وكالات – كتابات :
حذر موقع (ميدل إيست آي) البريطاني؛ من أن برنامج التلقيح ضد فيروس (كورونا)، في “العراق”، ليس على مستوى خطر تصاعد عدد الإصابات بين العراقيين، والتي أصحبت الأعلى في المنطقة العربية، وإن الأطباء واقعون تحت وطأة البنى التحتية المنهارة وتقصير الحكومة، و”الأخبار الكاذبة” المنتشرة حول سلامة اللقاحات المتوفرة، وهو كله ما يقوض المحاولات لوقف انتشار الوباء في “العراق”.
وتُشير الإحصاءات الأخيرة لـ”وزارة الصحة” العراقية؛ إلى أكثر من مليون إصابة بالفيروس في “العراق”، بالإضافة إلى أكثر من 15 ألف حالة وفاة، فيما يُحذر الخبراء من الأعداد يمكن أن تكون أكبر من ذلك بكثير؛ لأن العديد من العراقيين يتأخرون في الإبلاغ عن احتمال إصابتهم بالوباء.
في “المنطقة الحمراء”..
ونقل الموقع البريطاني؛ عن دكتور في مديرية “الرصافة”، التابعة لـ”وزارة الصحة”؛ أن “العراق” ما زال في: “المنطقة الحمراء” فيما يتعلق بـ (كوفيد-19)، مضيفًا أن الناس يحاولون تصديق الإشاعات المنتشرة في الشارع، وهو ما جعل السيطرة على الفيروس بالغ الصعوبة حاليًا.
وأوضح الدكتور العراقي: “نحن نُلقح 10 آلاف شخص يوميًا، ووفقًا لهذه الأرقام، فإننا سنحتاج إلى سنوات من أجل الوصول إلى مرحلة مناعة القطيع من خلال اللقاح، وهذا أمر سيء؛ خاصة في ظل ظهور التحورات في سلالة الفيروس الآن”.
وكان “العراق” قد بدأ حملة التلقيح، في الشهر الماضي، بعدما تلقى الدفعة الأولى من لقاح (سينوفارم)، (وتحديدًا لأفراد القطاع الصحي)، ثم 336 ألف جرعة لقاح من (إسترازينيكا)، من خلال مبادرة تدعمها “منظمة الصحة العالمية”. وحتى الآن، لم يتلق اللقاح سوى نحو: 100 ألف شخص؛ من أصل 40 مليون عراقي.
المخاوف من اللقاحات..
وأشار (ميدل إيست آي)؛ إلى أن المخاوف التي ظهرت في “أوروبا”، حول سلامة اللقاحات، انتقلت إلى “العراق”. وفي شهر آذار/مارس الماضي، علقت دول أوروبية استخدام لقاح (إسترازينيكا) البريطاني، بعد تقارير عن حدوث جلطات دموية أدت إلى وقوع عدد من الوفيات. وبرغم أن “وكالة الدواء الأوروبية” اعتبرت، لاحقًا، أن المخاطر من هذا اللقاح، محدودة، إلا أن الجدل أثار قلقًا عالميًا حول وجود مخاطر صحية بسبب هذا اللقاح.
وقال الدكتور العراقي: “لدينا أناس يرفضون اللقاح، وكثيرون يرفضون لقاح (سينوفارم) الصيني، ويرفضون (إسترازينيكا)؛ معتبرين أنها يمكن أن تتسبب بالوفاة”. وأضاف: “نحاول أن نقول إنها أخبار كاذبة، وأنه إذا كان لدينا مليون شخص ملقح، فربما قد يموت أربعة أو خمسة أشخاص، وما من علاقة مباشرة بين الوفاة وبين اللقاح. لكن الناس لا يريدون تصديق هذا، ويصدقون الإشاعات المنتشرة في الشوراع، وهذا ما جعل السيطرة على الفيروس أكثر صعوبة”.
تداعيات فاجعة “ابن الخطيب”..
وجاء تصاعد عدد الإصابات أيضًا، في ظل الانفجار الهائل الذي أتى على “مستشفى ابن الخطيب”، السبت الماضي، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 130 شخصًا.
واعتبر الموقع البريطاني؛ أن حريق المستشفى يُشكل مؤشرًا إضافيًا على فشل الدولة في تطبيق إجراءات سلامة وفرض القوانين. ونقل عن الدكتور العراقي قوله أن عائلات المرضى يدخنون السجائر ويطهون طعامهم داخل أجنحة المستشفى، ويرفضون أن يتم عزل أقاربهم المصابين بـ (كورونا) في أجنحة خاصة، مضيفًا أنه في كل المباني، في “العراق”، يتم تجاهل معايير العمل والسلامة.
وحذر من أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات تطوير، وفي ظل تراجع عدد أسرة العناية الفائقة، فإن “العراق” معرض لخطر: “الإنهيار الطبي خلال شهور”.
ونقل موقع (ميدل إيست آي)؛ عن ممثل “منظمة الصحة العالمية” في العراق، “أحمد زويتن”، قوله إن “العراق” سيتلقى شحنة من 500 ألف لقاح (إسترازينيكا) قريبًا، موضحًا أن منظمة “اليونيسيف” ستتلقى الشحنة في “أوروبا” وتقوم بنقلها إلى “العراق”، خلال أيام.
تعثر برنامج التلقيح..
وبسبب الشائعات حول (إسترازينيكا)؛ فقد تعثر برنامج التلقيح، بحسب، “أحمد زويتن”، الذي أشار إلى أن: “الجميع يقولون لا، ليس آمنًا، ولا نريد التلقيح، ولهذا تراجع معدل التلقيح”.
واعتبر الموقع البريطاني؛ أنه برغم محاولات “منظمة الصحة العالمية” لتشجيع أخذ اللقاح؛ والتأكيد على سلامته، إلا أن “العراق” يُكافح من أجل زيادة معدل توزيع اللقاح مجددًا، وهو وضع أصبح أكثر سوءًا بسبب التعامل اللامسؤول من جانب وسائل إعلامية، وبسبب الشكوك القديمة إزاء الدولة ومدى كفاءة السلطات الصحية.
وقال “زويتن”؛ إن ذلك خلق فكرة أن الإدارة الصحية ليست على مستوى كافٍ وهو أمر ليس صحيحًا، مشيرًا إلى الجهود والاستثمارات التي دفعت من أجل شراء المعدات والأجهزة وتحسين غرف العناية الفائقة والأوكسجين، ومع ذلك فإن الناس يقولون أن النظام الصحي لن يكون قادرًا على التعامل بشكل سليم مع حاجاتهم.
أزمة ثقة !
وفي خطوة وصفها، ممثل الصحة العالمية؛ بأنها: “تاريخية”، وقد تُغير الإنطباعات السائدة، فإن الزعيم الشيعي، “مقتدى الصدر”، دعا علانية، كل العراقيين؛ إلى تلقي اللقاحات ونشر فيديو لنفسه وهو يتلقى اللقاح، الخميس الماضي، على الرغم من أن “الصدر” كان، في الماضي، متشككًا بالوباء وظل يوجه دعوات لأنصاره إلى تجمعات جماهيرية من أجل الصلاة كوسيلة لمواجهة الوباء.
ونقل الموقع عن عضو في “اللجنة الصحية” البرلمانية من تحالف (سائرون)؛ أن عدد الأشخاص الذين سجلوا أسماءهم لتلقي اللقاح “آونلاين”، تزايد، موضحًا أن أكثر من 160 ألف شخص تقدموا بتسجيل أسمائهم إلى منصة حجز اللقاح الإلكترونية، في غضون نصف ساعة فقط، بعد الدعوة التي وجهها “مقتدى الصدر”.
ومنذ أن أصاب، الوباء، “العراق”، في شباط/فبراير 2020، تزايدت التحذيرات من الخبراء والأطباء من إنهيار القطاع الطبي. وذكر الموقع أن عقودًا من الحروب والعقوبات، جعلت القطاع الصحي، الذي كان يُعتبر مميزًا، على شفير الإنهيار، برغم جهود المسؤولين والعاملين في القطاع.