طالب القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي، اليوم، التحالف الوطني والمرجعية الدينية في النجف باستبدال رئيس الحكومة نوري المالكي “لأنه لم يعد أمينا على الدماء العراقي”، وأكدت ان الحوارات والمفاوضات لم تعد تنفع في ظل استمرار وجود المالكي، مطالبة بتشكيل لجان برلمانية للتحقيق في حادثة الفلوجة وحاسبة المقصرين.
وقالت العراقية في بيان تلاه القيادي سلمان الجميلي عقب اجتماع عقد مساء في منزل رئيس البرلمان أسامة النجيفي بحضور أغلب قادة العراقية “نحمل التحالف الوطني المسؤولية الوطنية الشرعية والاخلاقية عن تصرفات المالكي التي ادت الى التدهور المفاجئ الذي حصل اليوم الجمعة بصفتها الكتلة التي ينتمي لها رئيس مجلس الوزراء”.
وطالبت العراقية التحالف بـ”تقديم مرشح بديل عن المالكي يحترم الدم العراقي ويحافظ على وحدة العراق واستقراره وامنه”، ودعت “المرجعية الدينية الى استبدال المالكي لأنه لم يعد أمينا على الدم العراقي الطاهر وعلى وحدة العراق المقدس”، مؤكدة أنه “لا جدوى من الحوارات مالم يتم استبدال المالكي الذي بات وجوده خطرا على وحدة العراق واستقراره”.
كما طالبت القائمة العراقية بـ”سحب قوات الجيش والشرطة الاتحادية من جميع المدن واستبدالها بقوات الشرطة المدنية، وتشكيل لجنة برلمانية بشكل عاجل لمحاسبة المتجاوزين على المتظاهرين بعد التحقيق معهم”.
ودعت العراقية “المتظاهرين إلى ضبط النفس والمحافظة على سلمية التظاهرات كونها تطالب بحقوقهم المشروعة”، داعية في الوقت نفسه إلى “المنظمات الدولية مثل الجامعة العربية ومنظمة مؤتمر التعاون الاسلامي والأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لإحلال السلم الأهلي كون القوى السياسية لم تستطع التوصل الى نتائج لحل الازمات المتتالية”.
وجددت العراقية في بيانها تأييدها للمتظاهرين في المطالبة بحقوقهم المشروعة”، مقدمة “تعازيها الحارة إلى عوائل الشهداء والابرار والدعوات للجرحى بالشفاء العاجل”.
وشهدت الأنبار قبل ظهر اليوم الجمعة، مقتل ستة أشخاص وجرح أكثر من 60 آخرين جميعهم من المتظاهرين المنددين بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، في مواجهات وقعت بين المتظاهرين وقوات الجيش في مدينة الفلوجة، واعلنت وزارة الدفاع على إثر ذلك بانها فتحت تحقيق عاجلا ووعدت بمحاسبة المقصرين من قوات الجيش كما قررت تعويض ضحايا “الاحتكاك”، كما اتفقت مع محافظة الأنبار على سحب القوات العسكرية من الفلوجة في خلال 24 ساعة وتسليم المهام الأمنية للشرطة الاتحادية.
وعلق رئيس الحكومة نوري المالكي على ما حدث اليوم في الفلوجة من مواجهات بين الجيش والمتظاهرين وأكد “كان مخططا له من قبل استخبارات أجنبية وتنظيم القاعدة”، واتهم مجموعة ”مغرر بها” من المتظاهرين في الفلوجة بأنها “تقصدت” الهجوم على قوات الجيش بالحجارة “ثم بالرصاص”، وفي حين دعا المتظاهرين غير “المسيسين” الى ممارسة حق التظاهر بالابتعاد عن التصادم، اكد أن ما حصل لم يكن مفاجئا.
كما أكدت خلية الأزمة الحكومية عقب اجتماع عقدته عصر الجمعة ان 11 من أفراد القوات الأمنية العراقية سقطوا بين قتيل وجريح في الأحداث التي شهدتها الفلوجة، وأكدت ان المواجهات اندلعت بعدما تم استهداف القوات الأمنية بـ”القاذفات والرمانات اليدوية” من قبل المعتصمين، مطالبة في الوقت نفسه القوات الأمنية برباطة الجأش و”عدم الانجرار وراء المخطط الطائفي”.
وبدأت المواجهات بين الجيش والمتظاهرين قرابة الساعة العاشرة صباحا عقب قيام قوات الجيش بغلق المداخل المؤدية إلى ساحة الاعتصام من أحل منع المصلين من الدخول إليها، فقام المصلون برشق عناصر الجيش بالحجارة ورد هو بإطلاق النار عليهم ورمي القنابل الصوتية لتفريقهم، مما أدى إلى سقوط إصابات بين المصلين الغاضبين الذين تمكنوا من حرق عربة تابعة لقوات الجيش كانت تعترض طريقهم إلى الساحة.
وأكد المشرف على ساحة الاعتصام في الفلوجة خالد الجميلي في حديث إلى (المدى برس) إن ”المتظاهرين تعرضوا إلى الاستفزاز من قبل قوات الجيش الذين دخلوا بعجلاتهم إلى داخل الساحة لتشتيت المعتصمين”.
وأضاف الجميلي أن “المتظاهرين قاموا برمي الحجارة على الجيش، الذين ردوا بإطلاق النار عشوائيا على المتظاهرين”.
وأثارت حادثة الفلوجة ردود فعل وشجب من قبل العديد من الاطراف الساسية، إذ استنكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر “الاعتداء المسلح” على المتظاهرين في قضاء الفلوجة، فيما دعا الى ضبط النفس والحفاظ على سلمية التظاهرات. فيما اتهم رجل الدين السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي، اليوم الجمعة، رئيس الحكومة نوري المالكي بمحاولة تحويل التظاهرات السلمية إلى دموية من خلال قتل المتظاهرين، وفي حين دعا المتظاهرين الى حمل السلاح في حال الدفاع المشروع عن النفس، طالب السياسيين والوزراء والقضاة بالانسحاب من العملية السياسية.
كم دان اقليم كردستان “بشدة” الإجراءات العسكرية ضد المتظاهرين في الفلوجة وقمعهم”، وأكد أن ”ذلك يعد خرقا صارخا للدستور”، فيما استنكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الجمعة، ”الاعتداء المسلح” على المتظاهرين في قضاء الفلوجة، فيما دعا الى ضبط النفس والحفاظ على سلمية التظاهرات.
وتعد مواجهات الفلوجة تصعيدا بارزا في مسار الاعتصامات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر، وكانت مواجهات طفيفة سجلت بين المتظاهرين وقوى الأمن العراقية خصوصا في مدينة الموصل وآخرها أمس الخميس وأدت إلى إصابة أربعة متظاهرين بهراوات ونيران الشرطة الاتحادية التي حاولت تفريقهم من ساحة الأحرار بعدما تجمعوا لإحياء ذكرى المولد النبوي.
وكانت اللجان الشعبية للمتظاهرين دعت على مدى الأسبوع الماضي إلى تظاهرات مليونية اليوم تحت اسم جمعة (لا تراجع)، أكدت انها تأتي لرفض الحلول “الترقيعية” لمطالب المتظاهرين، مشددة على أنها “ستحمل مفاجأة لحكومة المالكي”.
وتظاهر مئات الآلاف في جمعة (لا تراجع) لليوم الـ36 على التوالي في محافظة الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك وبغداد وطالب المتظاهرون برحيل المالكي من دون نقاش وإلغاء الدستور.