خاص : ترجمة – لميس السيد :
اعتبر موقع (وورلد بوليتيكس ريفيو) الأميركي؛ أن العراق هو حجر الزاوية في استقرار دول العالم العربي، إذا أرادت الولايات المتحدة تحقيق ذلك في المنطقة.
“سرطان” المنطقة !
قال مسؤول أميركي؛ أن العراق يشبه مريض السرطان “الذي نعرف دواءه وعلاجه”، لذا يجب أن يظل العراق في قلب أي إستراتيجية إقليمية أميركية لتحقيق الاستقرار في العالم العربي، ومع خروج تنظيم (داعش) من البلاد؛ فإن واشنطن يصبح لديها فرص كبيرة في تحسين أمراض “بغداد” المزمنة.
يشير الموقع الأميركي إلى أن العراق تعرض لعدة أزمات أدت إلى تدهور أحواله اليوم، بعد الغزو الأميركي في 2003، من حيث وفاة مئات الآلاف من العراقيين، وخلق انفتاحًا كبيرًا نحو إسقاط القوة الإيرانية، وانتشار فكرة الجهاد العابر للحدود، وإنعزال العراق عن معظم العالم العربي، وتشدد الإستقطاب الطائفي في الشرق الأوسط وخارجه.
تشوه صورة أميركا..
أوضح (وورلد بوليتيكس ريفيو) أن لا زال الكثير من أفراد الطبقة السياسية في العراق، متحمسين لتجديد الروابط مع الولايات المتحدة؛ ويقدرون فوائد المشاركة الأميركية المستمرة، إلا أن الصورة الأميركية المشوهة لدى تصورات المواطنين العراقيين، تحول دون ذلك، خاصة أن أميركا إنخرطت في أنواع مختلفة من العنف والأعمال العدائية ضد العراق، ومنذ غزو “صدام” الكويت عام 1990.
وبالرغم من ذلك؛ أكد الموقع على أن هناك وعيًا بين العراقيين حول ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لكل من التعاون الأمني والاستخباراتي، والدبلوماسية الإقليمية، وحتى السياسة الداخلية المتعثرة في العراق.
وأضاف أن العلاقات بإمكانها التحسن؛ طالما توجد مصالح مشتركة وعلاقات عمل طويلة تشكل أساسًا حقيقيًا للعلاقات الثنائية، والدليل على ذلك توتر العلاقات الأميركية مع دول رئيسة في المنطقة مثل “السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإسرائيل”، إلا أنها تعود على ما يرام بهدف المصالح الإقليمية المشتركة.
مركز اتزان المنطقة..
على المستوى الإقليمي، أكد الموقع الأميركي على أن الولايات المتحدة سعت إلى إعادة دمج العراق في العالم العربي بعد عقود من العزلة، ولكن ما حال دون ذلك كان موقف الإستقطاب الطائفي الذي سيطر على العراق خلال الحرب الأهلية.
ومن جانب الجيران العرب؛ أوضح (وورلد بوليتيكس ريفيو) أنه في أعقاب الإطاحة بـ”صدام”، أحتضن العرب العراق أثر قلقهم من علاقاته الوثيقة والمتنامية مع إيران، وعلى رأسهم “المملكة العربية السعودية”، التي أعادت فتح سفارتها في بغداد، في عام 2015، لأول مرة منذ 25 عامًا، ومنذ ذلك الحين أرتفعت من نطاق قوتها الناعمة لشريك ذي روابط اقتصادية.
في ذلك الإطار، رأى الموقع الأميركي أن تعميق وتنويع علاقات العراق الإقليمية من شأنه أن يكون له آثار هامة في السياسة الداخلية العراقية، التي تعد ساحة هامة أخرى للولايات المتحدة، حيث إن جغرافيا العراق غير قابلة للتغيير، ولا تستطيع الولايات المتحدة تهجير إيران من السياسة العراقية، لأن إبقاء العراق مستقر يتطلب علاقات إيجابية مع إيران، ولكن على الولايات المتحدة ألا تستسلم للمبالغة في قوة إيران.
من ناحية أخرى، أكد الموقع على أن العراق لا يزال لديه القدرة على المساعدة في سد الفجوات الإقليمية الحالية؛ ووضع نموذج للتوازن بسبب مركزيته وخصائصه الديموغرافية وعلاقاته القائمة، فإنه أيضًا المرشح الأكثر احتمالًا لإدارة الإستقطاب الطائفي القائم في استقرار الشرق الأوسط على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.