خاص: ترجمة – آية حسين علي :
تُعتبر سيطرة تنظيم “داعش” على الموصل نموذجاً لبشاعة الإرهاب وخطورته، والآن ترفع المدينة المدمرة شعار “بداية النهاية”، إذ مثل تحرير مدينة “الموصل” من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي نقطة تحول في العراق، لكن سيكون عليه أن يواجه التحديات الكبيرة على المستويين الاجتماعي والأمني.
ولا يزال هناك 11 مليوناً يحتاجون إلى مساعدات إنسانية حتى يومنا هذا.
بدأ اهتمام الحكومة العراقية ينصب على التحديات الكبيرة الأخرى, منذ أن أعلنت الشهر الماضي أن الجيش العراقي مدعوماً بالميليشيات وغارات التحالف الدولي لمحاربة “داعش” بقيادة الولايات المتحدة، قد تمكن من تحرير “الموصل” حاضرة محافظة “نينوى” الواقعة شمالي العراق، بعدما سيطر عليها التنظيم على مدار 3 سنوات.
5.5 ملايين نازح..
من أبرز هذه التحديات وجود 3.3 نازحين في الداخل وحوالي 2.5 ملايين آخرين يعيشون خارج المخيمات الرسمية، وفقاً لما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتعرقل عملية العودة عدة أمور, من بينها انتشار الألغام التي تركها التنظيم، ويجري العمل على تطهير المدينة من المتفجرات المخبأة، إلا أن الخبراء يرون أن التخلص من مخلفات الحرب بشكل كامل قد يستغرق أكثر من عقد من الزمن.
تهديدات تطالب المواطنين بالرحيل..
تلقت مئات العائلات في محافظات “صلاح الدين والأنبار ونينوى” خطابات تهديدية تطالبهم بالرحيل.
وانتقدت الأمم المتحدة الأعمال الانتقامية التي تقوم بها عائلات يعتقد انتماءها إلى أحد الفرق المتناحرة، وأثبتت دراسة أجرتها “مؤسسة الهجرة الدولية” أن عدم الأمان في المناطق المحررة هو ما يجعل السكان غير راغبين في العودة.
كما أن كثير من النازحين ليس لديهم مكان يمكنهم العودة إليه بعدما فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم، والحصول على مصادر جديدة أمر صعب في مجتمعات كسرتها الحرب.
دمار شامل..
من بين 54 حياً يشكلون الجانب الغربي من الموصل، دُمر 15 بالكامل، كما تحول حوالي نصف المباني الموجودة في 23 منطقة أخرى إلى ركام.
ويوجد 200 ألف شخص بلا مأوى، حسب تقديرات الأمم المتحدة، كما يقدر الخبراء تكلفة إعادة إعمار المدينة بقيمة مليار دولار.
ويضاف إلى هذه التحديات، أن 100% من الأحياء التي فحصها برنامج الغذاء العالمي في الجانب الغربي من المدينة تحتاج إلى مساعدات إنسانية، بينما الوضع أفضل نسبياً في الجانب الشرقي حيث تحتاج 45% فقط من مناطقه إلى المساعدة.
انخفاض حركة العودة في تموز..
تمكن 2 مليون نازح من العودة إلى مناطقهم الأساسية بعد مغادرتها منذ بداية المعارك في 2014، لكن حركة العودة انخفض بنسبة 25% خلال شهر تموز/يوليو الماضي مقارنة بالشهور السابقة له، وفقاً لبيانات “مؤسسة الهجرة”.
وعاد 94% من السكان الأصليين في الجانب الشرقي من الموصل لكن الوضع لا يزال مختلفاً في الجانب الغربي.
وتتعاون المنظمات الدولية مع السلطات المحلية لتلبية احتياجات العائدين ومساعدتهم على بداية حياتهم من جديد بعد العودة، وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن المجتمعات الأكثر هشاشة تستغرق وقت كبير فيما يسمى المساعدات طويلة الأجل.
نقص في التمويل..
تواجه خطة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة نقص في التمويل، حيث لم تحصل المنظمة سوى على 46% أي 454 ملايين فقط من المبلغ المطلوب، رغم إلتزام الممولين بدفع 200 مليون دولار خلال قمة انعقدت في واشنطن خلال شهر تموز/يوليو الماضي.
من جانبه حث مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق، “يان كوبيش”، على اعتبار حماية المدنيين أولوية قصوى، خاصة خلال العمليات العسكرية التي لا تزال مستمرة ضد فلول التنظيم.