعراقيين دفع المجتمع الدولي للوقوف معكم ضد تنظيم داعش الارهابي”.
ومن جانبه خاطب العبادي الشيخ عبد الله بن زايد قائلا إن “مجيئكم الى بغداد في هذا الظرف الحساس بادرة طيبة وزيارتكم موضع ترحيبنا واعتزازنا”. واضاف ان العراق “يواجه تحدياً وجودياً وخطراً لا يهدده وحده وانما يهدد جميع دول المنطقة ما يدعونا الى التعاون في جميع المجالات السياسية والأمنية والاجتماعية من اجل دحر الارهاب المتمثل بعصابات داعش الارهابية”.

الامارات والعراق : قطيعة .. ومنظمات ارهابية .. ورغبة بتجاوز العقبات
وتأتي زيارة العبادي هذه للامارات بعد قطيعة استمت اشهرا حيث كانت وزارة الخارجية الاماراتية استدعت سفيرها في بغداد عبدالله الشحي للتشاور في 18 حزيران (يونيو) الماضي في عهد حكومة نوري المالكي السابقة وأعربت له “عن بالغ قلقها من إستمرار السياسات الاقصائية والطائفية والمهمشة لمكونات أساسية من الشعب العراقي “. ورأت أن “هذا النهج يساهم في تأجيج الأوضاع ويكرس مسارا سياسيا يعزز من الإحتقان السياسي والنزيف الأمني على الساحة العراقية”.
وقالت الخارجية الاماراتية في بيان إن “دولة الامارات إذ تستنكر مجددا و تدين بأشد العبارات إرهاب داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية والذي أدى إلى إزهاق أرواح العديد من أبناء الشعب العراقي الأبرياء إلا أن الامارات على قناعة و ثقة بأن الخروج من هذا النفق الدموي لا يتم عبر المزيد من السياسات الاقصائية والتوجهات الطائفية والمتمثل في بيان الحكومة العراقية الذي اتهم السعودية بدعم الارهاب في العراق”. وأكدت أن “الإمارات ترى أن الطريق الوحيد لانقاذ العراق والحفاظ على وحدته الاقليمية واستقراره هو في تبني مقاربة وحل وطني توافقي يجمع ولا يقصي”. وإختتمت الوزارة بيانها مؤكدة “إيمان دولة الامارات بأن خروج العراق الشقيق من دائرة الخطر الوجودي الحالي الذي يتهدده يتمثل في نهج سياسي يتسامى على الانقسامات وذلك عبر حكومة وحدة وطنية جامعة وشاملة لا تستثني أيا من مكونات الشعب العراقي الشقيق وتسعى بكل عزم للحفاظ على وحدته الوطنية وسلامة أراضيه واستقراره”.
وفي 22 من الشهر الماضي دعا التحالف الشيعي العراقي دولة الامارات الى العدول عن ادراجها لمليشيات عراقية شيعية مسلحة على قائمتها للارهاب والاعتذار عن اتهاماتها لها التي وصفها بالباطلة معتبرا ان قرارها تدخل سافر في الشؤون الداخلية العراقية وسابقة خطيرة .. مؤكدا رغبة العراق الجادة في تطوير العلاقات مع الامارات والارتقاء بها على جميع الصُعُد.   
وأدرجت دولة الامارات منتصف الشهر الحالي 5 مليشيات عراقية مسلحة ضمن قائمتها للارهاب التي شملت 83 منظمة متطرفة .. والعراقية منها هي : منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب لواءاليوم الموعود وجماعة انصار الاسلام الكردية . وقد عرفت المنظمات الاربع الاولى بعلاقاتها الوثيقة مع ايران التي اشرفت على تشكيلها وتسليحها وتمويلها بالمال والسلاح وتوجيهها للقيام بعمليات خارج سيطرة الدولة تنفيذا لاهدافها في السيطرة على الاوضاع العراقية لصالح المتعاونين معها والمنفذين لسياساتها في هذا البلد. وقال مجلس الوزراء الاماراتي ان اصداره لقائمة الارهاب هذه يأتي “تطبيقا لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014 بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة