29 نوفمبر، 2024 3:38 ص
Search
Close this search box.

العراق قلق امنيا لانتشار مسلحي “العمال” بأراضيه  ‏

العراق قلق امنيا لانتشار مسلحي “العمال” بأراضيه  ‏

‏عبر العراق عن قلق على أمنه واستقراره من إنتشار مقاتلي حزب العمال التركي الكردستاني على ‏اراضيه الشمالية وسط دعوات لبغداد بنقل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي، وتقديم شكوى ضد هذا ‏الانتشار، في وقت عبر الحزب عن استغرابه للموقف العراقي، مشيرًا إلى أنه ينتظر دعمًا، وليس ‏عراقيل امام تحقيق السلام في تركيا. ‏

‏ فقد اعتبر رئيس التحالف الوطني العراقي الشيعي الحاكم، ابراهيم الجعفري، انتقال مسلحي حزب ‏العمال الكردستاني التركي إلى الأراضي العراقية الشمالية صفقة إقليمية ليس العراق طرفاً فيها وشدد ‏بالقول “لكن يهمُّنا كثيراً ما يترتب على هذه الصفقة من نتائج واستحقاقات”. وأكد في تصريح صحافي ‏اليوم ان “سيادة العراق وأمن العراق خط أحمر لا يُمكِن أن نسمح به  لأنَّ أيَّ اتفاقات تكون في داخل ‏كلِّ دولة مع مُكوِّناتها لتتغلّب على مشاكلها .. ولكن لا يُمكِن أن نتقبَّل أن يكون العراق ضحيّة وأنَّ ‏الذي يأتي إلى العراق يجب أن يحترم النظام العراقيَّ وعليه أن لا يُسيء إلى سيادة العراق، ولا إلى ‏أمن العراق، ولا يتدخّل في الشؤون العراقية”.‏
وأضاف الجعفري أن العراق لا يتسع لأيِّ شخص يعبث بأمنه وسيادته، كما لا يسمح لأيِّ شخص، أو ‏أيِّ قوة سياسية أن تعبث بأمن دولة من دول الجوارلأنَّ مفهوم حُسن الجوار هو أن لا نسمح لأيِّ قوة ‏تتحرَّك من الأرض العراقية وتسيء إلى الدول المجاورة”. ‏
ومن جهتها طالبت النائب عن ائتلاف العراقية الحرة عالية نصيف الحكومة العراقية بتقديم شكوى الى ‏مجلس الأمن الدولي حول انتشار عناصر حزب العمال الكردي التركي داخل الأراضي العراقية . ‏وقالت نصيف في بيان صحافي اليوم ان العراق لم يعد لديه خيار آخر سوى اللجوء الى مجلس الأمن ‏الدولي بعد الاتفاق التركي القاضي الذي يقضي بانسحاب عناصر حزب العمال إلى داخل الأراضي ‏العراقية.‏
ووصفت هذا الاجراء بأنه تدخل سافر في الشأن العراقي الداخلي مشيرة الى ان حزب العمال مصنف ‏على لائحة الارهاب عالمياً . واشارت الى ان هذا “التصرف المستغرب والذي جاء بمباركة من ‏حكومة اقليم كردستان العراق يعد خرقا للسيادة العراقية ومن واجب مجلس الأمن والمجتمع الدولي ‏وضع حد لهذه الانتهاكات الواضحة”.‏
وقالت وزارة الخارجية العراقية الخميس الماضي إنها لن تقبل دخول جماعات مسلحة إلى أراضيها مع ‏بدء المتمردين الأكراد الانسحاب من تركيا في اطار اتفاق سلام لكن بغداد لا تسيطر على الحدود ‏الشمالية التي يديرها أكراد العراق. واضافت إن “الحكومة العراقية في الوقت الذي ترحب فيه بأية ‏تسوية سياسية وسلمية للمسألة الكردية في تركيا لوضع حد لإراقة الدماء ودوامة العنف بين الطرفين ‏وتبني النهج الديمقراطي لحل النزاع الداخلي فإنها وانطلاقا من مبدأ السيادة والحفاظ على أمن المجتمع ‏العراقي واستقراره واحتراما لمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى لا ‏تقبل دخول مجموعات مسلحة إلى أراضيها يمكن أن تستغل للمساس بأمن واستقرار العراق أو أمن ‏واستقرار ومصالح دول الجوار وهو موقف يستند إلى مبادئ القانون الدولي ودستور العراق”. ‏
ويبدي المسؤولون العراقيون قلقهم من تأثر الاستقراررمستقبلا في العراق بعد انسحاب عناصر حزب ‏العمال من الأراضي التركية الى إقليم كردستان ويعربون عن تخوفهم من زيادة نفوذه في المناطق ‏المتنازع عليها. ويشيرون الى ان انسحاب قوات حزب العمالمن الأراضي التركية الى العراق ‏وخصوصا في مناطق إقليم كردستان قد يلحق الضرر بحالة التوازن القائمة حاليا في المناطق الواقعة ‏تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان وكذلك المناطق المتنازع عليها مثل محافظتي كركوك وديالى.‏
ولحزب العمال التركي الكردستاني علاقات جيدة مع الأحزاب الكردية العراقية وخاصة مع رئيس ‏اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الذي طالما حث طرفي النزاع على الركون لحلول سلمية ‏للنزاع.‏
وتحتفظ تركيا بحق مطاردة مسلحي حزب العمال إلى مسافة 5 كيلومترات داخل الأراضي العراقية ‏وفق اتفاق وقعه الرئيس العراقي السابق صدام حسين مع السلطات التركية، التي لاتزال تستغله لحد ‏الآن في مطاردة مسلحي الحزب وقصف قواعده العسكرية في شمال العراق بالمدفعية والطائرات. ‏
وكان مسلحو حزب العمال الكردستاني قد بدأوا الاربعاء الماضي انسحابهم من تركيا إلى شمال العراق ‏في خطوة تندرج في اطار عملية سلام ترمي إلى انهاء نزاع دامٍ مستمر منذ ثلاثين عامًا لكنها تبدو ‏هشة.‏
‏   ‏
تركيا مستغربة من الموقف العراقي
وقد أعرب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن استغرابه من موقف الحكومة العراقية حول ‏عدم قبولها بانسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى داخل الأراضي العراقية.‏
ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم قيادة حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل بشمال العراق ‏أحمد دنيز هذا الموقف “نحن فعلا موجودون داخل أراضي العراق بإقليم كردستان منذ عام 1984 ‏وهذا الموقف من الحكومة العراقية لا يهمنا والمسيرة ستستمر إلى حين تحقيق النجاح لعملية السلام ‏بتركيا”.‏
‏ واضاف ” لقد اتخذنا قرارنا بدخول عملية السلام حقنا للدماء، وبهدف إنهاء صراع دام أودى بحياة ‏عشرات الآلاف من أبناء تركيا، ويفترض بدول الإقليم أن تدعم هذا التوجه نحو السلام لأنه في ‏المحصلة يخدم أمن واستقرار المنطقة، وليس هناك أي مبرر لتخوف هذه الدول من عملية السلام ‏الجارية بتركيا، لأنها لا تستهدف أحدا ولن تمضي على حساب أي طرف، لذلك ننتظر من هذه الدول ‏تقديم الدعم وليس وضع العراقيل أمامها، لأننا اتخذنا قرارنا بالمضي فيها ولن نتراجع”.‏
ووفقا لاتفاق السلام الاخير بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني يلتزم مقاتلو الحزب بعبور ‏الحدود من تركيا إلى إقليم كردستان العراق شبه المستقل حيث يوجد مقرهم الرئيسي. وقتل أكثر من ‏‏40 ألف شخص في الصراع الذي عرقل الاستثمار والتنمية في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية ‏الكردية وأضر بصورة تركيا في الخارج. وتضع كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ‏حزب العمال الكردستاني على قائمة المنظمات الإرهابية.‏
والانسحاب الذي أمر به مراد كارايلان القائد العسكري الميداني للحزب في أواخر الشهر الماضي هو ‏أكبر خطوة حتى الآن في اتفاق تفاوض بشأنه زعيم الحزب المسجون عبد الله اوجلان مع الحكومة ‏التركية.‏
ومن المتوقع وصول الدفعة الأولى من مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنسحبين إلى قواعد الحزب ‏في جبال قنديل في شمال العراق خلال اسبوع تحت رقابة وكالة مخابرات تركية على الجانب التركي ‏بينما تراقبه حكومة إقليم كردستان في شمال العراق.‏
ويشكل هذا الانسحاب المرحلة الثانية من عملية سلام بدأت بين انقرة وحزب العمال الكردستاني بعد ‏الاعلان عن وقف لاطلاق النار من جانب واحد في نهاية آذار (مارس) الماضي.‏
‏ وأكد الحزب أنه سيحترم التزامه الانسحاب من الأراضي التركية طالما لم يتعرض لهجوم من القوات ‏التركية المسلحة. وأشار الرجل الثاني في الحزب مراد كارايلان الى أن الانسحاب يفترض أن ينتهي ‏في الخريف المقبل مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب انقرة مطالبًا باصلاحات تخدم الاقلية الكردية.‏
وشدد على رغبة الحزب الذي يعتبر تنظيمًا ارهابيًا في عدد من الدول، في الافراج عن اوجلان الذي ‏يمضي عقوبة السجن مدى الحياة. وسبق أن استبعدت انقرة بشكل قاطع الافراج عن اوجلان أو وضعه ‏قيد الاقامة الجبرية.‏
‏  ويقدر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا بحوالي ألفي مقاتل يضاف اليهم 2500 في ‏القواعد الخلفية في شمال العراق. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء الماضي ‏ضرورة مغادرة المتمردين الاكراد الأراضي التركية بأسلحتهم. وقال “يعرفون من اين دخلوا إلى ‏تركيا وسيعرفون كذلك طريق الخروج نفسها” عبر الطرق الوعرة في جنوب شرق البلاد على الحدود ‏مع العراق، على ما نقلت عنه وكالة الأناضول.‏
ويطالب اكراد تركيا بالاعتراف بحقوق محددة لهم مثل حق التعلم باللغة الكردية، إضافة إلى الحكم ‏الذاتي لهذه القومية. وكانت الحكومة أقرت الاسبوع الماضي اصلاحًا لقانون مكافحة الارهاب يحد من ‏نطاق الملاحقات ضد ناشطين من اجل القضية الكردية. لكن جزءًا من الرأي العام التركي ما زال ‏يرفض بشكل حازم قرارات الحكومة ويعتبر هذا الحزب “ارهابيًا”.‏
‏ ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة